دعوات للوحدة والحفاظ على السلم الأهلي في خطبة عيد الأضحى

مصلون توافدوا لأداء صلاة عيد الأضحى في مسجد محمد الأمين
مصلون توافدوا لأداء صلاة عيد الأضحى في مسجد محمد الأمين
TT

دعوات للوحدة والحفاظ على السلم الأهلي في خطبة عيد الأضحى

مصلون توافدوا لأداء صلاة عيد الأضحى في مسجد محمد الأمين
مصلون توافدوا لأداء صلاة عيد الأضحى في مسجد محمد الأمين

دعا أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي، إلى التعامل مع الناس بالأمانة وبالحق وبالرحمة وبالعفو وبالمسامحة، لافتاً خلال خطبة عيد الأضحى المبارك التي ألقاها في جامع «محمد الأمين» في وسط بيروت، بحضور ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري، الدكتور عمار حوري، إلى أن هذا ما تحتاجه البلاد في هذه الأيام.
وقال الكردي إن الطبقة السياسية تحتاج «أن تعود إلى الإنسانية، وإلى موازين الحق والعدل. وهذا ما يحتاجه كل واحد منا في الموقع الذي أقامه الله عز وجل عليه في حياته»، داعياً إلى أن يكون الشعار هو الرحمة والعدل والمسامحة وحسن الظن والمعاملة الطيبة.
وأقيمت صلاة عيد الأضحى، وتمت تلاوة خطبة العيد في مساجد لبنان أمس. وأكد مفتي طرابلس والشمال، الشيخ مالك الشعار، في خطبة العيد أمس، أن اللبنانيين محكومون بالتوافق والتعاون والحرص على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي، مشدداً على أنه «هو خيارنا، وليس قدرنا فحسب، إنما هو الخيار الذي يتناسب مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا وثقافتنا».
واستنكر «كل الأساليب التي يستخدمها البعض من أجل تأجيج الغرائز وزيادة التوتر والاحتقان، سواء كانت بين المسيحيين والمسيحيين أم بين المسلمين والمسلمين أم بين الدروز والدروز أم بين المسلمين والمسيحيين أم بين مطلق فريق وفريق»، قائلاً: «كل ذلك مستهجن ومستنكر ومدان، ويخالف قيمنا وثقافتنا وتربيتنا، ويهدد وحدتنا الوطنية، وكل ذلك يؤدي إلى تصدع المجتمع، وهو نذير شرّ بحرب أهلية، لا قدر الله».
وشدّد الشعار على أنه «إذا وقعت الفتنة، لا قدر الله، فستأكل الأخضر واليابس، ولن توفر أحداً، ولن ينجو منها أحد». ودعا اللبنانيين للعودة إلى القيم الدينية والوطنية والإنسانية والوحدة الوطنية، متوجهاً للبنانيين قائلاً: «أنتم مؤتمنون على سلمنا الأهلي، وعلى عيشنا المشترك، وعلى وحدة الوطن، وعلى أن يبقى لبنان وحدة في أرضه وشعبه وكيانه».
هذا، وأقيمت صلاة وخطبتا عيد الأضحى في سجن رومية، أول أيام العيد، برعاية هيئة رعاية السجناء وأسرهم، التابعة لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.