900 معتقل مقدسي ثلثهم أطفال وإخضاع نساء للإقامة الجبرية

في أعقاب الإعلان عن أن 900 فلسطيني مقدسي، بينهم أطفال ونساء وشيوخ دين، تعرضوا للاعتقال، منذ مطلع السنة، وإصرار السلطات الإسرائيلية على هدم 100 بيت في بلدتي سلوان وصور باهر في المدينة المقدسة، أدى ألوف الفلسطينيين من المدينة وقضائها، صلاة الجمعة، أمس، في موقع الحدث منددين بمشاريع الاحتلال وقمعه.
وقال حمادة حمادة، رئيس لجنة أهالي حي وادي الحمص، إن الأهالي يقيمون صلاة الجمعة في بلدتي صور باهر وسلوان، للأسبوع الخامس على التوالي، تنديدا بقرارات وعمليات الهدم التي تهدد وتطال عشرات المنشآت السكنية والتجارية في مدينة القدس وممارسات القمع والاعتقال. وأوضح حمادة أن محامي حي وادي الحمص قدم أمس للمحكمة طلبا يدعو فيه الجيش إلى عدم تنفيذ عملية هدم في وادي الحمص ببلدة صور باهر لحين الرد على الالتماس الذي قدمه المحامي غياث ناصر بشأن قرارات هدم المنشآت السكينة في الحي لوجود ثغرات في قرار الحكم النهائي.
وكان مركز أسرى فلسطين للدراسات قد أكد أنه رصد تصاعدا واضحا في نسبة الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة منذ بداية العام الجاري حيث رصد ما يزيد عن 900 حالة اعتقال من بلدات ومناطق المدينة المقدسة. وأوضح الباحث رياض الأشقر، الناطق الإعلامي للمركز، أن الاعتقالات في مدينة القدس لوحدها تشكل ثلث نسبة الاعتقالات التي جرت في كل أنحاء الأراضي المحتلة خلال الستة الشهور الأولى من العام، وبلغت 2600 حالة اعتقال، مما يدلل على استهداف واضح للمقدسيين بهدف ردعهم عن حماية المقدسات والدفاع عن الأقصى.
وبين الأشقر أن شهر فبراير (شباط) شهد أوسع حملة اعتقالات، وذلك تزامناً مع أحداث فتح باب الرحمة أمام المصلين، حيث اعتقل العشرات بينهم قيادات وطنية ورجال دين، منهم الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف، والشيخ ناجح بكيرات، نائب مدير عام أوقاف القدس، كما سلم الشيخ رائد دعنا، قراراً بإبعاده عن الأقصى لمدة 6 أشهر، واعتقل ناصر قوس مدير نادي الأسير في القدس. وأضاف الأشقر أن الاعتقالات طالت كافة شرائح المقدسيين، وتوزعت على كافة قرى وبلدات ومناحي مدينة القدس، بينما احتلت العيسوية النصيب الأكبر من عمليات الاعتقال ووصلت إلى 295 حالة اعتقال، وتلاها منطقة شعفاط ووصلت حالات الاعتقال منها 130 حالة، ثم 120 حالة في سلوان، و105 في القدس القديمة و65 في المسجد الأقصى.
وأشار التقرير إلى أن الاعتقالات من القدس تركزت على فئة الأطفال القاصرين والتي وصلت إلى نحو 300 حالة اعتقال وهو ما يشكل ثلث حالات الاعتقالات من القدس منذ بداية العام بينهم أكثر من 17 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم 12 عاما. ومن بين الأطفال عدد من الجرحى منهم الفتى علي طه (16 عاما)، والذي أصيب برصاص الاحتلال عند حاجز مخيم شعفاط، وتم اعتقاله وسحله أرضا ومنع تقديم العلاج له، والفتى محمد عصام القواسمي (15 عاما)، وأصيب في ظهره برصاص المستعربين في مخيم شعفاط بمدينة القدس ووصفت إصابته بالخطيرة، ورغم ذلك تم تقييده بسرير المستشفى وهو قيد العلاج. ولم يكتف الاحتلال بأوامر الاعتقال لأطفال القدس إنما يستهدفهم بقرارات الحبس المنزليّ والتي تقضي بمكوث الطّفل فترات محدّدة داخل البيت، ويمنع من الخروج من البيت حتّى للعلاج أو الدّراسة، وكذلك فرض عقوبة الإبعاد عن المنازل، والغرامات المالية الباهظة على معظم الأطفال الذين تم عرضهم على المحاكم سواء صدرت بحقهم أحكام بالسجن الفعلي مصاحبة للغرامة، أم غرامة مالية فقط مقابل إطلاق سراحهم.
وأفاد التقرير بأن الاحتلال واصل استهداف النساء المقدسيات وخاصة المرابطات في المسجد الأقصى فقام باعتقال العديد منهن خلال العام الجاري ووصلت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات من القدس 43 حالة بينهن قاصرات وقد تم الإفراج عن غالبيتهن، مقابل الحبس المنزلي، أو الإبعاد عن الأقصى لفترات مختلفة. ومن بين النساء، غدير العموري، وهي موظفة في هيئة الأسرى، وأفرج عنها بشرط حبسها منزلياً لمدة خمسة أيام، وغرامة مالية كبيرة، وكذلك اعتقال الفتاة فاطمة سليمان (19عاما)، وذلك بعد مداهمة منزل عائلتها، وأطلقت سراحها بعد ساعات بشرط تحويلها للحبس المنزلي، كما اعتقل الفتاة القاصر ماجدة أحمد عسكر (17 عاما) بعد اقتحام منزل عائلتها.
كما استهدف المرابطات في المسجد الأقصى بالاعتقال والاستدعاء أبرزهن الفتاة آية أبو ناب والسيدات هنادي الحلواني وخديجة خويص ونظمية بكيرات وهي موظفة في قسم المخطوطات بالأقصى، كما اعتقل السيدة هالة الشريف من باب العمود، بحجة رفعها العلم الفلسطيني خلال مسيرة للمستوطنين رفعوا فيها إعلام الاحتلال. كما اعتقل الاحتلال ثلاثا من أمهات الأسرى فور خروجهن من المسجد الأقصى وحولهن للتحقيق في مركز شرطة القشلة في القدس القديمة وهن: خلود الأعور والدة الأسير صهيب الأعور، وإيمان الأعور والدة الأسير محمد الأعور، ونجاح عودة.
وفي كفر قدوم أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين، بعد ظهر أمس الجمعة، بجروح وحالات اختناق متفاوتة الشدّة، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمسيرة سلمية مناهضة للجدار والاستيطان. وقال منسق لجان المقاومة الشعبية مراد اشتيوي، في بلدة كفر قدوم، إن قوات الاحتلال هاجمت المسيرة الأسبوعية، بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.