الصين تتوعد أميركا بالانتقام حال تطبيق تعريفات جديدة

سفينة حاويات أميركية تفرغ حمولتها من آسيا في ميناء بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
سفينة حاويات أميركية تفرغ حمولتها من آسيا في ميناء بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

الصين تتوعد أميركا بالانتقام حال تطبيق تعريفات جديدة

سفينة حاويات أميركية تفرغ حمولتها من آسيا في ميناء بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
سفينة حاويات أميركية تفرغ حمولتها من آسيا في ميناء بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

أعلنت الصين أنها تأمل أن تتوقف الولايات المتحدة عن إجراءاتها الخاطئة ذات الصلة بالتعريفات الجمركية، مؤكدةً أن أي إجراءات جديدة سيتم تنفيذها ستؤدي إلى تصعيد الأزمة.
ودعت بكين، الخميس، الولايات المتحدة إلى وقف تصعيد الحرب التجارية الأحادية، محذرةً من أنها ستتخذ تدابير مضادة حازمة لحماية مصالح البلاد والشعب الصيني إذا أصبحت التعريفات الجمركية الجديدة التي أعلنت واشنطن فرضها، سارية المفعول.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد جدد التصعيد تجاه الصين، مساء الأربعاء، قائلاً إن الحرب التجارية التي يخوضها مع الصين ليست حربه، وأن رؤساء آخرين سبقوه إلى البيت الأبيض كان يجب أن يخوضوها، لكنّه «المختار» من الله لأداء هذه المهمة، وهو ما أثار جدلاً صاخباً سواء في الداخل أو الخارج.
وقال ترمب، خلال مؤتمر صحافي مطوّل عقده فجأة في حديقة البيت الأبيض، مساء الأربعاء: «أنا أواجه الصين. أنا أواجه الصين في التجارة، وهل تعرف ماذا؟ نحن نفوز». وأضاف: «لقد وضعني الناس في هذا المكان لكي أقوم بعمل رائع وهذا ما أقوم به».
ولكن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فنغ، قال في تصريح خلال مؤتمر صحافي في مقر الوزارة بالعاصمة بكين، أمس، إن «قرار الولايات المتحدة تأجيل بعض التعريفات الجمركية على سلع صينية يؤكد أنه لا يوجد فائز في الحرب التجارية، وإن التجار والمستهلكين الأميركيين سيعانون من خسائر كبيرة إذا استمر الاحتكاك التجاري في التصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم».
وأضاف أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة أرجأت الرسوم الجمركية على بعض الصادرات الصينية حتى منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فإن أي تعريفات جديدة سوف تزيد من حدة الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وتابع: «نأمل أن تُظهر الولايات المتحدة إخلاصها، وتلتقي مع الصين في منتصف الطريق للتوصل إلى حل مشترك قائم على المساواة والاحترام المتبادل»، مشيراً إلى أن الخطوة الأميركية الخاصة بفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10% على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار تنتهك بشكل خطير «توافق أوساكا» بين رئيسي الدولتين.
