الفيصل: نستقبل الحجاج من أي مكان من دون تمييز

قال إن بلاده لن تشارك في «مهاترات يطلقها الأعداء»

أمير مكة المكرمة خلال تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة (تصوير: غازي مهدي)
أمير مكة المكرمة خلال تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة (تصوير: غازي مهدي)
TT

الفيصل: نستقبل الحجاج من أي مكان من دون تمييز

أمير مكة المكرمة خلال تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة (تصوير: غازي مهدي)
أمير مكة المكرمة خلال تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة (تصوير: غازي مهدي)

أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أن عدد حجاج الخارج الذين وصلوا المملكة بلغ أكثر من مليون و640 ألف حاج، مشدداً على أن بلاده تستقبل الحجاج من أي مكان من دون تمييز.
وقال إن حكومة السعودية «جندت أكثر من 350 ألفاً من مختلف القطاعات لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام»، فيما تمت إعادة أكثر من 329 ألف مخالف لا يحملون تصاريح حج، وبلغ عدد المركبات المعادة التي لا تحمل تصاريح دخول للمشاعر أكثر من 144 ألف مركبة، وتم القبض على 15 شخصاً ينقلون الحجاج بطريقة مخالفة، وإغلاق 181 مكتب حج وهمي.
وأكد خلال مؤتمر صحافي أعقب جولته في المشاعر المقدسة وترؤسه اجتماع اللجنة المركزية بحضور نائبه الأمير بدر بن سلطان، أن «توجيهات القيادة واضحة بأن نبذل كل ما في وسعنا لنساهم في راحة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم براحة وأمن واطمئنان».
وقال: «نحن محظوظون بالعمل تحت إشراف الهيئة الملكية بمكة والمشاعر المقدسة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي تحملت مسؤولياتها وتدرسها بدقة وتعمل على التنفيذ بأسرع ما يمكن»، مؤكداً أنها أنهت الدراسات وبدأت من هذا العام الاستعداد لأعمال التنفيذ للعام القادم.
وحول سؤال عن العقبات التي تضعها حكومة قطر أمام مواطنيها الراغبين في أداء فريضة الحج، قال الفيصل: «لسنا مسؤولين عما يفعلونه، بل نحن مسؤولون عما نفعله نحن». وأضاف: «فتحنا أبواب البلاد وقلوبنا وجميع جوارحنا لاستقبال الحجاج من أي مكان، فنحن نخدمهم سواسية، وأهلاً بهم في الديار المقدسة»، مؤكداً أن «السعودية لا تشارك في البذاءات والمهاترات التي يطلقها المعادون للبلاد».
وأوضح أن السعودية «تمر بمرحلة من مراحل الانتقال والتحول إلى الأفضل»، مضيفاً: «نسعى لأن تكون مكة مدينة ذكية بالفعل وليس بالقول، وقد بدأنا مرحلة التحول». وحول رسالته لضيوف الرحمن، قال: «أسألهم وأطلبهم وأرجوهم، بأن يكملوا هذه الرحلة الإيمانية بإيمان، فهم هنا للحج والعبادة، فليتفرغوا للعبادة وليتركوا الأمور الأخرى وسيلقون كل ترحيب وخدمة من السعوديين».
وسلم الفيصل أمس كسوة الكعبة المشرفة لكبير سدنة البيت الحرام الدكتور صالح الشيبي، بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن السديس، تمهيداً لاستبدال ثوب الكعبة المشرفة في يوم عرفة جرياً على العادة السنوية.
ودشن أمير مكة المكرمة مشروع معالجة وتطوير وتحديث أنظمة التكييف وتنقية الهواء في مسجدي نمرة والخيف بمنطقة المشاعر المقدسة، وشملت عملية التطوير للمسجدين، ضخ أكثر من مليون قدم مكعب في الدقيقة، وسحب 70 في المائة عن طريق مراوح الطرد، و30 في المائة عن طريق المداخل والأبواب، كذلك تطوير وحدات تكييف مركزية تنتج هواء نقياً كاملاً، ومعدات لتغيير الهواء مرتين في الساعة.



السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
TT

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

اتفقت تركيا وسلطنة عُمان على الاستمرار في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما، وصولاً إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار، وأكدتا دعمهما لأي مبادرات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، على غرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في لبنان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إننا «نهدف لرفع حجم تجارتنا مع سلطنة عُمان إلى 5 مليارات دولار بما يتماشى وإمكاناتنا المتوفرة، وسندخل حقبة جديدة في تعاوننا بمجال الطاقة مع بدء إمدادات الغاز المسال من سلطنة عمان إلى تركيا اعتباراً من يوليو (تموز) 2025».

وعبر إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع سلطان عُمان هيثم بن طارق عقب مباحثاتهما بالقصر الرئاسي في أنقرة، الخميس، عن سعادته باستضافته في تركيا في أول زيارة رسمية على مستوى سلطان عمان إلى تركيا، مشيراً إلى أنه يعتزم زيارة السلطنة في المستقبل.

وأعرب عن رغبته في الاستمرار في تطوير العلاقات التاريخية بين البلدين في جميع المجالات، وتقدم بشكره إلى سلطان عمان على تضامن بلاده مع تركيا في مواجهة كارثة الزلزال العام الماضي، وكذلك على جهوده لإحلال السلام من خلال تحمل المسؤولية في العديد من القضايا التي تهم منطقتنا، وخاصة الصراع في اليمن، وهي جهود تستحق الإعجاب.

إردوغان والسلطان هيثم بن طارق خلال المؤتمر الصحافي (الرئاسة التركية)

إطار مؤسسي

وقال إردوغان: «نريد توفير إطار مؤسسي لعلاقاتنا، ولهذا الغرض، ناقشنا الخيارات التي يمكننا الاستفادة منها، بما في ذلك آلية التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، وتم التوقيع على 10 وثائق لتعزيز تعاوننا في مجالات مثل العلاقات الخارجية والاقتصاد والصناعة والاستثمار والصحة والثقافة والزراعة والثروة الحيوانية».

وذكر أن التعاون في مجال الصناعة الدفاعية كان أيضاً على جدول الأعمال خلال الاجتماع، وقال إنهم فخورون بتفضيل سلطنة عمان للمنتجات الدفاعية التركية. وأشار إلى أن شركات المقاولات التركية لديها مشاريع بقيمة 7 مليارات دولار في سلطنة عمان حتى الآن، ويمكنها أن تقدم مساهمات ملموسة في إطار «رؤية عمان 2040».

وقال إردوغان إنه ناقش مع سلطان عمان القضايا والتطورات الإقليمية، لافتاً إلى أن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يعد «خطوة متأخرة للغاية ولكنها مهمة».

وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى السلام الإقليمي والعالمي ما لم يتحقق وقف فوري وعادل ودائم لإطلاق النار في غزة، وأن تركيا لن تتردد في بذل كل ما في وسعها لتحقيق الهدوء والسلام في غزة، وتعرب عن ترحيبها بوقف إطلاق النار في لبنان.

بدوره، أكد سلطان عمان هيثم بن طارق أن بلاده ستواصل عملها على تعزيز علاقتها مع تركيا في مختلف المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليارات دولار.

إرساء الأمن في المنطقة

وقال إنه ناقش مع الرئيس التركي العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، وأكد أن الرغبة المشتركة للجميع هي إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف: «علينا أن نعمل معاً لتعزيز التعاون الإقليمي، وفي هذا السياق، نود، كسلطنة عمان، أن نعرب عن دعمنا موقف تركيا من القضايا الدولية التي تهم منطقتنا». وأكد أن التعاون «يجب أن يستمر من أجل تحقيق حل الدولتين لفلسطين، ويجب تحقيق هذا الهدف من أجل إقامة العدل والسلام للجميع».

وكان إردوغان قد استقبل سلطان عمان، هيثم بن طارق، في مطار أسنبوغا في أنقرة يوم الخميس، وأقام مراسم رسمية لاستقباله بالقصر الرئاسي، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة لوفدي البلدين جرى خلالها توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمي لسلطان عُمان (الرئاسة التركية)

وتبادل إردوغان وسلطان عمان أوسمة رفيعة المستوى، خلال مراسم أقيمت مساء الخميس في بالقصر الرئاسي، حيث قلّد إردوغان السلطان هيثم «وسام الدولة للجمهورية التركية»، وهو أرفع وسام في البلاد، وقلده سلطان عمان «وسام آل سعيد»، أرفع أوسمة السلطنة. وأقام إردوغان مأدبة عشاء على شرف سلطان عمان.