المغرب: تفاقم خلافات قيادات «الأصالة والمعاصرة» المعارض

كودار يستأنف على حكم إبطال انتخابه رئيساً للجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب

TT

المغرب: تفاقم خلافات قيادات «الأصالة والمعاصرة» المعارض

استأنف سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، أول من أمس، بشكل رسمي على قرار المحكمة الابتدائية بالرباط، التي قضت ببطلان انتخابه رئيساً للجنة التحضيرية، وذلك بناء على الدعوى التي رفعها ضده حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب.
وقال كودار؛ أحد العناصر البارزة في «تيار المستقبل» المناوئ لحكيم بنشماش أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة: «قدمنا استئناف الحكم الصادر ابتدائياً بشأن انتخابي رئيساً للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، واعتبرنا أنه كان حكماً سيئاً».
وأضاف كودار في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» بأن القضاء «لم يُجب على دفوعاتنا التي قدمناها، ومن بينها الوصل القانوني للأمين العام»، مشدداً على أن حكيم بنشماش «لم يدلِ بما يفيد بأنه يملك الصفة القانونية لأمين عام الحزب؛ لأنه لا يتوفر على وصل الإيداع».
وجدد كودار التأكيد على أن انتخابه رئيساً للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة «تم بحضور أمين عام الحزب بنشماش»، وقال إن الأمين العام «كان حاضراً في جلسة انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وافتتح اللائحة وأعلن بدء التصويت، وهذا يعنى أن انتخابي كان بحضوره في الجلسة، ولم يكن في غيابه».
وكانت المحكمة الابتدائية بالرباط قد أبطلت في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي انتخاب كودار، رئيساً للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، وقضت أيضاً بـ«بطلان كل القرارات والأعمال الصادرة عن اللجنة، وما ترتب على ذلك من آثار قانونية، مع تحميل المدعى عليه الصائر».
من جهته، قال عبد اللطيف وهبي، القيادي البارز في التيار المعارض لبنشماش: «قدمنا استئنافاً على الحكم، وننتظر تعيين الجلسة للمرافعة».
وأضاف وهبي في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط»: «عندنا أمل كبير وثقة في التحليل القانوني الذي قدمناه في القضية، والذي سيمنحنا الحق في القضية».
في غضون ذلك، جدد بنشماش أمس دعوته إلى «الانخراط المسؤول في مبادرة الحوار الداخلي، التي سنطلقها بجدولة محددة، وبمقاربة دامجة وحدوية، من أجل إنجاح هذه المحطة الحاسمة في حياة حزبنا».
ودعا أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة إلى «مراجعة القرارات التأديبية»، التي سبق أن اتخذها في حق بعض أعضاء الحزب، «لتكون مقدمة دالة لتيسير شروط إطلاق الحوار الداخلي من أجل وحدة الحزب»، وذلك في إشارة جديدة منه لخصومه من أجل تحقيق المصالحة.
وتعليقاً على ذلك، قال كودار: «أنا شخصياً لم أعد أطالع ما ينشر ويكتب بنشماش لأنه لا يعنينا في شيء، وما زلنا على موقفنا الرافض لأي مصالحة معه».
وشدد كودار على أن المؤتمر الوطني الرابع للحزب «ما زال في تاريخه المحدد أيام 13 و14 و15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل»، مبرزاً أن اللجنة التحضيرية تستعد لـ«مباشرة المساطر المنظمة لعقد الجموع العامة المحلية لاختيار مندوبي الفروع للمؤتمر».
يذكر أن بنشماش كان قد رفع دعوى قضائية في يوليو (تموز) الماضي بالمحكمة الابتدائية في الرباط ضد كودار، يطالب فيها ببطلان هذه اللجنة التحضيرية، التي واصلت أشغالها رغم القرارات المتوالية، التي اتخذها الأمين العام للحزب في حق أعضائها، وبلغت حد الطرد من الحزب، وهي القرارات التي عدّها خصوم بنشماش «غير قانونية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.