وحول مدى تأثير هذه التعريفات المقررة أوائل سبتمبر (أيلول) على الصين، قال غاو إنه «على الرغم من أنها ستشكل بعض التحدي للاقتصاد الصيني، فإن التأثير العام تمكن السيطرة عليه».
وعن التواصل بين الجانبين، أوضح أن المفاوضين من الصين والولايات المتحدة يحافظون على الاتصالات بينهم، وأنهم أجروا اتصالاً هاتفياً في 13 أغسطس (آب) الجاري، واتفقا على التحدث مجدداً في غضون أسبوعين. وحول قائمة الكيانات الصينية للشركات غير الموثوقة، قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية إن «القائمة ستصدر قريباً».
وفرض ترمب رسوماً جمركية قاسية على ما قيمته 250 مليار دولار من الواردات الصينية سنوياً، كما يعتزم فرض تعريفات جديدة على واردات بقيمة 300 مليار دولار في جولتين أخريين في 1 سبتمبر، و15 ديسمبر.
ورغم تحذير صندوق النقد الدولي من أنّ حرب ترمب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي، ومع ظهور مؤشرات على احتمال حدوث انكماش في الاقتصاد الأميركي، لا يبدو أنّ الرئيس الأميركي بصدد التخفيف من وطأة هذه الحرب.
وحذر تقرير جديد صادر عن مكتب الموازنة التابع للكونغرس الأميركي، الأربعاء، من ارتفاع عجز الميزانية الأميركية بأسرع من التوقعات في الوقت الذي تُلقي فيه الحرب التجارية التي يخوضها ترمب مع الصين بتداعياتها على نمو الاقتصاد الأميركي.
وحسب التقرير، فإنه من المتوقع زيادة عجز الميزانية الأميركية خلال العام المالي 2020 الذي ينتهي بنهاية سبتمبر بعد المقبل، إلى تريليون دولار، وهو ما يعني وصول العجز إلى هذا المستوى قبل عامين من الموعد الذي كان مقدراً من قبل. في الوقت نفسه فإن التقديرات تشير إلى وصول العجز بنهاية العام المالي الحالي إلى 960 مليار دولار. وكان مكتب الموازنة يتوقع في يناير (كانون الثاني) الماضي وصول عجز الموازنة خلال العام المقبل إلى 890 مليار دولار، ثم إلى أكثر من تريليون دولار عام 2022.
ويُذكر أن ارتفاع العجز المالي للحكومة الأميركية، يعني زيادة مستويات الإنفاق العام، رغم أن تأثير هذا الارتفاع سيقل نتيجة الخفض المتوقع في أسعار الفائدة، وهو ما يعني تراجع عبء خدمة الدين الحكومي.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن هذه ستكون المرة الأولى منذ 2012 التي يزيد فيها عجز الميزانية الأميركية عن تريليون دولار، عندما تعافى الاقتصاد الأميركي من تداعيات الأزمة المالية التي تفجرت في خريف 2008... وهو ما يمكن أن يعطي الحزب الديمقراطي المعارض قوة دفع في مواجهة الرئيس ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
وحسب أرقام مكتب الموازنة التابع للكونغرس، فإن عجز الميزانية الأميركية سيصل إلى 4.6% من إجمالي الناتج المحلي، وسيظل أقل من 5% حتى 2026، وهو ما يمثل نحو نصف مستواه خلال الأزمة المالية قبل نحو عشر سنوات.
في الوقت نفسه، فإن المشكلة الكبرى هي معدل الدين العام، والذي من المتوقع أن يزداد خلال السنوات العشر المقبلة من 81% من إجمالي الناتج المحلي حالياً، إلى 95% في عام 2029.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

