هل يكرر أستون فيلا نفس الأخطاء التي ارتكبها فولهام الموسم الماضي؟

يتحرك نوريتش سيتي وشيفيلد يونايتد بهدوء نسبي في فترة الانتقالات الحالية بعد عودتهما إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن لا يمكن أن نقول نفس الشيء عن نادي أستون فيلا الصاعد حديثا لدوري الأضواء والشهرة، فخلال الأسبوع الجاري توصل النادي إلى اتفاق مع تايرون مينغز، الذي كان يلعب للفريق الموسم الماضي على سبيل الإعارة، للاستمرار مع الفريق بصفة دائمة، كما تعاقد مع المدافع الشاب إزري كونسا، وهو ما يعني أن النادي تعاقد حتى الآن مع سبعة لاعبين في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ولم ينته بعد من جميع الصفقات التي يعتزم إبرامها.
ويرى البعض من خارج النادي أن أستون فيلا يكرر نفس الأخطاء التي ارتكبها نادي فولهام الصيف الماضي. ومع ذلك، من الإنصاف أن نشير إلى أن الصفقات التي أبرمها أستون فيلا لم تكن بدافع من اليأس أو الجشع، لكنها كانت ضرورية للغاية لتدعيم صفوف الفريق، خاصة عندما نعرف أن 14 لاعباً قد رحلوا عن صفوف الفريق الأول في نهاية الموسم الماضي، وهو ما كان يعني أن قائمة الفريق، بقيادة المدير الفني دين سميث، لم تكن تضم سوى 17 لاعبا فقط فوق سن 21 عاما.
ومن الصعب التشكيك في قيمة وأهمية أي صفقة من الصفقات السبع التي أبرمها النادي هذا الصيف، حيث كان أنور الغازي وكورتني هاوز ومينغز يلعبون للنادي على سبيل الإعارة الموسم الماضي؛ في حين انضم جوتا للفريق كجزء من صفقة تبادلية شملت انتقال غاردنر لنادي برمنغهام سيتي المنافس. أما الثلاثة الآخرون فهم بدائل مباشرة للاعبين الذين رحلوا عن الفريق في نهاية الموسم، حيث يُعد مات تارغيت هو الظهير الأيسر الذي سيقدم المنافسة اللازمة مع نيل تايلور بعد نهاية مسيرة آلان هوتون مع النادي؛ كما ضم النادي المهاجم البرازيلي ويسلي مورايس في صفقة قياسية في تاريخ النادي لكي يملأ الفراغ الذي تركه هداف الفريق الموسم الماضي تامي أبراهام، كما سيقوم إزري كونسا بتعويض غياب أكسيل توانزيبي في قلب الدفاع.
ويمكن القول إن أي شخص يُشبه ما يقوم به أستون فيلا هذا الصيف بما قام به فولهام عندما صعد للدوري الإنجليزي الممتاز لا يفهم طبيعة الحاجة الملحة لأي ناد يستعد للعودة للدوري الإنجليزي الممتاز. لقد كان فولهام أيضا بحاجة إلى تعويض بعض اللاعبين قبل الدخول في معترك الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه فشل في إبرام الصفقات التي يريدها في وقت مبكر، لكن أستون فيلا تعلم الدرس جيدا.
لقد تعاقد فولهام مع سبعة لاعبين في أغسطس (آب) الماضي، بما في ذلك خمسة لاعبين في اليوم الأخير من فترة انتقالات اللاعبين، وكان مسؤولو النادي يتصرفون بقدر كبير من اليأس الذي لم يكن ضرورياً على الإطلاق، في محاولة لإجبار اللاعبين على التكيف مع فلسفة النادي في فترة زمنية قصيرة جداً. ومن الواضح أن المدير الفني لأستون فيلا، دين سميث، لديه فلسفته الخاصة التي تحتاج لبعض الوقت لكي يتكيف اللاعبون الجدد عليها، لذا كان يتعين على النادي أن يتحرك سريعا ويتعاقد مع اللاعبين الجدد في أسرع وقت ممكن حتى يكون أمامهم الوقت الكافي للتكيف مع طريقة اللعب التي يطبقها سميث، وبالتالي يجب النظر إلى هذه السرعة في التعاقدات على أنها قرار حكيم وليس متسرعا. وعلى هذا الأساس، فإن انتهاء أستون فيلا من إبرام تعاقداته قبل أسبوع من خوض مبارياته الودية استعدادا للموسم الجديد يعد أمرا منطقيا تماما.
