«العسكري» السوداني يعلن إحباط محاولة انقلابية ويعلن اعتقال 12 ضابطاً

الوساطة الأفريقية المشتركة تسلم الاتفاق النهائي للأطراف السودانية... واجتماعات بين {الجبهة الثورية المسلحة} وقوى التغيير بأديس أبابا

TT

«العسكري» السوداني يعلن إحباط محاولة انقلابية ويعلن اعتقال 12 ضابطاً

اعلن المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان امس، عن احباط محاولة انقلابية فاشلة، تورط فيها عدد من الضباط جرى القبض على 12 منهم. وذكر رئيس لجنة الأمن والدفاع, جمال عمر ان المحاولة الانقلابية فشلت في تحقيق اهدافها، ووعد المواطنين باستتباب الامن والاستقرار، مشيراً الى ان المحاولات الانقلابية لن تتسبب الا بتأزيم الاوضاع وتدهور الأمن. وقال ان بين الضباط الـ12 المتورطين، هناك سبعة من الضباط العاملين في الجيش وجهاز الامن والمخابرات اضافة الى 5 متقاعدين، بينهم قائد المحاولة الانقلابية.
وسلمت الوساطة الأفريقية - الإثيوبية، المشتركة النص النهائي للوثيقة القانونية التي سيعمَل بها خلال الفترة الانتقالية، إلى الأطراف السودانية، ممثلة في المجلس العسكري الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير، في الوقت الذي ينتظر أن تبدأ فيه بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاجتماعات الرسمية بين الحركات المسلحة وقوى الحرية والتغيير، لبحث، قضايا تحقيق السلام ووقف الحرب في البلاد، وإنهاء الجفوة بينها وبين «قوى إعلان الحرية والتغيير»، التي ظهرت إثر توقيع الاتفاق مع المجلس العسكري الانتقالي.
وذكرت مصادر مطلعة، أن الوساطة الأفريقية - الإثيوبية المشتركة سلمت الطرفين مسودة الاتفاق النهائي أول من أمس، رغم حديثها عن إرجاء التسليم لأسباب فنية، وأشارت إلى بعض التحفظات لقوى التغيير حول تفسير بعض العبارات في مسودة الاتفاق.
وأمس، دعت الوساطة الأفريقية المشتركة الصحافيين لحضور تسليم الوثيقة النهائية للاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير، والإعلان الدستوري المرافق لها، بحسب وزارة الإعلام السودانية.
وكانت وزارة الإعلام السودانية (الإعلام الخارجي)، قد وجهت الدعوة للمراسلين الأجانب لحضور التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، قبل أن تعدل دعوتها إلى حضور تسليم الوثيقة النهائية.
من جهة ثانية، قال رئيس حركة تحرير السودان – الشمال، مالك عقار، إن الاجتماعات مع وفد الحرية والتغيير المستمر في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، ستناقش الوثيقة النهائية للاتفاق السياسي، لإنشاء هياكل ومؤسسات الحكم خلال الفترة الانتقالية، «رغم أن الوثيقة لم تصلنا وفق الجدول الموضوع بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري».
وأوضح عقار في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن الاجتماعات ستناقش أيضاً هيكلة قوى الحرية والتغيير، وربط قضية السلام والتحول الديمقراطي، وقضايا أخرى تمت مناقشتها بشأن التنسيق في السابق ومستقبلاً.
ووصف عقار ما يجرى حالياً من لقاءات بين الحركات المسلحة وقوى إعلان الحرية والتغيير، بأنه «مجرد عصف ذهني» توطئة للاجتماعات الرسمية التي ينتظر أن تبدأ اليوم، ولم يتم الاتفاق على شيء حتى الآن.
وأوفدت قوى إعلان الحرية والتغيير الأسبوع الماضي عدداً من قياداتها للقاء قادة الحركات المسلحة المنضوية في تحالف الجبهة الثورية، وهي جزء من قوى إعلان الحرية والتغيير، وأبرزها الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال برئاسة مالك عقار، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
بدوره، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي، رئيس وزراء فنلندا بيكا هافستو خلال لقائه عبد الفتاح البرهان، الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، خطوة مهمة نحو تحقيق الديمقراطية والعدالة والحرية، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي سيعمل مع السودان لتطوير التعاون المشترك بينهما خلال الفترة المقبلة.
وقال هافستو، إن زيارته للسودان تجيء في توقيت مهم، حيث يجري الترتيب للتوقيع النهائي على الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان، وأضاف: «أمام السودان فرصة كبيرة، لتحسين أوضاعه وإدارة الفترة الانتقالية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.