المحافظ الجديد لـ«المركزي» الهندي يتولّى منصبه مع تباطؤ النمو وارتفاع التضخم

محافظ بنك الاحتياطي الهندي المعين حديثاً سانجاي مالهوترا في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
محافظ بنك الاحتياطي الهندي المعين حديثاً سانجاي مالهوترا في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
TT

المحافظ الجديد لـ«المركزي» الهندي يتولّى منصبه مع تباطؤ النمو وارتفاع التضخم

محافظ بنك الاحتياطي الهندي المعين حديثاً سانجاي مالهوترا في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
محافظ بنك الاحتياطي الهندي المعين حديثاً سانجاي مالهوترا في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)

عيّنت الهند محافظاً جديداً للبنك المركزي، الأربعاء، مع تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد وارتفاع التضخم.

وتم تعيين سانجاي مالهوترا، وهو موظف حكومي محترف، لمدة 3 سنوات رئيساً لبنك الاحتياطي الهندي، خلفاً لشاكتيكانتا داس، الذي تقاعد من منصب محافظ البنك المركزي بعد فترة ولاية ممتدة إلى 6 سنوات.

وقد نما الاقتصاد الهندي بوتيرة سنوية بلغت 5.4 في المائة في الربع الأخير، وهي أضعف وتيرة فيما يقرب من عامين، في حين ارتفع التضخم إلى 6.2 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، أي أعلى بكثير من هدف بنك الاحتياطي الهندي البالغ 4 في المائة، وذلك بسبب الزيادات السريعة في أسعار الخضراوات، وفق «أسوشييتد برس».

ويتولى مالهوترا منصبه في وقت تتزايد فيه المطالبات لبنك الاحتياطي الهندي بتخفيف أسعار الفائدة من أجل دعم النمو. وسيتمثل التحدي الذي سيواجهه في توجيه البنك المركزي خلال فترة من عدم اليقين العالمي والمحلي، حسبما ذكرت صحيفة «إنديان إكسبرس» الهندية في افتتاحيتها.

وفي بيان مقتضب، الأربعاء، قال مالهوترا، الذي كان يشغل منصب وزير الإيرادات، إن تركيزه سينصب على الاستقرار والتنفيذ السريع للسياسات والنمو الاقتصادي. وأضاف: «إن السياسات المستقرة مهمة للغاية، سواء الضريبية أو المالية أو النقدية».

وأوضح أيضاً أن البقاء «متيقظاً ومرناً» لمواجهة التغيُّرات التي يشهدها العالم اليوم، سواء كانت التوترات الجيوسياسية أو تأثير التغير المناخي أو عدم اليقين السياسي، أمر لا بد منه.

وقال: «يحتاج الناس إلى الاستمرارية والاستقرار بدلاً من السياسة اليومية».

وعمل مالهوترا، البالغ من العمر 56 عاماً، في وقت سابق في وزارة الطاقة الهندية، وترأس شركة قطاع عام توفر التمويل لمشاريع كهربة الريف.

وفي منصبه السابق وزيراً للإيرادات في الهند، كان صريحاً بشأن التجاوزات الضريبية.

وفي حديثه في فعالية اتحادية في نيودلهي الأسبوع الماضي، رأى مالهوترا أن على مسؤولي الدولة العمل على تحسين الاقتصاد بأكمله وليس مجرد الحصول على مزيد من الإيرادات عن طريق الضرائب. وقال: «لا تأتي الإيرادات إلا عندما يكون هناك بعض الدخل؛ لذلك، علينا أن نكون حذرين للغاية حتى لا نقتل الإوزة الذهبية كما يقولون».

في يوم الجمعة الماضي، أبقى البنك المركزي، تحت قيادة داس، على أسعار الفائدة عند 6.5 في المائة، دون تغيير منذ فبراير (شباط) من العام الماضي؛ حيث أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى زيادة التضخم. ومع ذلك، فقد خفّض نسبة الاحتياطي النقدي، التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها لتخفيف الظروف النقدية ودعم النمو، إلى 4 في المائة من 4.5 في المائة.

ويتوقع الاقتصاديون أن تنحسر الضغوط التضخمية في الأشهر المقبلة، ما يُمهّد الطريق لخفض أسعار الفائدة في الربيع.

وقال شوميتا ديفيشوار من بنك «تي إس لومبارد» في تقرير صدر مؤخراً: «إن تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي في المناطق الحضرية يعيد إشعال المخاوف بشأن نقاط الضعف الهيكلية في الاقتصاد الهندي؛ حيث إن ارتفاع التضخم إلى جانب ضعف الوظائف وانخفاض نمو الأجور يضر بنمو الطلب».

وقام بنك الاحتياطي بمراجعة توقعاته للنمو الاقتصادي في السنة المالية من أبريل (نيسان) إلى مارس (آذار) إلى 6.6 في المائة من تقديرات سابقة بلغت 7.2 في المائة.

وقال البنك المركزي إن الانخفاض جاء بشكل رئيس نتيجة تباطؤ في التعدين، وفي بعض الصناعات التحويلية، مثل المنتجات النفطية والحديد والصلب والأسمنت.

وقال إنه يتوقع انتعاشاً في النشاط الصناعي مدعوماً بارتفاع الإنفاق الحكومي، بعد هدوء موسم الرياح الموسمية.