أما المسألة الأخرى التي أثير بشأنها حالة من الجدل فتتعلق بقيمة الصفقات التي عقدها أستون فيلا قبل بداية الموسم الجديد. لقد أثارت صفقة مينغز الكثير من التساؤلات، لكن ليس من جانب أولئك الذين رأوا بأعينهم التأثير الهائل الذي أحدثه اللاعب على أداء الفريق في الموسم الماضي. قد تبدو قيمة الصفقة، التي تبلغ 20 مليون جنيه إسترليني ويمكن أن تصل إلى 26.5 مليون جنيه إسترليني مع إضافة بعض الحوافز المالية الأخرى، على أنها ضخمة بالنسبة للاعب لم يكن الخيار الأساسي في مركزه في نادي بورنموث، لكن هناك بعض الأسباب التي تجعل أستون فيلا ينفق الكثير من الأموال لتدعيم خط الدفاع.
أولاً، يجب الاتفاق على أنه عندما يرى أي مدير فني أن هذا اللاعب أو ذاك غير مناسب لطريقة لعبه فإن هذا لا يعني على الإطلاق أن هذا اللاعب قد لا يكون خيارا ممتازا بالنسبة لناد آخر. وللتأكد من ذلك، يجب عليك أن تسأل مشجعي أستون فيلا إذا كانوا يريدون التعاقد مع ستيف كوك بدلا من مينغز، وسوف تسمع على الفور عبارات ساخرة للغاية، وينطبق نفس الأمر على ناثان آكي، الذي كان سيكلف خزينة النادي ضعف قيمة صفقة انتقال مينغز.
ويتعين علينا أيضا أن نتذكر ما حدث لمينغز في بورنموث. لقد كان مينغز هو الصفقة الأغلى في تاريخ بورنموث عندما جاء من أبسويتش تاون مقابل ثمانية ملايين جنيه إسترليني في عام 2015 (وهو رقم قد يوازي نحو 20 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات اليوم). وبعد ست دقائق فقط من مشاركته في أول مباراة له مع الفريق، تعرض اللاعب لإصابة قوية وخرج من الملعب محمولا على نقالة وغاب عن الملاعب لمدة 18 شهرا كاملة.
ويجب الإشارة أيضا إلى أنه لا يوجد قدر كبير من المغامرة أو المخاطرة في التعاقدات التي أبرمها أستون فيلا حتى الآن، حيث أثبت مينغز بالفعل أنه قادر على تنفيذ مطالب سميث وأنه قائد حقيقي داخل الملعب وداخل غرفة خلع الملابس، كما لعب دوراً محورياً في النجاح الذي حققه الفريق داخل الملعب وخارجه؛ وهي الأمور التي لا يمكن توافرها في الكثير من الصفقات الجديدة.
وقد يكون التعاقد مع ويسلي من كلوب بروج البلجيكي مقابل 22 مليون جنيه إسترليني يحمل قدرا أكبر من المخاطرة، نظرا لأن اللاعب لم يخضع للاختبار من قبل في أحد الدوريات الأوروبية الكبرى، لكن الناس يفترضون أنه سيكون لاعبا جيدا لأنه لاعب برازيلي ويبلغ من العمر 22 عاما فقط! في الحقيقة، يعرف جمهور أستون فيلا جيدا أن مينغز لاعب جيد، بل ويعتقدون أنه يملك الإمكانيات التي تجعله يقدم أفضل من ذلك بكثير. وفي حين قد يشكك كثيرون ممن هم من خارج النادي في قيمة وأهمية هذه الصفقة، فإن مسؤولي وجمهور أستون فيلا يشعرون بسعادة غامرة بعد إبرام هذه الصفقة. ومع ذلك، لا يزال أستون فيلا بحاجة إلى التعاقد مع بعض الوجوه الجديدة، لكن الصفقات التي عقدها النادي حتى الآن تشير إلى أنه يسير على الطريق الصحيحة.