تحديد موعد محاكمة المخططين لهجمات 11 سبتمبر

بعد تأجيلها أكثر من مرة

خالد شيخ محمد (الشرق الأوسط)
خالد شيخ محمد (الشرق الأوسط)
TT

تحديد موعد محاكمة المخططين لهجمات 11 سبتمبر

خالد شيخ محمد (الشرق الأوسط)
خالد شيخ محمد (الشرق الأوسط)

حدد قاضي محكمة عسكرية في سجن غوانتانامو، يوم الجمعة الموافق 11 يناير (كانون الثاني) عام 2021 ليكون موعد انعقاد محاكمة مشتركة لخالد شيخ محمد وأربعة رجال متهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 التي أسفرت عن مقتل 2996 شخصا في نيويورك، وواشنطن، وبنسلفانيا، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
ويشير التاريخ الذي حدده القاضي شاين كوهين إلى أن عملية اختيار هيئة المُحلفين (12 عضوا وأربعة أعضاء مناوبين) في مُحاكمة شيخ محمد وزملائه، والمُقرر لها الانعقاد بالمحكمة العسكرية المنعقدة في القاعدة البحرية في كوبا، سوف تبدأ قبل الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر.
يُذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها قاضي مضطلع بالقضية بتحديد ميعاد المحاكمة رغم مطالبات سابقة من المدعين العموميين لقاضيين سابقين لفعل الأمر نفسه.
وسيواجه قاضي المحكمة العسكرية في القضية إشكالية الوصول لأدلة ضد شيخ محمد وزملائه، خصوصاً في ظل اعتزام فرق الدفاع عن المتهمين لعقد سلسلة جلسات استماع مع شهود لإسقاط اعترافات أدلى بها المتهمون في وقت سابق لعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في بداية عام 2006. وهي الفترة التي تخللها تعذيب من جانب جهاز الاستخبارات الأميركي للمتهمين.
وجرى استدعاء المتهمين في هذه القضية في 5 مايو (أيار) 2012، حيث عقد قضاة المحاكمة أكثر من 30 جلسة استماع قبل المحاكمة لتحديد الأدلة التي يمكن استخدامها في القضية.
وتعرضت القضية للتأجيل أكثر من مرة؛ بعدما أوقف الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما محكمة الحرب، المعروفة باسم اللجان العسكرية، بهدف تعديل بعض تشريعاتها وإضافة المزيد من الحماية للإجراءات القانونية الواجبة.
وتكرر تأجيلها، مرة أخرى، بسبب خطة إدارة أوباما لمحاكمتهم في محكمة اتحادية في مدينة نيويورك، وهو اقتراح أثار احتجاجات وتشريعات سياسية لمنعه.
وحُسم أمر محاكمة شيخ محمد وزملائه أمام محكمة عسكرية عقب قرار أصدره قاضى المحكمة بسجن غوانتانامو، الواقع بالقاعدة الأميركية في كوبا، بمنع محاكمتهم أمام محكمة مدنية.
والمُتهمون مع شيخ محمد في هذه القضية هُم وليد بن عطاش ورمزي بن الشيبة، وكذلك عمار البلوشي، ابن شقيق السيد محمد، ومصطفى الهوساوي.
وكان الادعاء العسكري قد وجه في عام 2008 عدة اتهامات إلى شيخ محمد وزملائه؛ منها قتل 2977 شخصاً في الهجمات، بالإضافة إلى الإرهاب، واختطاف طائرات، متعهداً بالسعي لاستصدار حكم بإعدامهم جميعاً.
وظل شيخ محمد هو وزملاؤه في سجن غوانتانامو طوال هذه السنوات.
وكان البنتاغون قد أوقف في العام قبل الماضي، مساومة بدأها مسؤولان عسكريان قانونيان كانا يعملان في إدارة سجن غوانتانامو مع شيخ محمد. وعزل البنتاغون المسؤولين.
وقالت مصادر إخبارية أميركية، آنذاك، إن المسؤولين القانونين خططا لصفقة قانونية: يعترف شيخ محمد وزملاؤه بتفاصيل أدوارهم في الهجمات، مقابل عدم الحكم بإعدامهم، قبل أن تنتهي خططهم بالإقالة من جانب وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».