> لا يملك كثير من الساسة العراقيين الإجابة عن سؤال مثل: ماذا ينتظر العراق في المستقبل على المدى القريب أو المنظور؟
الأسباب التي تقف خلف صعوبة إيجاد إجابة مقنعة هي التداعيات التي تبدو خطيرة في المنطقة، لا سيما على صعيد التصعيد الأميركي - الإيراني، وصِلَة العراق بهذا التصعيد. فالعراق، طبقاً لكل التصورات، لا يستطيع عزل نفسه عن مجريات هذا الصراع الدائر بسبب تداخل الخنادق والمواقف؛ سواء كان الأمر داخل الطبقة السياسية نفسها في البرلمان أو الحكومة... أو داخل الفصائل المسلحة، بغضّ النظر عما إذا كانت هذه الفصائل تنتمي إلى «الحشد الشعبي» أو تلك التي تسمي نفسها «فصائل ولائية» لجهة موالاتها لإيران. ذلك أن العراق، الذي تحاول قيادته الوقوف على الحياد قدر الإمكان بشأن الصراع الأميركي - الإيراني، مع دعوات مخلصة من قادته أن يلعب دور الوساطة، يجد نفسه محاصَراً بين كيفية إرضاء طهران وتحاشي إغضاب واشنطن. غير أن الأميركيين، الذين لا يريدون مثل الإيرانيين أن يتسببوا بإحراج للعراق، يجدون أنفسهم أحياناً أمام معادلة سياسية صعبة تتطلب منهم تحديد المواقف ومساحات الصراع. ومعلوم أن إيران أعلنت قبل أيام عن احتجاز سفينة عراقية تحمل نفطاً. ومع أن وزارة النفط نفت أن تكون السفينة تابعة لها أو أن العراق يصدّر زيت الغاز، وذلك لأنه لا يصدر سوى النفط الخام فإن الكشف عن مصير السفينة رسم أسئلة حائرة حيال عصابات التهريب التي تنشط منذ سنوات كجزء من المسكوت عنه.
الأميركيون من جانبهم لا يستطيعون مواصلة الصمت حيال مسائل يرونها أساسية على صعيد وضعهم في العراق، ومنه ما يتعلق بوجودهم في هذا البلد. والسفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر أعلن أخيراً أن وجود قوات بلاده في العراق «جزء من وجود التحالف الدولي». أيضاً قال تولر في تصريحات صحافية إن «مستقبل القوات الأميركية ووجودها في العراق جزء من التحالف الدولي... وذلك جاء بناء على طلب الحكومة العراقية، ونحن دائماً نسمع من القادة العراقيين ضرورة بقائنا لتقوية قدرات القوات العراقية وضمان عدم عودة (داعش)».
وأضاف السفير الأميركي: «أنا أسمع دائماً من القادة الأمنيين أن الحاجة للتحالف الدولي مستمرة، وسيبقى هذا التحالف طالما استمرت الحاجة له، وطالما بقيت الحكومة العراقية مطالَبة بذلك».
وعن الشخصيات التي وضعتها واشنطن على لائحة العقوبات، قال تولر: «أفعال المدرجة أسماؤهم في العقوبات الأميركية تهدد أمن المنطقة، نحن نحتاج إلى عراق قوي ذي سيادة، فعندما نرى جهات تعمل على إضعاف السيادة العراقية هذا سيكون مقلقاً لنا».
السفير الأميركي: وجودنا جزء من التحالف الدولي
السفير الأميركي: وجودنا جزء من التحالف الدولي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة