اليمين المتطرف يحقق اختراقاً في انتخابات بشرق ألمانيا

TT

اليمين المتطرف يحقق اختراقاً في انتخابات بشرق ألمانيا

حقق اليمين المتطرف الألماني اختراقا كبيرا في انتخابات محلية جرت أمس في مقاطعتين من ألمانيا الشرقية السابقة، ما قد يشكل ضربة لائتلاف المستشارة أنجيلا ميركل الهش.
ففي مقاطعة ساكسونيا حصل «البديل من أجل ألمانيا» المعادي للهجرة على نسبة 27.5 في المائة في ارتفاع كبير عن نسبة 9.7 في المائة التي حققها قبل خمس سنوات، بحسب تلفزيوني «إي آر دي» و«زي دي إف». أما في مقاطعة براندنبرغ فحصل الحزب على نسبة تراوح ما بين 22 و24.5 في المائة مقارنة مع 12.2 في المائة في 2014. بحسب التوقعات الأولية.
ودعي نحو 5.5 مليون ناخب في ساكسونيا وبراندنبورغ في شرق ألمانيا لاختيار أعضاء برلماني المقاطعتين. وإذا كان ناخبو المقاطعتين لا يشكلون سوى 12 في المائة من مجموع الناخبين الألمان، فإن هذه الانتخابات التي تستكمل باقتراع ثالث في تورينغن في الشرق أيضا في 27 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ستكون تحت المجهر في ألمانيا بعد ثلاثين عاما من سقوط جدار برلين.
وكانت الأحزاب العريقة وخصوصا الاتحاد الديمقراطي المسيحي قد حذرت من أنها لن تشكل تحالفا مع «البديل من أجل ألمانيا»، ما سيولد وضعا سياسيا بالغ التعقيد. وتفرز الانتخابات في المقاطعتين سلطة تقوم على تحالفات واسعة وغير متجانسة تضم تشكيلات من اليمين واليسار، ما يهدد بشل العمل السياسي وتأجيج مشاعر الاستياء. وفي مناطق يهاجر منها الأطباء والمدرسون وخصوصا الشباب كل سنة إلى الغرب الأغنى في ألمانيا، يشعر الألمان في الشطر الشرقي بأن أوضاعهم تتراجع رغم الانخفاض الكبير في معدل البطالة منذ عشر سنوات.
وصدمت سياسة استقبال اللاجئين التي اتبعتها ميركل منذ 2015 جزءا من السكان الذين شعروا بأن الدولة تكترث لمصير المهاجرين أكثر من مصيرهم. وبنى «البديل من أجل ألمانيا» شعبيته على هذه المخاوف وقاد حملة ضد أحزاب تقليدية يشبهها بالحزب الشيوعي السابق في ألمانيا الديمقراطية. وتشكل هذه الانتخابات اختبارا للمستشارة التي تقود منذ العام الماضي تحالفا هشا مع الاشتراكيين الديمقراطيين وأعلنت أنها ستغادر السلطة في خريف 2021. وكتبت مجلة «دير شبيغل» أن انتخابات المقاطعتين يمكن أن تحدث «عاصفة» داخل التحالف، فيما أشارت صحيفة «بيلد» إلى «الخوف الهائل بين أحزاب الائتلاف».
وفي دريسدن، كبرى مدن ساكسونيا، لم يخف ناخبون أمس قلقهم الشديد حيال نجاح «البديل من أجل ألمانيا» في منطقتهم. وقال كارل هاينز لاندغراف (75 عاما) «المشكلة بكل بساطة أن الحكومة لم تنجح في رسم مستقبل لسكان الشرق بعد سقوط الشيوعية». وقالت مونيكا شنايدر (49 عاما) «آمل أن تفوز أحزاب أخرى تدافع عن انفتاح على العالم والديمقراطية وحماية البيئة».
وحرصت ميركل المتحدرة من مقاطعة أخرى في الشرق والتي لا تتمتع بأي شعبية بين مؤيدي الحزب اليميني القومي، على الامتناع عن خوض الحملة. والحزب الاشتراكي الديمقراطي في وضع أسوأ، فهو بلا قيادة منذ أربعة أشهر وفي تراجع حاد في استطلاعات الرأي، ما يحرك الجدل الداخلي حول بقائه في التحالف الحاكم الذي شكله مع المحافظين في برلين. وتتوقع استطلاعات الرأي أيضا أن ينجح دعاة حماية البيئة الذين يتمتعون بشعبية على المستوى الفيدرالي، في تخطي نسبة 10 في المائة من الأصوات، ما سيمنحهم دورا في تشكيل التحالفات المقبلة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.