«منظمة الموضة البريطانية» قدمها في قرية «بيستر» وعينها على المتسوق العربي

من أعمال «راسيل»
من أعمال «راسيل»
TT

«منظمة الموضة البريطانية» قدمها في قرية «بيستر» وعينها على المتسوق العربي

من أعمال «راسيل»
من أعمال «راسيل»

ما إن تنتهي دورة الموضة العالمية في باريس حتى تبدأ دورات أخرى، على شكل معارض متفرقة، لكن تستقطب عشاق التسوق من كل أنحاء العالم. الغرض من هذه المعارض يكون غالباً تعريف شريحة لم تتمكن من متابعة أعمال مصممين جُدد، بأعمالهم عبر عرضها أمامهم للمسها ومعاينة مدى حرفيتها وجمالها، وطبعاً لشرائها مباشرة.
واحد من هذه المعارض جاء ثمرة تعاون بين «منظمة الموضة البريطانية» و«بيستر فيلاج» الواقعة بالقرب من منطقة أكسفورد شاير. كانت بداية هذا التعاون في العام الماضي، وحقق نجاحاً كبيراً شجع على إعادة التجربة وجعلها تقليداً سنوياً، لا سيما أن الاستفادة تعم الكل. بينما تحصل «القرية» على ضخة إبداع جديدة، يحصل المصممون على تغطيات إعلامية وعلى منفذ مهم لبيع منتجاتهم. في العام الماضي مثلاً كانت كل أرباح المبيعات من نصيبهم كاملة. فقد وفرت لهم القرية المكان وكل التسهيلات اللوجيستية من دون مقابل، وبالنتيجة حصدوا بينهم ما لا يقل عن 100 ألف جنيه إسترليني خلال 10 أيام فقط، وهو ما يمكن القول إنه مكسب كبير بالنسبة لهم.
ما انتبهت إليه «منظمة الموضة» منذ سنوات أن أي منبر وأي وسيلة تساعد مصمميها على اختراق أسواق جديدة، مُرحب به، وقرية «بيستر» لا يُستهان بأهميتها؛ فهي تستقبل أكثر من 450 ألف متسوق كل 3 أسابيع، وكلهم من الوزن الثقيل، بمعنى أنهم يأتون إليها بميزانيات كبيرة ولا ينوون الخروج منها إلا بعد صرفها. أغلب هؤلاء من الصين ومن منطقة الشرق الأوسط. هذا الأخير تتودد له كثيراً بتقديم كل الخدمات والتسهيلات بما في ذلك توفير كتالوغات باللغة العربية. هذا العام سيتمكن هذا المتسوق من شراء قطع مبتكرة لـ30 مصمماً صاعداً من بريطانيا؛ كثير منهم ليست له محلات أو منافذ تسوق خاصة، وهو ما يجعل مُبتكراتهم فريدة وصيداً ثميناً لمن لا يحبون التشبه بالآخرين، هذا إضافة إلى مشاركة أسماء معروفة مثل «إيرديم»، وهيلييه بارتلي، وماري كاترانزو: «برين»، وصوفيا ويبستر: «راسيل»... وآخرون. فهذا العام تم توسيع الركن المخصص لهذه الفعالية 3 مرات أكبر من العام الماضي، كما سيتميز بديكور أبدعته المصممة الشابة دايان بريسون، الفائزة بجائزة «كولور إن ديزاين (Colour in Design)» في عام 2018.
بيد أن علاقة القرية التسوقية مع «منظمة الموضة البريطانية» ليست جديدة، فقد كانت هناك مبادرات أخرى في السابق على شكل شراكات كان الهدف منها تزويد المصممين الصاعدين بالخبرة في مجال التسويق تحديداً. ولا تزال هذه البرامج متوفرة حتى الآن، بدليل أن مصممين حققوا النجاح من أمثال «إيرديم» وماريا كاترانزو، وإيمليا ويكستيد، و«بالمر - هاردينغ»، وفيبي إنغليش... وغيرهم، سيقدمون ورشات تدريبية لمن دخلوا مجال التصميم بعدهم ويحتاجون إلى الخبرة.
- تبدأ هذه الفعالية في 8 من الشهر الحالي لمدة شهر.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.