السفير الأميركي: وجودنا جزء من التحالف الدولي

ماثيو تولر
ماثيو تولر
TT

السفير الأميركي: وجودنا جزء من التحالف الدولي

ماثيو تولر
ماثيو تولر

> لا يملك كثير من الساسة العراقيين الإجابة عن سؤال مثل: ماذا ينتظر العراق في المستقبل على المدى القريب أو المنظور؟
الأسباب التي تقف خلف صعوبة إيجاد إجابة مقنعة هي التداعيات التي تبدو خطيرة في المنطقة، لا سيما على صعيد التصعيد الأميركي - الإيراني، وصِلَة العراق بهذا التصعيد. فالعراق، طبقاً لكل التصورات، لا يستطيع عزل نفسه عن مجريات هذا الصراع الدائر بسبب تداخل الخنادق والمواقف؛ سواء كان الأمر داخل الطبقة السياسية نفسها في البرلمان أو الحكومة... أو داخل الفصائل المسلحة، بغضّ النظر عما إذا كانت هذه الفصائل تنتمي إلى «الحشد الشعبي» أو تلك التي تسمي نفسها «فصائل ولائية» لجهة موالاتها لإيران. ذلك أن العراق، الذي تحاول قيادته الوقوف على الحياد قدر الإمكان بشأن الصراع الأميركي - الإيراني، مع دعوات مخلصة من قادته أن يلعب دور الوساطة، يجد نفسه محاصَراً بين كيفية إرضاء طهران وتحاشي إغضاب واشنطن. غير أن الأميركيين، الذين لا يريدون مثل الإيرانيين أن يتسببوا بإحراج للعراق، يجدون أنفسهم أحياناً أمام معادلة سياسية صعبة تتطلب منهم تحديد المواقف ومساحات الصراع. ومعلوم أن إيران أعلنت قبل أيام عن احتجاز سفينة عراقية تحمل نفطاً. ومع أن وزارة النفط نفت أن تكون السفينة تابعة لها أو أن العراق يصدّر زيت الغاز، وذلك لأنه لا يصدر سوى النفط الخام فإن الكشف عن مصير السفينة رسم أسئلة حائرة حيال عصابات التهريب التي تنشط منذ سنوات كجزء من المسكوت عنه.
الأميركيون من جانبهم لا يستطيعون مواصلة الصمت حيال مسائل يرونها أساسية على صعيد وضعهم في العراق، ومنه ما يتعلق بوجودهم في هذا البلد. والسفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر أعلن أخيراً أن وجود قوات بلاده في العراق «جزء من وجود التحالف الدولي». أيضاً قال تولر في تصريحات صحافية إن «مستقبل القوات الأميركية ووجودها في العراق جزء من التحالف الدولي... وذلك جاء بناء على طلب الحكومة العراقية، ونحن دائماً نسمع من القادة العراقيين ضرورة بقائنا لتقوية قدرات القوات العراقية وضمان عدم عودة (داعش)».
وأضاف السفير الأميركي: «أنا أسمع دائماً من القادة الأمنيين أن الحاجة للتحالف الدولي مستمرة، وسيبقى هذا التحالف طالما استمرت الحاجة له، وطالما بقيت الحكومة العراقية مطالَبة بذلك».
وعن الشخصيات التي وضعتها واشنطن على لائحة العقوبات، قال تولر: «أفعال المدرجة أسماؤهم في العقوبات الأميركية تهدد أمن المنطقة، نحن نحتاج إلى عراق قوي ذي سيادة، فعندما نرى جهات تعمل على إضعاف السيادة العراقية هذا سيكون مقلقاً لنا».



ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».