مسؤولون فلسطينيون: عباس سيدعو أمام الجمعية العامة إلى انتخابات تشريعية

الرئيس محمود عباس (إ ف ب)
الرئيس محمود عباس (إ ف ب)
TT

مسؤولون فلسطينيون: عباس سيدعو أمام الجمعية العامة إلى انتخابات تشريعية

الرئيس محمود عباس (إ ف ب)
الرئيس محمود عباس (إ ف ب)

صرح مسؤولون فلسطينيون، أمس الأربعاء، بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلقي خطابا مهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، يعلن فيه أنه سيدعو بعد عودته إلى انتخابات تشريعية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الرئيس عباس سيعلن أمام الجمعية العامة أنه بعد عودته إلى فلسطين سيدعو لانتخابات برلمانية، وسيحدد موعدها مع البدء بالتحضيرات لها».
وأضاف المجدلاني أن «عباس سيؤكد ضرورة انعقاد مؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية برعاية دولية وليس تحت رعاية أميركية، كما سيطالب بضرورة أن تأخذ الأمم المتحدة قرارا بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني لحمايته من جرائم الاحتلال والاستيطان».
وسبق أن دعا عباس إلى انتخابات تشريعية مرارا من دون أن يحصل أي منها، منذ عام 2006 حين فازت حركة حماس بالانتخابات قبل أن تندلع مواجهات بينها وبين حركة فتح وتسيطر على قطاع غزة في 2007.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2018 وعد عباس بالدعوة إلى انتخابات تشريعية خلال ستة أشهر.
من جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الذي يرافق عباس إلى الأمم المتحدة في حديث إلى الإذاعة الفلسطينية، أمس، أن «عباس يعمل وفق خطة استراتيجية في لقاءاته مع قادة العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك».
وقال عريقات إن «الرئيس التقى (الثلاثاء) رئيسة وزراء السويد التي تترأس وكالة الأونروا بالشراكة مع الأردن بعد قطع التمويل الأميركي، وذلك لضمان الحصول على تفويض للوكالة يستمر ثلاث سنوات وسد العجز في ميزانيتها»، معربا عن اعتقاده أن عباس «سينجح في ذلك».
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلنت عام 2018 وقف كامل تمويلها للأونروا، بقيمة نحو 300 مليون دولار، كما خفضت الإدارة الأميركية عام 2018 بأكثر من 500 مليون دولار مساعداتها للفلسطينيين، إضافة إلى توقفها عن دعم الوكالة.
وأشار عريقات إلى استراتيجية أخرى يعمل عليها عباس «تتعلق بتثبيت حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، ورؤيته التي طرحها في مجلس الأمن في فبراير (شباط) العام الماضي حول مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات على أساس القانون الدولي».
وأوضح عريقات أنه ضمن المسائل التي يعمل عليها عباس «الاعتراف بدولة فلسطين إضافة إلى توفير الحماية لشعبنا (...)، كما نعمل على الحصول على قائمة بالشركات العاملة في المستوطنات».
وفيما يخص دعوة ترمب للدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، أكد عريقات أن «كلمات القادة العرب تؤكد أنه لا يمكن الاستغناء عن مبادرة السلام العربية»، مشيدا بـ«الإجماع غير المسبوق في دعم وتأييد دولة فلسطين والرئيس لثباته على القانون والشرعية الدوليين».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.