نبيل القروي... رجل إعلانات استهدف المهمشين

غاب رجل الأعمال التونسي نبيل القروي، الذي أعلن تأهله لخوض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، خلف القضبان خلال الحملة الانتخابية، بشبهة التهرب الضريبي وتبييض الأموال، لكن القناة التلفزيونية التي يملكها وزوجته ثبتتا حضوره في المشهد الانتخابي.
وكان التلفزيون المملوك للقروي يبث على امتداد اليوم تسجيلات تظهره وهو يوزع مساعدات على فقراء، فيما مضت حملته الانتخابية في كثير من مناطق البلاد، خصوصاً الفقيرة، بمشاركة زوجته سلوى السماوي التي سعت لاستمالة المهمشين في الشمال والجنوب، مستعملة عبارات زوجها في مخاطبة هؤلاء.
وأثار ترشح القروي (56 عاماً) التساؤلات حول دور الإعلام والمال في التأثير على الناخبين، وربما في استهداف الانتقال الديمقراطي برمته، بحسب وكالة «رويترز». لكن ترشحه يلقي الضوء أيضاً على اتهامات متزايدة بتدخل الحكومة في المسار القضائي.
وأوقفت قوات الأمن القروي الشهر الماضي بينما كان في سيارته، إثر قرار قضائي بسجنه بشبهة التهرب الضريبي وغسل الأموال، عقب شكوى قدمتها منظمة «أنا يقظ» المعنية بمكافحة الفساد. ويقبع القروي، الذي يتهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد بتدبير الأمر لإزاحته من سباق الانتخابات، خلف القضبان في سجن المرناقية.
لكن لم يصدر أي حكم في قضيته حتى الآن، وتنفي الحكومة أي علاقة لها بالقضية. ويشكل حلول القروي في المركز الثاني معضلة قانونية وسياسية، إذ لم يحدد القضاء تاريخاً لإصدار حكم بخصوص القروي. كما رفضت محكمة التعقيب طلباً قدمه قبل الانتخابات بأيام للإفراج عنه.
ويتهم سياسيون القروي بأنه «شعبوي يستعمل محطته التلفزيونية للترويج لأنشطته الخيرية بهدف تحقيق مكاسب سياسية شخصية».
وكان القروي متخصصاً في قطاع الإعلانات، وأسس مع شقيقه غازي شركة انتشرت في بلدان المغرب العربي، قبل أن يطلق التلفزيون الذي كان متخصصاً قبل الثورة في البرامج الترفيهية. لكن بعد الثورة ركز على مواجهة نفوذ «حركة النهضة» الإسلامية، وساهم في فوز «نداء تونس» بالانتخابات البرلمانية، ووصول الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي للرئاسة في 2014.
ويبدو أن نجاح السبسي وحزبه في الانتخابات فتح شهية القروي لخوض تجربة مماثلة، فانسحب بعد ذلك من «نداء تونس»، ليطلق منظمة خيرية حققت انتشاراً واسعاً سريعاً في الأرياف والمناطق النائية.
وبالتوازي مع ذلك، أطلق القروي قناة إخبارية تبث على مدار اليوم، وتركز على مظاهر البؤس والفقر، وتغطي أخبار الاحتجاجات الاجتماعية والفيضانات، ومعاناة الأهالي عند انقطاع الماء أو الكهرباء، وأصبحت صوتاً منتقداً لحكومة الشاهد يحظى بمتابعة واسعة.

نبيل القروي (رويترز)