غريفيث يرحب بجهود السعودية لعقد حوار يمني في جدة

مولر: الوكالات الإنسانية ما زالت تواجه العراقيل من الحوثي

المبعوث الاممي يدلي بافادته عن الوضع في اليمن أمام مجلس الأمن أمس (مجلس الأمن)
المبعوث الاممي يدلي بافادته عن الوضع في اليمن أمام مجلس الأمن أمس (مجلس الأمن)
TT

غريفيث يرحب بجهود السعودية لعقد حوار يمني في جدة

المبعوث الاممي يدلي بافادته عن الوضع في اليمن أمام مجلس الأمن أمس (مجلس الأمن)
المبعوث الاممي يدلي بافادته عن الوضع في اليمن أمام مجلس الأمن أمس (مجلس الأمن)

ندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، بـ«الخطوات الاستفزازية» التي قامت بها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ضد مؤسسات الدولة اليمنية في عدن وغيرها، مشيداً بجهود التحالف لاستعادة الهدوء وبجهود السعودية لعقد حوار في جدة.
واستهل المبعوث الدولي إحاطته، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من عمان لأعضاء مجلس الأمن في نيويورك، فرأى أن الأحداث الأخيرة في عدن وأبين «تطرح بقوة أكبر من ذي قبل الأسئلة المتعلقة بمستقبل اليمن»، معتبراً أن «تفكك اليمن صار أقوى وصار تهديداً أكثر إلحاحاً»، وقال إن «الأخطار صارت مرتفعة للغاية بالنسبة إلى مستقبل اليمن والشعب اليمني والمنطقة الأوسع»، وقال إنه بعد ثمانية أشهر من التوصل إلى اتفاق استوكهولم «لم تحصل عمليات عسكرية كبيرة في مدينة الحديدة، بل هناك انخفاض مطرد في العنف»، مضيفاً أن «هذا بحد ذاته إنجاز كبير لا يزال يفيد السكان المدنيين في الحديدة وأماكن أخرى في اليمن». لكنه عبر عن «إحباط لأن التقدم في الحديدة ليس أسرع»، ولأنه «ليس هناك أي تنفيذ ملموس للاتفاقات حول تعز وتبادل الأسرى والمحتجزين»، مذكراً بأن «اتفاق استوكهولم معلم رئيسي في عملية السلام في اليمن».
وتحدث غريفيث عن الوضع في عدن والمحافظات الجنوبية، فقال إن الأحداث في عدن وأبين «تبين تعقيد وتقلب التحديات التي نواجهها في تحقيق السلام»، داعياً إلى «عدم تقليل المخاطر التي تشكلها هذه الأحداث بالنسبة إلى مستقبل البلد». واعتبر أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي قامت بـ«خطوات استفزازية بزيادة سيطرتها العسكرية في محافظة أبين» في أعقاب الهجمات التي شنتها في عدن وسيطرتها على المعسكرات العسكرية ومؤسسات الدولة بالقوة. وإذ ندد بما سماه «الجهود غير المقبولة من المجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة»، شجب «مضايقة اليمنيين من أصل شمالي في عدن، مثل استخدام العنف الجسدي ضدهم وتهجيرهم قسراً وحرمانهم من حرية الحركة، بما في ذلك استهداف المسؤولين الحكوميين والمؤيدين لهم»، معتبراً أن «هذا خطر كبير» يلحق «المزيد من الأضرار بالنسيج الاجتماعي اليمني». ورحب خصوصاً بـ«جهود التحالف لاستعادة الهدوء والجهود التي بذلتها السعودية لعقد حوار في جدة لمناقشة الوضع»، مؤكداً أنه «من الضروري أن يعقد الاجتماع في المستقبل القريب جداً لمنع المزيد من التدهور ولضمان استمرارية الحكم والأمن والخدمات الأساسية في عدن وغيرها». وحذر من «خطر تجدد نشاطات جماعات العنف المتطرفة»، مذكراً بوجود تنظيم «القاعدة» في أبين وحضرموت والهجمات التي شنها في كل من عدن وأبين والبيضاء. وشدد على أن الأمم المتحدة «لا تزال ملتزمة بالحوار الشامل لحل الخلافات، ومعالجة المخاوف المشروعة لجميع اليمنيين، وبينهم المجموعات الجنوبية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وأشار إلى أنه دعا إلى مشاركة المحافظات الجنوبية في عملية السلام، لأن «هناك وجهات نظر تجب مراعاتها في أي حوار حول مستقبل الجنوب واليمن ككل».
وتبعته مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نائبة منسق المعونة الإنسانية أورسولا مولر، التي شددت على ضرورة معالجة الأولويات الخمس التي أيدها مجلس الأمن في قراره رقم 2451، وهي: أولاً احترام القانون الدولي الإنساني، وثانياً إيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق، وثالثاً تمويل خطة استجابة الأمم المتحدة، ورابعاً الاقتصاد، وخامساً الحاجة الملحة إلى السلام. ولاحظت أن الوكالات الإنسانية «لا تزال تواجه قيوداً شديدة»، مشيرة إلى الوضع في الشمال حيث «فرضت السلطات التابعة لجماعة الحوثي أكثر من 50 توجيهاً رسمياً وعشرات التوجيهات غير الرسمية في الأشهر الأخيرة»، علماً بأن «هذه التوجيهات في بعض الأحيان تتداخل أو تتناقض مع بعضها البعض». وأكدت أن «هناك أكثر من مائة مشروع إنساني في انتظار موافقة السلطات التابعة لجماعة الحوثي في الشمال». وقالت: «إن الوكالات الإنسانية التي تعمل من خلال خطة استجابة الأمم المتحدة تساعد ما متوسطه 12 مليون شخص كل شهر. ولفتت إلى أنه لم تحدث زيادة كبيرة في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019، خلافاً للعام الماضي، حين جرى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية «بنسبة 65 في المائة بفضل المساهمات السخية من السعودية والإمارات، فضلاً عن العديد من المانحين الآخرين».
وقال المندوب الكويتي الدائم لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي، إن «اتفاق استوكهولم لا يزال يعاني الجمود ولم يحرز أي تقدم»، مناشداً الأطراف اليمنية «رفع القيود» التي تفرضها على جهود المنظمات الإنسانية في البلاد. وأكد أن من حق السعودية أن تدافع عن نفسها في مواجهة الاعتداءات التي تنفذها ميليشيات الحوثي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.