«النشر الدولي» يدفع بجامعات مصرية لترتيب متقدم في التصنيفات الأكاديمية

«شنغهاي» أدرج بعضها في قائمة الأفضل

جامعة القاهرة حققت تقدماً لافتاً في التصنيفات العالمية
جامعة القاهرة حققت تقدماً لافتاً في التصنيفات العالمية
TT

«النشر الدولي» يدفع بجامعات مصرية لترتيب متقدم في التصنيفات الأكاديمية

جامعة القاهرة حققت تقدماً لافتاً في التصنيفات العالمية
جامعة القاهرة حققت تقدماً لافتاً في التصنيفات العالمية

قبل سنوات، كانت الشكوى الدائمة هي خروج الجامعات المصرية من التصنيفات الأكاديمية الشهيرة، بما كان يعني أن البحث العلمي المصري لا يسير على الطريق الصحيحة، لكن مؤخراً بدأ بعض الجامعات يعود إلى التصنيف، بل ويحقق مراكز متقدمة عن تلك التي حققها في أوقات سابقة، وهو ما أرجعه خبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم إلى عدد الأبحاث المنشورة دولياً، وهو المعيار الأهم في التصنيف، الذي يمكن لباحثين المصريين منافسة الآخرين فيه.
وتضع التصنيفات الأكاديمية الدولية مثل تصنيف شنغهاي، والتصنيف البريطاني QS، والتصنيف الهولندي «لايدن» عدة معايير للتصنيف، من بينها النشر الدولي، ونسبة الطلاب الأجانب في الجامعة، وعدد الباحثين والأساتذة الأجانب العاملين فيها، وعدد الطلاب لكل مدرس، وعدد الاستشهاد بأبحاث الباحثين.
ويقول د. صلاح عبية الرئيس الأكاديمي السابق لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ورئيس مركز الفوتونات والمواد الذكية بالمدينة لـ«الشرق الأوسط»: «لا نستطيع في الوقت الراهن منافسة الآخرين في المعايير الخاصة بنسب الطلاب والأساتذة الأجانب وعدد الطلاب لكل مدرس، لكننا نستطيع المنافسة في النشر الدولي، وهذا ما حدث ودفع بتصنيف الجامعات المصرية إلى مراكز متقدمة».
وكان تصنيف «شنغهاي» الصيني للتخصصات العلمية الصادر في يونيو (حزيران) الماضي، قد أدرج 16 جامعة مصرية في مراكز متقدمة ضمن أعلى 500 جامعة عالمياً في 54 تخصصاً علمياً يشمل العلوم الطبيعية والهندسة وعلوم الحياة والعلوم الطبية والعلوم الاجتماعية، وقفزت جامعة القاهرة 100 مركز ووجدت بين أفضل 301 إلى 400 جامعة على مستوى العالم.
وضم تصنيف «Quacquarelli Symonds» (QS) البريطاني لعام 2020، 4 جامعات مصرية؛ هي القاهرة، وعين شمس والإسكندرية وأسيوط. وشهد تصنيف «لايدن» الهولندي لعام 2019، ظهور 4 جامعات مصرية؛ حيث احتلت جامعة القاهرة المركز 341 عالمياً، وتلتها جامعات عين شمس والمنصورة والإسكندرية والزقازيق.
ويعزي د. عبية هذا التطور إلى قواعد الترقي الجديدة في الدرجات الجامعية، التي ربطت الانتقال من درجة إلى درجة أعلى بالنشر الدولي في دوريات ذات معامل تأثير جيد، وهي الدوريات التي يتم الاستناد إليها في التصنيف، بينما كان الترقي في الماضي يعتمد على النشر في أي دورية، وبعضها يكون غير مصنف وليست له معامل تأثير.
ويتفق د. أيمن عبد الغني، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الزقازيق، مع الرأي السابق في أن النشر الدولي أسهم في الارتقاء بتصنيف الجامعات المصرية، لكنه يرى أن المعايير الأخرى التي تدفع بالتصنيف إلى مراكز أكثر تقدماً يمكن العمل عليها بالتوازي مع النشر الدولي، وهي ليست صعبة، على حد وصفه.
ويقول عبد الغني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج إلى مزيد من الانفتاح على الآخر من خلال التعاون العلمي الدولي، وهذا ليس صعباً، وسيسهم في الارتقاء بمؤشر استقدام الأساتذة الأجانب، والاستشهاد بالأبحاث التي تخرج عن هذا التعاون».
ولا تزال وزارة التعليم العالي المصرية تركز جهدها في رفع معدلات النشر العلمي، قبل الانتقال إلى المعايير الأخرى. وقال بيان صادر عن وزارة التعليم العالي في يونيو الماضي، على هامش الاحتفال بالمراكز المتقدمة التي حققتها الجامعات المصرية، إنه مع زيادة ميزانية البحث العلمي ودعم إنشاء مزيد من مراكز التميز وضم عدد من المجلات المحلية إلى قوائم المجلات المفهرسة عالمياً، ستزيد معدلات النشر العلمي بشكل أكبر.
وكشفت الإحصائيات الرسمية الصادرة على موقع وزارة التعليم العالي، حدوث زيادة في عدد الطلاب الوافدين المقيدين بمؤسسات التعليم العالي (مرحلة أولى، دراسات عليا) من 22 ألفاً و245 طالباً عام 2014، إلى 70 ألفاً و525 طالباً، بنسبة زيادة 217 في المائة، وذلك في عام 2018.
وخلال الفترة نفسها، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن المعايير الخاصة بنسبة الطلاب إلى الأساتذة لا تزال بعيدة إلى حد كبير، وإن كان هناك تقدم قد حدث بها.
ووفق الإحصائيات الرسمية، فإنه قد حدثت زيادة في عدد أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بمؤسسات التعليم العالي من 106 آلاف و577 عضواً في عام 2014، إلى 122 ألفاً و577 عضواً في 2018، بنسبة زيادة 15 في المائة، لكن هذه الزيادة لا تزال بعيدة عن تحقيق التوازن المطلوب بين عدد الأساتذة والطلاب، حيث زاد عدد الطلاب خلال الفترة نفسها من 2.3 إلى 2.7 مليون طالب، بواقع 400 ألف طالب بنسبة 17.4 في المائة.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.