مبارك يستعيد ذكريات حرب أكتوبر عبر «يوتيوب»

بعد مرور ثماني سنوات منذ خروجه من سدة الحكم في أعقاب «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011»، عاد الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك للظهور مجدداً والحديث عن تاريخه العسكري ومشاركته في حرب أكتوبر (تشرين الأول)1973.
ولم يظهر مبارك على شاشات التلفزيون مثل كل مرة اعتاد فيها أن يتحدث إلى المصريين في المناسبات الرسمية والأعياد وكذلك الخطابات خلال «ثورة 25 يناير 2011» قبل تنحيه بعد ضغوط شعبية، لكنه ظهر عبر حساب خاص جديد على موقع «يوتيوب» يحمل اسم «أرشيف مبارك»، في فيديو مصور مدته 25 دقيقة، تحدث فيه الرئيس المصري الأسبق عن مشاركته في حرب أكتوبر 1973 حيث كان يشغل منصب قائد القوات الجوية وذكرياته عن تلك الفترة المهمة في تاريخ مصر.
ويبدو أن المقطع الذي نشر قد تم تسجيله في يوم السادس من أكتوبر الجاري لكن تمت إذاعته أمس (الثلاثاء)، بعد يوم واحد من عيد القوات الجوية في 14 أكتوبر.
وبدأ الفيديو بأغنية وطنية للمطرب المصري عمرو دياب، مع ظهور للرئيس الأسبق وهو يرتدي بذلة زرقاء اللون، وفوق رأسه صورة له بالزي الرسمي لسلاح القوات الجوية والتي انضم لها بعد تخرجه في الكلية الجوية عام 1949.
ووجّه مبارك التحية للقوات المسلحة المصرية وجيل أكتوبر المشاركين في الحرب، كما دعا الشباب إلى تقدير حجم تضحيات هذا الجيل من أجل محو «عار الهزيمة»، في إشارة إلى «نكسة 1967» والتي وصفها بأنها لم تكن حرباً.
ووصف الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بأنه كان «رجلاً شجاعاً وجريئاً للغاية»، موجهاً التحية له.
وتحدث مبارك أيضاً عن نكسة 67 واصفاً يوم 5 يونيو (حزيران) بأنه «يوم أسود»، وقال إنها لم تكن حرباً، وإنما تم ضربهم دون سابق إنذار ودون خطة، مضيفاً أنه لاحظ دخول قوات إلى سيناء في يوم 3 يونيو (حزيران)، إلا أن «قائد القوات لم تكن لديه فكرة من الذي دخل».
وسرد أنه عندما ضربت إسرائيل المطارات المصرية كان يحلق بطائرته ضمن 3 طائرات «اخترقنا السحب وفوجئنا بالكنترول يبلغنا بأن المطارات المصرية وممراتها ضربت»، لافتاً إلى أنه اضطر للهبوط في مطار الأقصر، وبعد نزوله بوقت قصير ضربت طائرات إسرائيلية المطار، بما فيها طائرات مدنية. ووصف تلك الضربة بأنها كانت مفاجئة وأفقدت الشعب ثقته بالجيش، قائلاً: «لم نخرج من المطار لمدة ثلاثة أشهر ونواجه الشعب بالزي الرسمي العسكري، إلى أن بدأت حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر».
وتعد تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها مبارك بعد خروجه من الحكم، بعيداً عن قاعات القضاء والتي كان آخرها حين أدلى بشهادته في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أمام محكمة جنايات القاهرة في قضية اقتحام الحدود الشرقية المصرية إبان انتفاضة 2011.
وكان علاء مبارك نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، قد أعلن عبر حسابه الرسمي على موقع الغريدات «تويتر»، قبل نشر الفيديو بيومين، عن حديث مرتقب لوالده قائلاً: «قريباً... الرئيس مبارك يتحدث عن بعض ذكريات حرب أكتوبر في عيدها الـ46».
وهو ما لاقى تفاعلاً من قبل متابعيه، من إعادة نشر التغريدة والإعجاب بها، ونشر البعض صوراً للرئيس الأسبق في فترة الحرب وهو بالزي الرسمي وأخرى وهو برفقة الرئيس الراحل أنور السادات.
ونشر حفيد مبارك، محمد علاء عبر حسابه على موقع الصور «إنستغرام»، صوراً من المقطع المصور وسط تفاعل من متابعيه أيضاً، والذي علق البعض منهم على لون شعر الرئيس الأسبق (91 عاماً) الذي تمكن منه الشيب وأصبح رمادياً تماماً، وهو عكس الصورة التي كان يطل بها مبارك على وسائل التواصل والإعلام من قبل.
ووصف مبارك يوم السادس من أكتوبر بأنه معركة «نكون أو لا نكون»، مؤكداً على أنه يوم مهم وتاريخي في حياة المصريين، لافتاً إلى أنه لم يكن أحد يعلم موعد الحرب، وأن الجميع يعلم أن هناك حرباً، ولكن دون علم لموعدها قائلاً: «عنصر المفاجأة كان مهماً للغاية، كان هناك عاملان هامان في حرب 6 أكتوبر، أولاً عنصر السرية، ثانياً ضربة مركز العمليات الرئيسية في سيناء، لافتاً إلى أنها أهم ضربة تؤمن لهم باقي العمليات الهجومية البرية والجوية».
وذكر أيضاً أنه في يوم 14 أكتوبر، اتفق مع الدفاع الجوي، وقاموا بطلعات جوية بالطائرات عندما علموا بوجود طيران إسرائيلي منخفض، متابعاً: «بدأت المعركة، وضربنا الطائرات الحاملة للقنابل وكانت معركة جوية، ضربنا فيها نحو 17 أو 18 طيارة على ما أتذكر».
وحقق المقطع المصور ما يقرب من 400116 مشاهدة خلال يوم واحد من بثه على «يوتيوب».
وفى الفترة الأخيرة، نشطت عائلة مبارك عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل شخصي، متفاعلين مع المتابعين والمغردين، خاصة علاء مبارك ونجله محمد.
كما عادوا للظهور مرة أخرى في الحياة الاجتماعية، لكنهما لم ينخرطا بشكل صريح في التعليقات ذات الطابع السياسي، واكتفيا طوال ثماني سنوات بالمشاركة في مناسبات مثل الزواج وواجبات العزاء ومباريات كرة القدم والحفلات الفنية، ولكن جمال مبارك ظهر يوم السادس من أكتوبر الماضي، أمام النصب التذكاري للجندي المجهول وهو يقرأ الفاتحة، كما نشرت له صور أخرى أمام قبر الرئيس الراحل أنور السادات، وهو يصافح زوجته جيهان السادات.