هجوم معاكس على قوات النظام جنوب إدلب... ومعارك في ريف اللاذقية

الطيران الروسي والسوري شن مئات الغارات على شمال غربي البلاد

TT

هجوم معاكس على قوات النظام جنوب إدلب... ومعارك في ريف اللاذقية

شنت فصائل معارضة ومقاتلة هجوما معاكسا على قوات النظام السوري جنوب إدلب في وقت استمرت المعارك في ريف اللاذقية وسط شن الطيران الروسي والسوري غارات على شمال غربي سوريا.
وأفادت شبكة «شام» المعارضة أمس بأن فرقها «كشفت خلال عمليات التنصت والمتابعة لتحركات قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، عن دخول عناصر إيرانية على جبهات القتال لمساندة النظام وحلفائه في العمليات العسكرية الجارية جنوب إدلب».
ووفقا لمعلومات الشبكة، فإنه من خلال الرصد والمتابعة على القبضات اللاسلكية من قبل المراصد تم التنصت على مكالمات باللغة الفارسية لعناصر إيرانيين، وأكد عدد من المراصد وأيضا الفصائل العسكرية أن تلك العناصر الإيرانية هي من تقاتل على محاور سكيك وتلتها.
ولفتت مصادر عسكرية لشبكة «شام» إلى أن عناصر إيرانية مدربة يعتقد أنها وصلت مؤخراً للمشاركة في العمليات العسكرية للنظام وروسيا على ريفي إدلب وحماة، لافتاً إلى أن تلك القوات تقوم بالتقدم على الأرض بتغطية جوية روسية كثيفة. وكانت ميليشيات إيران من «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني ولواء القدس والميليشيات الأخرى، انسحبت من جبهات ريفي حماة وإدلب منذ أكثر من عام، وأعلن مسؤولون إيرانيون أكثر من مرة عدم مشاركتهم في حملة النظام في إدلب، بحسب الشبكة.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بحصول «اشتباكات عنيفة على محور قرية السكيك بريف إدلب الجنوبي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة ومجموعات جهادية من جانب آخر، وذلك في هجوم معاكس ينفذه الأخير على مواقع الأول، بدأ بتفجير (هيئة تحرير الشام) عربة مفخخة عند أطراف بلدة السكيك، فيما تترافق الاشتباكات مع قصف جوي وبري مكثف بشكل متواصل».
ووثق «المرصد السوري» مزيدا من الخسائر البشرية جراء العمليات العسكرية المتواصلة منذ منتصف الليل وحتى اللحظة بالإضافة لتفجير مفخخة، حيث ارتفع إلى 20 بينهم 15 من المجموعات تعداد المقاتلين الذين قضوا وقتلوا جراء قصف جوي وبري واشتباكات على محاور بريف إدلب الجنوبي، كما ارتفع إلى 23 عدد قتلى قوات النظام ممن قتلوا خلال الفترة ذاتها.
وفي ريف اللاذقية، قال «المرصد السوري» إنه «تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور تلال كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية ومجموعات جهادية من جهة أخرى، في هجوم متواصل من قبل الأول على المنطقة بإسناد جوي من قبل طائرات حربية روسية وطائرات النظام المروحية، وسط قصف بري عنيف، الأمر الذي أدى إلى سقوط خسائر بشرية بين الطرفين، إذ قتل 6 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قتل 10 مقاتلين من الفصائل».
وزاد: «ارتفع إلى 71 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية على كل من التمانعة وكفرسجنة وركايا ومدايا والشيخ مصطفى وحيش وخان شيخون وترعي وتلتها بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، ومطار تفتناز العسكري شرق إدلب، كما ارتفع إلى 84 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على تل عاس خان شيخون والتمانعة وكفرسجنة والركايا وترعي وتلتها جنوب إدلب، ومحور كبانة بجبل الأكراد، ومحيط كفرزيتا واللطامنة شمال حماة، فيما ارتفع إلى 61 عدد الضربات الجوية التي استهدفت طائرات روسية خلالها أماكن في خان شيخون والتمانعة وكفرسجنة وترعي وتلتها وكفرسجنة ومدايا والركايا والشيخ مصطفى بريف إدلب الجنوبي ومحور كبانة بريف اللاذقية الشمالي، كذلك ارتفع إلى 765 على الأقل عدد القذائف والصواريخ التي استهدفت خلال قوات النظام أماكن في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وريف حماة الشمالي بالإضافة لجبال الساحل».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.