تجاهلت الجماعة الحوثية في وسائل إعلامها ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإيرانية من تقديم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي البيعة للمرشد علي خامنئي، واعتبار حكمه امتداداً لنهج الرسول الكريم، خلال لقاء وفدها بالمرشد في طهران أول من أمس.
وكان المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام فليتة، رفقة قياديين آخرين وصلوا إيران قادمين من مقر إقامتهم الدائم في العاصمة العمانية مسقط للقاء قادة الحرس الثوري الإيراني والمسؤولين الإيرانيين قبل أن يلتقوا المرشد خامنئي.
الموقع الرسمي للمرشد أعلن أن ما دار خلال اللقاء الذي تسلم فيه خامنئي رسالة «البيعة» من عبد الملك الحوثي، لكن وسائل الإعلام والوكالات التي استولت عليها الجماعة لم تشر إلى تفاصيل اللقاء مكتفية بما صرح به متحدثها خلال تغريدة له على «تويتر».
وزعم فليتة أن المرشد «أكد وقوفه مع اليمن قيادة وشعباً ودعم وحدة اليمن ضد محاولات التفتيت، معتبراً اليمن دولة واحدة، وأن كل قضايا الخلاف يجب أن تحل من خلال حوار يمني - يمني من دون تدخل خارجي، مشيداً بأصالة اليمن وعراقة تاريخه وحضارته التي لا مثيل لها».
وكان لافتاً ما نقله الموقع عن إشادة خامنئي بالحوثي وشقيقه حسين الحوثي مؤسس الجماعة وبوالده بدر الدين وبقية أشقائه، واصفاً إياهم بـ«الأسرة المجاهدة».
ووصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، اللقاء الذي جمع قيادات من جماعة الحوثي بالمرشد الإيراني في طهران، بأنه دليل يثبت «أن الحوثيين يعملون وكلاء لإيران».
وقال في تغريدة على «تويتر»: «لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً بعد لقاء قيادتهم مع خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم».
وكانت الميليشيات الحوثية هددت بالتزامن مع زيارة وفدها لإيران بأنها على وشك أن تستخدم أسلحة دفاع جوي جديدة، يرجح أنها إيرانية الصنع في سياق تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.
ورجحت المصادر أن تكون الزيارة على صلة بمساعٍ للحصول على أسلحة جديدة تقوم إيران بتهريبها إلى اليمن عبر أذرعها الإرهابية، وصولاً إلى موانئ الحديدة التي لا تزال الجماعة ترفض الانسحاب منها بموجب اتفاق السويد.
وفي حين تعد الجماعة الحوثية واحدة من أخطر الأذرع التي تعتمد عليها طهران في المنطقة لزعزعة الأمن الإقليمي والدولي، لم يستبعد المراقبون أن يكون النظام الإيراني استدعى فليتة من أجل تكليف الجماعة بمهام إرهابية جديدة في البحر الأحمر من أجل تخفيف الضغط الدولي عليها في مضيق هرمز.
وكان المتحدث باسم الميليشيات الحوثية قال مهدداً «في القريب العاجل سنتحدث عن قوات الدفاع الجوي والعمليات التطويرية المستمرة للدفاع الجوي بما يجعله قادراً وبمستويات أفضل على تنفيذ المهام العملياتية في مختلف المناطق». وزعم القيادي الحوثي، أن قوات الجماعة «وهي بصدد الكشف عن جديدها في الدفاع الجوي ستخوض تجربة تاريخية لتعزيز القدرات العسكرية».
وتعتمد الجماعة في هجماتها على الجيش اليمني والمناطق المدنية السعودية على صواريخ إيرانية وطائرات مسيرة وصلت إليها من طهران لتنفيذ أعمالها الإرهابية، لكنها تزعم لوسائل الإعلام وأتباعها أنها هي من تقوم بصناعة الصواريخ والطائرات.
وعلى الرغم من محاولة الجماعة التغطية على تبعيتها المباشرة للأوامر الإيرانية، فإن زعيمها دائماً ما يوجه في خطبه الشكر والامتنان لإيران، قبل أن تفضح الزيارة الحالية لوفد الجماعة ولقاؤه بالمرشد خامنئي مستوى التبعية الحوثية لنظام الملالي.
وسائل الإعلام الحوثية تتجاهل بيعة الحوثي لخامنئي
وسائل الإعلام الحوثية تتجاهل بيعة الحوثي لخامنئي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة