«جامعة غلاسكو» تتعهد جمع ملايين الدولارات لضحايا العبودية

يقف مبنى «جامعة غلاسكو» التاريخي، المبني من الحجر الرملي، على أراضٍ كانت في السابق ملكاً لعائلة من تجار التبغ من غرب الهند استخدموا العبيد في مزارعهم. ومن بين رؤساء الجامعة روبرت كننغهام جراهام، الذي امتلك وباع العبيد في مزرعته في جامايكا في القرن الثامن عشر.
وأخيراً، أقرت «جامعة غلاسكو»، التي تعد واحدة من أقدم الجامعات في بريطانيا، بصلاتها بالجهات المانحة التاريخية التي استفادت من تجارة الرقيق، ووعدت بجمع 20 مليون جنيه إسترليني، نحو 24.5 مليون دولار، على مدار العشرين عاماً المقبلة، وتخصيصها للأبحاث في مجال العبودية وتأثيرها حول العالم، حسب ما ذكرته «بي بي سي».
في هذا الإطار، قال ديفيد دونكان، كبير موظفي العمليات بالجامعة، عبر الهاتف، الجمعة، «ندخل في هذا المجال بروح العدالة التعويضية. إن الأموال التي سيجري جمعها من المنح والتبرعات لن تستخدم لتعويض أحفاد العبيد السابقين، بل في رعاية العمل البحثي الواسع والتعاون الأكاديمي في موضوع العبودية».
ولإجراء البحث، أبرمت الجامعة اتفاقية مع «جامعة جزر الهند الغربية»، التي يقع مقرها الرئيسي في دول ناطقة بالإنجليزية في منطقة البحر الكاريبي.
جاء هذا الإعلان بعد ثلاث سنوات من إصدار الجامعة، في أسكوتلندا، تقريراً لأول مرة عن صلاتها بأولئك الذين استفادوا من عائدات تجارة الرقيق. وخلص التقرير الذي نُشر العام الماضي إلى أن الجامعة، التي تأسست عام 1451، تلقت وصايا وهدايا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من أشخاص منخرطين في تجارة الرقيق بقيمة تصل إلى 200 مليون جنيه إسترليني بسعر اليوم. ويعتبر هذا التقرير الأول من نوعه في بريطانيا، وفق البيان.
وأوصى المؤلفون بزيادة الوعي حول الروابط التاريخية للجامعة وصلاتها بالعبودية، والتعهد بإجراءات استشرافية، بما في ذلك تقديم منح دراسية للطلاب السود والآسيويين وغيرهم من الأقليات العرقية، وإنشاء مركز لدراسة العبودية التاريخية وموروثاتها، وتعيين أساتذة لأبحاث العبودية التاريخية والعدالة التعويضية.