محرز وماني ينقلان صراعهما الإنجليزي إلى نهائي أمم أفريقيا

سينقل الجزائري رياض محرز والسنغالي ساديو ماني صراعهما في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى بطولة أمم أفريقيا عندما يقود النجمان البارزان لفريقي مانشستر سيتي وليفربول منتخبي بلديهما اليوم في مواجهة التتويج باللقب الأفريقي.
وربما كان ماني يفضل مواجهة أي منتخب آخر غير الجزائر في نهائي كأس الأمم الأفريقية اليوم، حيث إنه بعد موسم طويل سيجد في الجانب الآخر لاعبا قتل حلم
فريقه ليفربول بحصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ 1990.
وبدأ صراع ليفربول ومانشستر سيتي عندما فرط الأول في تفوقه بفارق سبع نقاط في صراع ثنائي على اللقب.
ودخل سيتي المباراة الأخيرة من الموسم وهو يتقدم بفارق نقطة واحدة على ليفربول وبدت الأمور ممكنة عندما تقدم برايتون آند هوف ألبيون على حامل اللقب.
لكن سيتي أنهى الشوط الأول متقدما وحسم اللقب عندما أضاف محرز الهدف الثالث في الشوط الثاني قبل أن يكمل الفريق انتصاره 4 - 1 ليترك ليفربول يتحسر على الموسم المذهل الذي قدمه.
وعوض ليفربول هذا بحصد لقب دوري أبطال أوروبا بالفوز 2 - صفر على توتنهام هوتسبير في النهائي مطلع الشهر الماضي.
وقال ماني بعد انطلاق كأس الأمم إنه سيوافق على استبدال لقب دوري الأبطال من خلال لقب كأس الأمم الذي لم تحققه السنغال من قبل.
لكن ماني سيواجه غريما لم يخطف منه لقب الدوري فقط لكن تفوق عليه في مواجهة المنتخبين في دور المجموعات عندما فازت الجزائر 1 - صفر، وهو الهدف الوحيد الذي هز شباك السنغال حتى الآن.
وقال محرز عن مواجهة السنغال في النهائي: «لعبنا ضدهم في دور المجموعات ونعلم أنهم يملكون فريقا رائعا. قدمنا أداء جيدا في البطولة. أحرزنا 12 هدفا واهتزت شباكنا مرتين فقط، لدينا ثقة في خوض النهائي. نحن قادرون على الفوز باللقب».
وأضاف: «ستكون مباراة صعبة... لكننا نعلم نقاط القوة والضعف في السنغال». ويبدو محرز محقا فشباك السنغال لم تهتز سوى بهدف يوسف بلايلي.
تريث رياض محرز قبل أن يسدد الركلة الحرة في الثواني الأخيرة من المباراة ضد نيجيريا في نصف النهائي، وانتظر قائد «محاربي الصحراء» اللحظة، وأطلق كرة تحولت إلى أحد أجمل أهداف البطولة، ودغدغت أحلام الجزائريين الباحثين عن لقب طال انتظاره منذ 29 عاما.
لم تكن الركلة التي ألهبت حماسة المشجعين في استاد القاهرة، مجرد هدف في ثوانٍ قاتلة. مع اهتزاز الشباك، أصاب محرز، 28 عاما، أكثر من طموح، أبرزها وضع منتخب بلاده في المباراة النهائية للمرة الأولى منذ لقبه الوحيد على أرضه عام 1990، وتثبيت موقعه كأحد أفضل اللاعبين في صفوف المنتخب الأفضل في نسخة مصر 2019.
اليوم، يعود محرز المتوج في الموسم المنصرم بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي، إلى الملعب ذاته، آملا في قيادة بلاده لرفع الكأس على حساب السنغال ونجمها ماني.
اللاعب الذي نشأ في فرنسا لا سيما مع فريق لوهافر، وعَبَر للدوري الإنجليزي، في مطلع 2014 منضما إلى فريق ليستر سيتي، لم يكن في حساب أشد مشجعي ليستر تفاؤلا، أن يتوج الفريق بعد عامين بلقب الدوري الممتاز (2016). وشكل محرز أحد أفضل عناصرهم في موسم انتهى بنيله جائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز، وأضاف إليها بعد أشهر جائزة أفضل لاعب أفريقي.
انضم محرز في 2018 إلى مانشستر سيتي، ليعمل تحت إشراف المدرب الإسباني الفذ جوسيب غوارديولا، ونجح في موسمه الأول في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي والثلاثية المحلية.
أما ماني فلم تكن مشاركته في نهائيات مصر 2019 سلسة، إذ أهدر ركلة جزاء وسجل أخرى ضد كينيا (3 - صفر) في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول، وأضاع ثانية أمام أوغندا (1 - صفر) في ثمن النهائي، لكنه أدى دورا أساسيا في بلوغ بلاده النهائي للمرة الأولى منذ 2002 بتسجيله ثلاثة أهداف أضاف إليها تمريرة حاسمة.
وسيكون ماني الأمل الأكبر للمنتخب السنغالي لمحو 60 عاما من الفشل على الصعيد القاري، معولا على امتداد النجاح الذي حققه هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز (22 هدفا في صدارة ترتيب الهدافين تشاركا مع زميله المصري محمد صلاح والغابوني بيار - إيمريك أوباميانغ) ودوري أبطال أوروبا الذي توج به في الأول من يونيو (حزيران).
بالنسبة لمدربه في المنتخب آليو سيسيه، فإن ماني «يتمتع بشيء فريد، لا يمكن التنبؤ بأي شيء يقوم به. ليس لديه خطة يمكن أن تحتويه استنادا إليها. في إمكانه أن يصنع الفارق في كل لحظة، بمراوغة، أو تمريرة».
وقد يفتح لقب كأس الأمم الطريق أمام كل من محرز وماني اللذين أحرز كل منهما ثلاثة أهداف في البطولة حتى الآن، للحصول على جائزة أفضل لاعب في أفريقيا.
وسبق لمحرز أن نال جائزة أفضل لاعب في القارة عندما قاد ليستر سيتي إلى الفوز المفاجئ بالدوري الإنجليزي في 2016.