تحذيرات من تراجع الوضع الأمني في العراق

أكد رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي أن «عمليات إرادة النصر التي تأتي بعد عامين من تحقيق النصر على «داعش» مهمة جدا». وقال عبد المهدي أمس عقب وصوله إلى صحراء الأنبار برفقة وزيري الدفاع حازم الشمري والداخلية ياسين الياسري ورئيس الأركان الفريق عثمان الغانمي إن «أهمية العمليات تكمن في إدامة وتقوية العلاقة بين القوات الأمنية والحشد الشعبي وتحقيق الانسجام بينهما، فضلا عن الانسجام بين القوات الأمنية والمواطن التي هي أساس كل النجاحات الأمنية». وأضاف عبد المهدي أنه «يجب تكرار هذه العمليات لمعرفة مدى استعداد قواتنا من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة للحفاظ على مستوى التأهب والجهوزية».
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في محافظة الأنبار حيث تواصل القوات العراقية تفتيش الصحراء لليوم الثالث على التوالي، أكد عبد المهدي إنه «لا توجد صعوبة بالسيطرة أمنيا على صحراء الأنبار لكن يجب اعتماد التكنولوجيا الحديثة أثناء المدة المقبلة بشكل أكبر ومراقبة العجلات إلكترونيا».
وتتزامن عملية إطلاق إرادة النصر بمرحلتها الرابعة في ظل وضع أمني بات يشهد تراجعا سواء عبر تكرار تفجير معسكرات تابعة للحشد الشعبي أو هجمات مسلحة مثل تفجيرات المسيب شمال محافظة بابل أو تفجيرات داقوق جنوب كركوك مساء أول من أمس. وبشأن أهمية صحراء الأنبار المترامية الأطراف وعوامل التحدي فيها يقول الخبير الأمني المتخصص سعيد الجياشي لـ«الشرق الأوسط» إن «صحراء الأنبار تؤشر تحديا دائما لعدة أسباب من أبرزها وجود وديان وجغرافيا تساعد على الاختباء والتمويه فضلا عن قربها من الحدود السورية التي هي مصدر معظم المشاكل التي نعانيها». ويضيف الجياشي عوامل أخرى منها «اتصالها المباشر مع النجف جنوبا والموصل شمالا الأمر الذي يجعل أي تهاون في ضبط الأمن فيها يمثل تهديدا لبغداد والموصل وصلاح الدين وكربلاء والنجف». وأوضح الجياشي أن «المرحلة الرابعة من عمليات إرادة النصر مخطط لها وفق استراتيجية تعزيز النصر ومطاردة بقايا فلول (داعش)»، مبينا أن «التهديد الأمني محدود وبالتالي فإن الهدف من العملية هو تثبيت الاستقرار والعودة للوضع الطبيعي في هذه المناطق».
إلى ذلك حذر زعيم تيار الحكمة الوطني المعارض عمار الحكيم من تراجع الوضع الأمني في البلاد في الآونة الأخيرة. وقال الحكيم في بيان له بأن «تعرض قضاء داقوق في محافظة كركوك لاعتداء إرهابي بقذائف الهاون بعد يوم واحد من الاعتداء الإرهابي في قضاء المسيب والاستهداف المتكرر للقوات الأمنية هنا وهناك مدعاة لأن تقف الحكومة على حقيقة تعرض الملف الأمني لتراجع قد ينذر بعواقب وخيمة ما لم تتم معالجته على وفق خطط رصينة». وطالب «الحكومة والجهات الأمنية بتحمل مسؤولياتها إزاء ما يحصل، ونذّكر هنا أن معركتنا مع الإرهاب لم تنته بعد ما دام للإرهاب جيوب وخلايا نائمة تتحرك بين الحين والآخر وما دمنا لم نقض على أسبابه ومنابعه الفكرية والمالية».
وكانت خلية الإعلام الأمني أعلنت أمس أن 15 مواطنا سقطوا بين قتيل وجريح إثر اعتداء إرهابي على ملعب خماسي في قضاء داقوق بمحافظة كركوك. وقالت الخلية إن «عناصر من تنظيم داعش أقدمت على إطلاق قذائف الهاون والأسلحة المتوسطة مما أدى إلى سقوط عدد من المواطنين ضمن قاطع اللواء السادس عشر في الحشد الشعبي الأمر الذي أدى إلى استشهاد 6 مدنيين وإصابة 9 آخرين».