ظهر مكسور... من دون حوادث سقوط

يتسبب بآلام شديدة

ظهر مكسور... من دون حوادث سقوط
TT

ظهر مكسور... من دون حوادث سقوط

ظهر مكسور... من دون حوادث سقوط

لا تتجاهل ألم الظهر، أو انخفاض طول القامة، أو هشاشة العظام، فتلك قد تكون مؤشرات على حدوث «كسور الضغط».
ربما لم تسقط، ولم تخض أي نشاط مجهد. ولذا فقد تشعر بصدمة عندما تكتشف أن آلام الظهر الشديدة التي كنت تعانيها سببها عظام مكسورة في الظهر. في هذا الصدد، توضح د. جوليا تشارلز، الطبيبة المتخصصة بمجال الأمراض الروماتيزمية الباحثة بمجال خلايا العظام في مستشفى بريغهام آند ويمينز التابعة لجامعة هارفارد، أن: «من القصص الشائعة انحناء شخص نحو الأسفل ليضع شيئاً ما في غسالة الأطباق، أو نزوله من على رصيف بقوة، ما يفرض عبئاً إضافياً على عموده الفقري. ونظراً لأن العظمة التي لحق بها الضعف لم تعد قادرة على تحمل هذا العبء، فإنها تنهار».
ضعف العمود الفقري
ما الذي يضعف العمود الفقري؟ يحتوي العمود الفقري على نحو 30 عظمة، تسمى فقرة، تكون متراصة بعضها فوق بعض. وتتألف كل فقرة من سطح عظمي خارجي (يشبه الجص)، وجزء داخلي مملوء بقضبان داعمة، في صورة تشبه شكل خلايا النحل، يطلق عليها «عوارض» أو «ترابيق» (trabeculae).
ويعمل الجسم باستمرار على تجديد مثل هذه الهياكل، بالاعتماد على مجموعتين من الخلايا المتخصصة: ناقضة العظم (osteoclasts) المسؤولة عن تكسير العظام القديمة، وبانية العظم (osteoblasts) المسؤولة عن بناء العظام الجديدة.
وبمرور الوقت، تعجز الخلايا بانية العظم عن مسايرة وتيرة الخلايا ناقضة العظم، وتصبح «العوارض» أضيق وأكثر ضعفاً. ولدى بعض الأشخاص، تصبح العظام على درجة بالغة من الهشاشة وسهلة التفتت، وهي حالة يطلق عليها «هشاشة العظام» (osteoporosis).
وفي النساء، يقع جزء من اللوم عن ذلك على توقف الدورة الشهرية. وفي هذا الصدد، تقول د. تشارلز: «نعلم أنه مع حلول انقطاع الحيض، تصبح ناقضات العظم أكثر نشاطاً، بينما يبطؤ عمل بانيات العظم».
كسور الضغط
• «كسر الضغط» (compression fracture). عندما تكون فقرة ما غير قوية بما يكفي لتحمل العبء الذي تضعه عليها، فإنها ربما تنهار. ويطلق على ذلك اسم «كسور الضغط». وفي بعض الأحيان، يكون الكسر مفاجئاً، ويصاحبه ألم حاد هائل يمكن أن يستمر تأثيره لشهور.
وتقول د. تشارلز إنه: «مع ذلك، فإن معظم الكسور لا يكون لها أعراض. ومن الشائع أن يكشف فحص للصدر بأشعة إكس، أو بتصوير مقطعي محوسب، عن كسر قديم ناجم عن ضغط لم تعلم بأمره شيئاً».
• مخاطر طويلة الأمد. عندما تتعرض واحدة من الفقرات لكسر، تصبح هناك مخاطرة كبيرة أن تلحق بها أخرى. ويؤدي كل كسر إلى تراجع ضئيل في طول الجسم، وانحسار القدرة على الانحناء.
ويسهم حدوث عدة كسور في ظهور استدارة الظهر المعروفة باسم «الحداب» (dorsal kyphosis). وتزيد هذه الحالة بدرجة كبيرة مخاطرة التعرض لإعاقة، مع صعوبة في هضم الطعام أو التنفس.
• العلاج. إذا كشف فحص بأشعة إكس حدوث كسر بسبب الضغط، فإن طبيبك المعالج ربما يوصي بمسكنات متوافرة في الصيدليات، دون وصفة، مثل باراسيتامول أو إيبوبروفين.
وفيما يخص الآلام الأكثر حدة، يمكن للطبيب أن يوصي بعلاج مستمر لمدة قد تصل إلى 4 أسابيع برشاش في الأنف، يدعى «كالسيتونين» (calcitonin) أو «مياكالسين» (Miacalcin)، يحول دون تكسر العظام، أو ربما أفيونات، مثل «أوكسيكودون» (oxycodone) أو «أوكسيكونتين» (OxyContin).
الألم المستمر
غالباً ما يستمر الألم لما يصل إلى 6 أسابيع. وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يستمر شعورهم بالألم لما يتجاوز 6 أسابيع، من الممكن طرح خيار علاج يدعى رأب الفقرة عن طريق الجلد (vertebral augmentation)، ومنها عمليات (kyphoplasty) بالبالون. ويبدو هذا العلاج أشبه بصب مادة لاصقة داخل الفقرة المكسورة لجعلها أقوى.
إلا أن د. تشارلز تشير إلى أن ثمة جدل حول مدى فاعلية هذا الإجراء، وتضيف: «هناك دراسات قيمة تشير إلى أن هذا العلاج لا يسهم في تخفيف الألم الناجم عن الكسر العادي الذي يحدث فجأة نتيجة ضغط. ومع هذا، تظل هناك إمكانية لأن يستفيد منه البعض».
منظور طويل الأمد
بمقدورك النظر إلى الكسر الناجم عن ضغط باعتباره صيحة تنبيه لضرورة أن تسعى لعلاج هشاشة العظام. ومن الممكن أن يتضمن علاج هشاشة العظام أياً مما يلي:
• تناول عقاقير وصفها الطبيب، ربما تتضمن «الألندرونيت» (alendronate) أو «فوساماكس» (Fosamax) أو «حمض زوليدرونيك» (zoledronic acid) أو ريكلاست (Reclast) بحقنة في الوريد لتعزيز كثافة العظام. وربما تسهم هذه العقاقير في تقليص مخاطر التعرض لكسر جديد بنسبة تصل إلى 70 في المائة.
• الحصول على قدر كاف من الكالسيوم. يلعب الكالسيوم دوراً مهماً في الحفاظ على صحة العظام. وإذا احتوى نظامك الغذائي على 1200 مليغرام من الكالسيوم يومياً، فإن هذا يكفي. وإذا احتوى نظامك الغذائي أقل عن ذلك، فعليك أن تضيف أقراص كالسيوم إلى كل وجبة لتعويض الفارق، حسبما تشرح د. تشارلز.
• تناول فيتامين دي. نحتاج إلى فيتامين دي كي نتمكن من امتصاص الكالسيوم. وتوصي د. تشارلز بتناول 800 وحدة دولية يومياً. وربما تحصل على بعض من ذلك من خلال الحليب المضاف إليه فيتامين دي. ويمكن أن توفر كبسولات «فيتامين دي» باقي المعدل المطلوب.
• ممارسة التمرينات الرياضية. تسهم التمرينات الرياضية التي تتضمن حملاً للوزن، مثل السير، في بناء العظام. ومع هذا، تحذر د. تشارلز من أنه: «ليس لدينا بيانات كافية حول ما هي التمرينات الآمنة عندما يعاني المرء من هشاشة العظام. لا بأس بمشدّات المقاومة والأوزان الخفيفة، لكن عليك الانتباه إلى عدم تحميل العمود الفقري بأثقال كبيرة».
الآن، ماذا لو أنك أرجأت العلاج؟ تجيب د. تشارلز بأن: «مخاطرة تعرضك لكسر آخر جراء الضغط تزيد بمعدل 5 أضعاف، وتعرضك لكسر ناجم عن الضغط يزيد مخاطرة تعرضك لكسر في الفخذ أيضاً. ولذلك، فإن قرارك عدم معالجة هشاشة العظام يحمل وراءه مخاطر كبيرة».

- رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».



تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
TT

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

ووُجد أن تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية، وخفض الكوليسترول، ومؤشر كتلة الجسم، وحجم الخصر.

تمَّت دراسة نحو 380 إسبانياً يعانون من زيادة الوزن، و«متلازمة التمثيل الغذائي» لمدة 3 سنوات، مع جمع البيانات حول صحتهم، وأوزانهم، وعادات تناول الإفطار.

و«متلازمة التمثيل الغذائي» هي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. علامات «متلازمة التمثيل الغذائي» هي السمنة، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، وكثير من الدهون في الدم. ويُعتَقد بأن نحو 1 من كل 4 بريطانيين بالغين يعانون من هذه المتلازمة.

وجدت الدراسة الإسبانية أن وجبة إفطار كبيرة، تمثل بين 20 في المائة و30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، كانت أفضل للصحة من وجبة إفطار صغيرة، أو وجبة ضخمة، أو تخطيها بالكامل.

توصي إرشادات «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية» بتناول 2000 سعر حراري يومياً للنساء و2500 للرجال. ويجب أن تمثل وجبة الإفطار رُبع هذا الرقم، كما أوصت الدراسة بنحو 500 سعرة حرارية للنساء و625 للرجال.

كان مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين تناولوا وجبة إفطار بهذا الحجم كل صباح أقل من أولئك الذين تخطوا وجبة الإفطار، وكانت خصورهم أصغر بمقدار بوصة.

وكان الأشخاص الذين تناولوا وجبات إفطار كبيرة (أكثر من 30 في المائة من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها) أكبر حجماً من أولئك الذين تخطوها تماماً.

وتضيف الدراسة مصداقية إلى المثل القديم القائل إن وجبة الإفطار من أهم الوجبات في اليوم. وتُظهر البيانات أنها خفَّضت الكوليسترول، بالإضافة إلى مساعدتها على تحسين كمية الدهون بالدم.

وقالت كارلا أليخاندرا بيريز فيجا، مؤلفة الدراسة، من معهد أبحاث مستشفى ديل مار في برشلونة، لصحيفة «التليغراف»: «لقد ركّزنا حصرياً على تحليل وجبة الإفطار، لذلك لا يمكننا أن نستنتج أن وجبة الإفطار أكثر أهمية من الوجبات الأخرى».

وأضافت: «لكنها دون شك وجبة مهمة، لأنها تلعب دوراً حاسماً في كسر فترة الصيام الطويلة؛ بسبب النوم. في دراستنا، تم تضمين الأفراد الذين تخطوا وجبة الإفطار في المجموعة التي استهلكت طاقة أقل من 20 - 30 في المائة الموصى بها من المدخول اليومي».

وأضافت: «أظهر هؤلاء الأفراد زيادة أكثر بالوزن بمرور الوقت مقارنة بأولئك الذين تناولوا وجبة إفطار معتدلة وعالية الجودة. تشير الأدلة السابقة، بالإضافة إلى النتائج التي توصلنا إليها، إلى أن تناول وجبة إفطار صحية منتظمة قد يدعم التحكم في الوزن».