وفاة يوسف شريف رزق الله... الناقد المصري الذي «غرس حب السينما بالقلوب»

الناقد السينمائي المصري يوسف شريف رزق الله (أرشيف - رويترز)
الناقد السينمائي المصري يوسف شريف رزق الله (أرشيف - رويترز)
TT

وفاة يوسف شريف رزق الله... الناقد المصري الذي «غرس حب السينما بالقلوب»

الناقد السينمائي المصري يوسف شريف رزق الله (أرشيف - رويترز)
الناقد السينمائي المصري يوسف شريف رزق الله (أرشيف - رويترز)

غيّب الموت صباح اليوم (الجمعة) الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي عن عمر يناهز 77 عاماً، إثر تعرضه لوعكة صحية.
وتخرج رزق الله، الذي يعد أحد أعلام نقاد السينما في مصر، في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام 1966.
وقد عمل محرراً ثم رئيساً للتحرير للنشرات الإخبارية باتحاد الإذاعة والتلفزيون.
أصبح رئيساً لقناة النيل الدولية من 1997 حتى عام 2002، كما شغل منصب رئيس قطاع التعاون الدولي بمدينة الإنتاج الإعلامي، ورئيس جهاز السينما بالمدينة.
وقام رزق الله بإعداد وتقديم الكثير من البرامج في التلفزيون المصري، وقد تمكن من خلال هذه البرامج، التي حظيت بشعبية واسعة، من تعريف الناس بفن السينما، ومدارسه المختلفة.
وشغل الراحل منصب السكرتير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ عام 1987، ثم أصبح مديراً فنياً له منذ عام 2000، وكرّمه المهرجان عام 2018.
وشارك رزق الله أيضاً في لجان التحكيم في مهرجانات كثيرة في فرنسا وإيطاليا وهولندا، وحصل على وسام الفنون والآداب بدرجة «فارس» من الحكومة الفرنسية.
وأعرب الناقد المصري طارق الشناوي عن حزنه الشديد لوفاة رزق الله وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أستاذنا يوسف شريف رزق الله من أعظم النقاد الذين عرفتهم مصر. لقد كان نافذة مصر والعالم العربي على السينما العالمية».
وأضاف: «رزق الله كان البنية التحتية لمهرجان القاهرة السينمائي، ولولاه ما وصل المهرجان للمكانة التي يحظى بها اليوم».
وأشار الشناوي إلى أن آخر لقاء جمعه برزق الله كان قبل 20 يوماً في اللجنة العليا لمهرجان القاهرة، مؤكداً أن الراحل جاء قبل الموعد المحدد وناقش وأدلى برأيه في كل التفاصيل، وتابع: «كان يحسم كل القرارات رغم الوهن الذي كان بادياً على جسده».
من جهته، قال المخرج المصري عمرو سلامة، عبر حسابه على موقع «إنستغرام»: «مع السلامة يا من أحببتنا في السينما... خالص التعازي لذويه وكل محبّي السينما لفقدان واحد من أهم النقاد السينمائيين في مصر والعالم... يوسف شريف رزق الله».
ونشرت جمعية نقاد السينما المصريين بياناً في صفحتها على «فيسبوك» نعت فيه رزق الله أيضاً، الذي قالت عنه إنه «أحد مؤسسي الجمعية والمدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمعلم الذي غرس حب السينما في القلوب».
كما نعته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في بيان واصفة إياه بأنه «الرجل الذي ساهم في زرع حب السينما في آلاف القلوب».



«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.