السودان يستحوذ على حصص الشركاء الأجانب في قطاع النفط

السودان يستحوذ على حصص الشركاء الأجانب في قطاع النفط
TT

السودان يستحوذ على حصص الشركاء الأجانب في قطاع النفط

السودان يستحوذ على حصص الشركاء الأجانب في قطاع النفط

في خطوة للاستفادة من موارده البترولية المقدر احتياطيها بملياري برميل نفط، قرر السودان الاستحواذ على حصص الشركاء الأجانب في قطاع النفط بالبلاد، وأن يدير ويستثمر في النفط بواسطة شركاته وكوادره الوطنية، وذلك بعد عجز الشركات العالمية عن تلبية شروط الحكومة السودانية لقيام شراكات جديدة.
وبدأت وزارة النفط في حصر أصول وممتلكات ومعدات الشركات الأجنبية الثلاث العاملة في قطاع النفط، تحت مظلة شركة «النيل الكبرى لعمليات البترول» (جمبوك)، وهي من أكبر شركات النفط السودانية، وذلك تمهيداً للبدء في عمليات التسلم والتسليم، والمتوقع أن تكتمل نهاية الشهر الجاري. والشركات الأجنبية هي الشركة «الصينية الوطنية للنفط»، التي تعمل في السودان منذ تاريخ الحصار الأميركي على السودان عام 1997. وشركة «بتروناس» الماليزية، وشركة هندية.
وتنتهي مدة التعاقد البالغة 20 عاماً مع تلك الشركات بحلول العام المقبل 2020. وعند انتهاء المدة، يعرض الشركاء حصتهم للبيع أو شراء حصص الآخرين.
ووفقاً لمصادر مطلعة في وزارة النفط السودانية وشركة «جمبوك» تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أمس، فإن جميع الشركاء الأجانب لم يجدوا من يشتري حصصهم. ويضيف المصدر أن ما يجري الآن في وزارة النفط بالتعاون مع شركة «جمبوك» من حصر وتدقيق في ملفات تلك الشركات، يأتي في مرحلة تستشرف فيها الدولة عهداً جديداً من شأنه إعادة سيرة السودان إلى عام 2000؛ حيث كان ينتج 700 ألف برميل في اليوم، انخفضت مع انفصال الجنوب عام 2011 بمستويات كبيرة. وزاد التناقص في الإنتاج خلال العشرين عاماً الماضية، وبلغ أدنى مستوى الشهر الماضي إلى أقل من 40 ألف برميل في اليوم.
ويقدر خبراء نفط أن تكون الحكومة السودانية (السابقة) قد حصلت على عائدات مالية من تلك الفترة، تقدر بنحو 200 مليار دولار؛ لكنها لم تضخ للخزينة العامة، ثم أهدرتها الحكومة السابقة ووزراؤها الذين تولوا حقائب النفط، كما يقول الخبراء. وبين المصدر أن الاتفاق مع الشركات الثلاث سيوقع قريباً، متضمناً حقوق العاملين السودانيين، وخريطة كاملة لأعمالهم خلال تلك السنين.
وبينما لم يفصح المصدر عن اتجاه السودان بعد فض هذه الشراكة القائمة من عشرات السنين، للاتجاه نحو الشركات الأميركية، أكد أن بلاده ستعمل جاهدة مع شركائها المرتقبين، للاستفادة من موارد النفط، في دفع خزينة البلاد بالعملات الحرة. ووقع السودان وجنوب السودان الأسبوع الماضي على اتفاقيات لتطوير التعاون في مجال زيادة الإنتاج النفطي، من حقول دولة الجنوب التي أعيدت إلى دائرة الإنتاج النفطي أخيراً.
وشملت الاتفاقيات زيادة الإنتاج النفطي من مربع (5A) وحقل «الوحدة»، و«توما ثاوث»، وفق المرحلة الثانية للخطة الموضوعة لزيادة الإنتاج النفطي، لحاجة البلدين الاقتصادية، ومعالجة التحديات التي تواجه التعاون النفطي. وتضمنت تسهيل وصول المواد الضرورية إلى حقول دولة الجنوب، ومسائل نقل وتصدير نفط دولة الجنوب عبر موانئ السودان.



«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.