واشنطن تتحرك باتجاه رفض طلبات لجوء مهاجري أميركا الوسطى

تحركت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الاثنين)، لإصدار قرار جديد يعتبر كل المهاجرين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية غير مؤهلين لطلب اللجوء، في آخر محاولة لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
والقرار الجديد الذي يعيد تحديد المؤهلين لطلب اللجوء سيدخل حيز التنفيذ، الثلاثاء، ويترافق ذلك مع شعور البيت الأبيض بالإحباط من فشل الكونغرس في تشديد قوانين الهجرة. وتعد السياسة المتشددة تجاه المهاجرين من ركائز برنامج الرئيس ترمب.
وقال وزير العدل الأميركي بيل بار، في بيان، إن «الولايات المتحدة دولة كريمة لكنها غارقة تماماً في الأعباء المرتبطة باحتجاز مئات الآلاف من الأجانب ومعالجة طلباتهم على طول الحدود الجنوبية». وأضاف: «القرارات الجديدة ستقلّص القدرة على اختيار المحاكم من قبل المهاجرين الاقتصاديين، وهؤلاء الذين يسعون لاستغلال نظام اللجوء الخاص بنا لتأمين دخولهم إلى الولايات المتحدة».
ويستهدف القرار الجديد مئات آلاف المهاجرين من أميركا الوسطى الذين تتيح لهم القوانين البقاء في الولايات المتحدة بعد تقدمهم بطلبات لجوء، والتنقل بحرية، أثناء النظر في قضاياهم التي قد يستغرق بعضها أكثر من عامين.
من جانبه، يأمل رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة، توصل بلاده لاتفاق حول الهجرة مع الولايات المتحدة بشكل منفصل عن هندوراس وغواتيمالا، البلدين الآخرين في «مثلث الشمال» في أميركا الوسطى.
وأعلن أبو كيلة مساء أمس (الاثنين) في مؤتمر صحافي مع فريقه المعني بشؤون الأمن، «نناشد الولايات المتحدة ألا تنظر باتفاق على نطاق مثلث الشمال، بل على نطاق السلفادور». وأضاف أن سياسة الهجرة «أولوية» بالنسبة له، موضحاً أن لذلك السبب توجهت وزيرة خارجيته أليكساندرا هيل، إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع الحكومة والكونغرس. وتابع: «أحياناً يجري اعتبارنا من ضمن مثلث الشمال، وأرى أن ذلك غير عادل، فنحن هنا في السلفادور نكافح الجريمة بشكل مباشر». واعتبر أن «منطقة بأكملها يمكن أن تخضع لعقوبات بسبب تصرفات حكومات ليس لدينا أي تأثير عليها».
وتكثفت الهجرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من هندوراس وغواتيمالا والسلفادور إلى الولايات المتحدة، مع تنظيم «قوافل» مهاجرين من هذه البلدان. وفي يونيو (حزيران)، أثارت صورة جثتي أب وابنته غارقين في نهر ريو غراندي بين المكسيك والولايات المتحدة الحزن والغضب.
وأوقفت واشنطن في مارس (آذار) مساعداتها لدول «مثلث الشمال» بطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يتهم تلك الدول بأنها «لا تفعل شيئاً» لمنع المهاجرين من التوجه إلى الولايات المتحدة.
ويريد ترمب الذي جعل من مكافحة الهجرة غير القانونية إحدى أولوياته، الحد من تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة ورفع مستوى ترحيل المهاجرين الموجودين بشكل سري في البلاد.
وأكد رئيس السلفادور أنه سيناشد مواطنيه حول الهجرة غير الشرعية خلال اجتماع «على مستوى رفيع» مقرر قريباً. وهو يعتزم التوجه بحديثه إلى السلفادوريين المحتجزين على الحدود الجنوبية مع الولايات المتحدة، وكذلك أولئك الذين يحاولون تجاوز الحدود كل يوم، بالإضافة إلى المستفيدين منذ 2001 من وضع الحماية الموقتة الذي ينتهي مفعوله العام المقبل.
وقال أبو كيلة إن المحادثات جارية مع الولايات المتحدة من أجل التوصل لاتفاقية «تأشيرات عمل موقتة» تسمح للسلفادوريين بالذهاب إلى الولايات المتحدة للعمل في مجال الزراعة.
وعلى المستوى الداخلي، أوضح أبو كيلة أن حكومته تبذل أقصى جهد من أجل «ردع الهجرات القسرية وخفضها» ومكافحة الجريمة وخلق فرص عمل.
وحالياً، يعيش أكثر من 3 ملايين سلفادوري في الولايات المتحدة. وبلغت قيمة الأموال التي أرسلوها إلى عوائلهم في عام 2018، 5.46 مليار دولار، أي 16 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في السلفادور.
وبموازاة ذلك، أكد أبو كيلة أنه فيما يتعلق بمسألة المخدرات، وضعت السلفادور اليد على نسبة 75 في المائة من كمية الكوكايين الذي تحاول مجموعات إجرامية إرساله إلى الولايات المتحدة، فيما لم تسيطر هندوراس سوى على نسبة 2 إلى 3 في المائة من هذه الكمية، بينما المعدل العام في دول «مثلث الشمال» بلغ 30 في المائة.