«أفلام الفِرَق» تعود للظهور على شاشة السينما في عيد الأضحى

بوستر فيلم «ولاد رزق 2» (فيسبوك)
بوستر فيلم «ولاد رزق 2» (فيسبوك)
TT

«أفلام الفِرَق» تعود للظهور على شاشة السينما في عيد الأضحى

بوستر فيلم «ولاد رزق 2» (فيسبوك)
بوستر فيلم «ولاد رزق 2» (فيسبوك)

يحتفل العالم الإسلامي غداً (الأحد) بأول أيام عيد الأضحى، وفي مصر ينتهز المواطنون فرصة الإجازات للخروج إلى المتنزهات العامة والحدائق بعد أداء صلاة العيد، وفي الأيام التالية، تعد دور السينما واحدة من منافذ الترفيه بالنسبة للكثيرين.
ويستغل منتجو الأفلام مناسبات الأعياد لتقديم ما لديهم من جديد لعشاق الفن، ومحبي السينما، وتقول الناقدة المصرية رشا سلامة إن موسم أفلام عيد الأضحى هذا العام، يتميز بعودة «أفلام الفِرَق» مرة أخرى، حسبما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وتشير سلامة إلى أن الأفلام الأربعة التي ستعرض بمناسبة عيد الأضحى، وهي «ولاد رزق 2» و«الكنز 2» و«خيال مآتة»، و«الفيل الأزرق 2» الذي بدأ عرضه منذ أيام قليلة وسيستمر في دور العرض خلال العيد، كلها أفلام يعود أبطالها ومخرجوها ومؤلفوها للعمل معاً من جديد، بعد أن نجحوا في العمل فريقاً واحداً فيما سبق.
ففي فيلم «أولاد رزق 2» يعود أبطال الجزء الأول من الفيلم بعد مرور 4 سنوات للعمل معاً؛ وهم أحمد عز وعمرو يوسف وأحمد الفيشاوي وأحمد داود ونسرين أمين ومحمد ممدوح، بصحبة المخرج طارق العريان، والمؤلف صلاح الجهيني لتقديم الجزء الثاني من الفيلم الذي حقق الجزء الأول منه نجاحاً كبيراً عند عرضه عام 2015.
الفيلم الثاني «الكنز 2» يعود فيه أيضاً المخرج شريف عرفة لتقديم الجزء الثاني من الفيلم الذي عُرض الجزء الأول منه في عام 2017. ليقدم الجزء الثاني مع أبطال الجزء الأول أنفسهم؛ وهم محمد سعد ومحمد رمضان وأحمد رزق وهند صبري بصحبة المؤلف عبد الرحيم كمال.
أما فيلم «الفيل الأزرق 2» وهو الجزء الثاني من فيلم «الفيل الأزرق» الذي سبق عرضه عام 2014 وحقق نجاحاً كبيراً، فيضم فريق عمل الجزء الأول؛ وهم الأبطال كريم عبد العزيز ونيللي كريم مع المؤلف أحمد مراد والمخرج مروان حامد.
وأوضحت سلامة أنه رغم أن الفيلم الرابع وهو فيلم «خيال مآتة» لا ينتمى إلى قائمة الأفلام السابقة، لأنه ليس جزءاً ثانياً من أحد الأفلام التي أوردناها، فإنه يشهد عودة أبطال فيلم «كده رضا» وهم أحمد حلمي وخالد الصاوي ومنة شلبي للعمل معاً، بعد أن قدموا معاً «كده رضا» في عام 2007 أي منذ 12 عاماً، وحقق نجاحاً كبيراً وقتها.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».