تنصيب رسمي لرئيس الجمهورية التونسية المؤقت

الأحزاب الكبرى لم تعلن بعد عن مرشحها للرئاسيات المقبلة

من حفل التنصيب الرسمي لمحمد الناصر رئيسا مؤقتا للجمهورية التونسية أمس
من حفل التنصيب الرسمي لمحمد الناصر رئيسا مؤقتا للجمهورية التونسية أمس
TT

تنصيب رسمي لرئيس الجمهورية التونسية المؤقت

من حفل التنصيب الرسمي لمحمد الناصر رئيسا مؤقتا للجمهورية التونسية أمس
من حفل التنصيب الرسمي لمحمد الناصر رئيسا مؤقتا للجمهورية التونسية أمس

احتضن القصر الرئاسي في قرطاج، صباح أمس، مراسم تنصيب محمد الناصر رئيساً مكلفاً للجمهورية التونسية، وقام بتحية العلم على أنغام النشيد الوطني، وتفقد تشكيلات من الجيوش الثلاثة، حسب ما يقتضيه الدستور.
وكان الناصر قد أدى في 25 من يوليو (تموز) الماضي اليمين الدستورية بمجلس نواب الشعب (البرلمان) قبل أن يتولى مهامه في قصر قرطاج بصفة دستورية، منذ 29 من الشهر ذاته.
وسيتولى محمد الناصر هذا المنصب إلى حين إجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، في أجل أدناه 45 يوماً، وأقصاه 90 يوماً، وفق ما تنص عليه الفصول 84 و85 و86 من الدستور التونسي.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (هيئة دستورية) قد حددت تاريخ 15 من سبتمبر (أيلول) المقبل تاريخاً لإجراء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي ستجرى بشكل استثنائي إثر وفاة الرئيس السابق الباجي قائد السبسي في 25 من يوليو الماضي.
في السياق ذاته، أعلن حزب «البديل»، رسمياً، ترشيح رئيسه مهدي جمعة للانتخابات الرئاسية المقبلة؛ حيث أكدت بعض قيادات الحزب نجاحها في جمع 30 ألف تزكية (القانون الانتخابي يشترط الحصول على 10 آلاف توقيع فقط)، علاوة على توقيع عدد من نواب البرلمان، وذلك في خطوة يسعى الحزب من خلالها إلى رفع الدعم السياسي الذي يحظى به مهدي جمعة، رئيس الحكومة السابق.
ووفق مصادر مقربة من «البديل»، فقد بدأ جمعة إجراء اتصالات مع عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات والشخصيات الوطنية للتشاور حول شكل وبرنامج الدخول للاستحقاق الرئاسي السابق لأوانه، بعد وفاة الرئيس قائد السبسي، ومن ثم التقيد بالآجال الدستورية المحددة بتسعين يوماً على أقصى تقدير، والتي ستنتهي في 22 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
يذكر أن حزب «البديل» تمكن من تقديم قائمات انتخابية في كل الدوائر الانتخابية، بهدف المراهنة على مقاعد في البرلمان المقبل، وهو ما يعني دخوله بقوة في المنافسة الانتخابية، خصوصاً مع حركة «النهضة» التي يتزعمها راشد الغنوشي، وحركة «تحيا تونس»، برئاسة رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
ومن المنتظر فتح باب الترشح للمنافسة على كرسي الرئاسة بداية من اليوم (الجمعة)، على أن يتواصل تقديم الترشحات حتى التاسع من الشهر الحالي. ووفق عدد من المراقبين ستنحسر المنافسة بين عدد قليل من المرشحين، أبرزهم يوسف الشاهد، وعبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الحالي، علاوة على مهدي جمعة رئيس الحكومة السابق، وحمادي الجبالي الذي شغل في السابق المنصب نفسه.
في سياق ذلك، يسعى عدد من المرشحين إلى الاستفادة من الخزان الانتخابي لحركة «النهضة»، التي لم تحسم بعد موقفها من الانتخابات الرئاسية، سواء بترشح أحد قياداتها إلى هذه المنافسة، أو دعم أحد المرشحين المقربين من خياراتها السياسية.
وحتى يوم أمس لم تعلن الأحزاب الكبرى عن مرشحيها للانتخابات الرئاسية عشية فتح باب الترشح. وفي هذا السياق قال المنجي الحرباوي، المتحدث باسم حركة «نداء تونس»، الفائز بالانتخابات الرئاسية والتشريعية لعام 2014، إن الحزب لا يزال يبحث إمكانية ترشيح أحد الأسماء من داخل الحزب، أو دعم مرشح مستقل من خارج الحزب. بينما أكد قياديون في حزب «حركة النهضة» (إسلامي)، الذي يملك أكبر المقاعد في البرلمان، أن الحركة ستكشف عن مرشحها للرئاسية خلال هذا الأسبوع، بعد أن امتنعت عن تقديم مرشح في انتخابات 2014؛ لكنها لم تشترط أن يكون هذا المرشح من داخل الحزب.
وكان حزب «النداء» قد فقد كثيراً من وزنه وثقله السياسي، على الرغم من فوزه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت سنة 2014، وذلك بسبب الخلافات السياسية التي شقت صفوفه خلال السنوات الماضية. كما يرى مراقبون أن وفاة الباجي قائد السبسي، مؤسس هذا الحزب ومرشحه المحتمل للمنافسة في الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في17 من نوفمبر (تشرين الثاني) قد أثرت كثيراً على المشهد السياسي التونسي.
بدوره، قال سليم العزابي، الأمين العام لحزب «تحيا تونس»، الذي يقوده رئيس الحكومة يوسف الشاهد، إن رئيس الحزب سيكون هو المرشح للانتخابات الرئاسية؛ لكن قراراً لم يصدر بشكل رسمي حتى اليوم (أمس)، كما لم يعلن الشاهد عن هذه الخطوة بشكل علني.
بدوره، أعلن حزب «التيار الديمقراطي» عن ترشيح رئيسه محمد عبو، بينما سيكون الرئيس السابق المنصف المرزوقي من بين المرشحين بقوة لخوض السباق الرئاسي، إلى جانب رجل الأعمال نبيل القروي، رئيس حزب «قلب تونس».
وأمس دفعت وسائل إعلام محلية باسم وزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي، الذي ظهر في اجتماع مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قبل أيام من وفاته، إلى واجهة السباق؛ لكن الأخير لم يفصح عن موقفه بعد.
وأفادت هيئة الانتخابات بأنها ستعلن عن قائمة المرشحين المقبولين نهائياً في31 من أغسطس (آب) الجاري، لتنطلق الحملة الانتخابية في الثاني من سبتمبر وحتى 13 من الشهر نفسه.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.