تساؤلات حول فاعلية حظر ألمانيا تصدير الأسلحة لتركيا

عربة مدرعة ألمانية
عربة مدرعة ألمانية
TT

تساؤلات حول فاعلية حظر ألمانيا تصدير الأسلحة لتركيا

عربة مدرعة ألمانية
عربة مدرعة ألمانية

رغم إعلان ألمانيا حظر تصدير السلاح لتركيا بسبب العملية العسكرية في سوريا، فقد أظهرت أرقام نشرتها وزارة الاقتصاد أن حجم صادرات السلاح من ألمانيا إلى أنقرة ارتفع إلى مستويات قياسية هي الأعلى منذ 14 عاما. ويأتي هذا رغم إعلان ألمانيا سابقا بأنها كانت خفضت تصدير الأسلحة إلى تركيا منذ عملية عفرين التي نفذتها تركيا عام 2016.
ولا يشمل قرار حظر الأسلحة الذي أكدته المستشارة أنجيلا ميركل، أمس، العقود الموقعة مسبقا مع تركيا، كما ينحصر فقط بالأسلحة التي تستخدمها تركيا في عمليتها العسكرية بسوريا، ما يعني أن الأسلحة المحظورة ستكون نسبة ضئيلة من تلك التي تتلقاها تركيا أصلا من ألمانيا.
وقد دفع ذلك بنائب ألماني من أصول كردية يدعى سيفيم داغديلن لاتهام الحكومة بالـ«تزوير»، وقال: «كل هذا يثبت أن سياسة حظر السلاح إلى تركيا هي عملية تزوير كبيرة». وقد نشرت الوزارة الأرقام هذه بناء على طلب من داغديلن، وهو نائب رئيس كتلة «دي لينكا» اليسارية المعارضة في البرلمان.
وقد برّرت وزارة الاقتصاد ذلك بالتأكيد أن العقود منحصرة بشكل أساسي «في قطع أسلحة تستخدم في القطاع البحري». ويعتقد أن أنقرة تستخدم الأسلحة تلك لبناء غواصات بقطع ألمانية.
ولكن مع ذلك فقد أظهرت الأرقام أن تركيا هي المتلقي الأول للسلاح الألماني وقد بلغت قيمة الأسلحة التي استوردتها من برلين في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، أكثر من 250 مليون يورو، وهو الرقم الأعلى منذ عام 2004. وبحسب صحف ألمانية، فإن حجم صادرات الأسلحة هذا العام كان ضعف حجم تلك التي اشترتها تركيا العام الماضي. وقد ارتفع حجم تلك الصادرات بشكل كبير مقارنة بعام 2016 حين وصلت قيمة الأسلحة الألمانية المصدرة لتركيا إلى 84 مليون يورو.
ونقلت صحيفة «دي فيلت» عن معهد «سيبري» للبحوث السلمية في استوكهولم، أن ألمانيا هي من ضمن المصدرين الخمسة الأوائل للسلاح لتركيا في العقد الماضي. ومنذ عام 2000، بلغت قيمة الصادرات الألمانية من الأسلحة إلى تركيا مليارا و750 مليون يورو.
وقال نائب آخر من حزب «دي لينكا» هو ديتمار بارتش، إن الحكومة الألمانية «تتحمل مسؤولية مشتركة» مع أنقرة عن العملية العسكرية في سوريا، لأن «الأسلحة المستخدمة هناك في غزو عدائي خلافا للإجماع الدولي» هي أسلحة ألمانية.
ورغم انتقاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للقرار الألماني، فقد وصف سفير أنقرة في برلين القرار بأنه «لا قيمة له».
ويطالب حزبا «دي لينكا» والخضر بفرض حظر تام على الأسلحة المصدرة إلى تركيا، من دون أي استثناءات. كما يطالبان أيضا بزيادة الضغوط الاقتصادية على أنقرة. وترفض برلين فرض عقوبات إضافية في الوقت الحالي على تركيا، إلا أن نائب المستشارة وزير المالية أولاف شولتز لم يستبعد ذلك في المستقبل، وقال إن ألمانيا «تراقب الوضع من كثب» هناك، وقد تعدل موقفها بحسب التطورات.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.