«مبادرات مسك» تطلق «مسرعة أعمال» بشراكة مع «سيد ستارز» و«رؤية للاستثمار»

برنامج للتدريب لمدة 3 أشهر وتمويل بـ100 ألف دولار

رواد الأعمال أمام فرصة للتدريب والحصول على تمويل
رواد الأعمال أمام فرصة للتدريب والحصول على تمويل
TT

«مبادرات مسك» تطلق «مسرعة أعمال» بشراكة مع «سيد ستارز» و«رؤية للاستثمار»

رواد الأعمال أمام فرصة للتدريب والحصول على تمويل
رواد الأعمال أمام فرصة للتدريب والحصول على تمويل

يفتح «مركز المبادرات» في «مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز (مسك الخيرية)»، اليوم الباب أمام أصحاب المنشآت الصغيرة والمشاريع الريادية التقنية (startup) للتسجيل في مشروع «مسرعة أعمال مسك للنمو» الذي يعد حاضنة للأعمال، وذلك بالشراكة مع «سيد ستارز (seedstars)» و«رؤية للاستثمار (Vision Ventures)».
وتتضمن «المسرعة» برنامجاً عالمياً تدريبياً مكثفاً لمدة 3 أشهر، ينتهي بإتاحة الفرصة لدعم عدد من المنشآت الصغيرة والمشاريع الريادية وتمويلها من قبل شركة «رؤية للاستثمار في رأس المال الجريء».
وفي الوقت الذي سيحصل فيه المشاركون المؤهلون على الدعم الإرشادي في نواحٍ عدة كإدارة الخبرات، والقيادة، واستراتيجيات الحصول على التمويل، تسعى «مسرعة أعمال مسك للنمو» بمركز المبادرات إلى المساهمة في نمو ريادة الأعمال بالمملكة، وتطوير البيئة الحاضنة للمشاريع، ودفع عملية نمو الشركات، إلى جانب المساهمة في جلب استثمارات خارجية نوعية إلى المملكة، فضلاً عن زيادة نسبة الشركات الناشئة في السوق المحلية، وتنويع مصادر الدخل.
ومن المقرر أن يسهم البرنامج في استقطاب استثمارات من شركات خارجية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووضع خيارات أكثر لكبرى الشركات الاستثمارية المحلية لدعم المنشآت الريادية التقنية التي ترى فيها تطويراً لأعمالها.
وتحوز المنشآت التي ستظفر باختيار الشركات الكبيرة لها مع نهاية المشروع، تمويلاً استثمارياً بـ100 ألف دولار أميركي (375 ألف ريال)، فيما سيخضع مؤسسو المنشآت الصغيرة لبرنامج عملي لتطوير قدراتهم في ريادة الأعمال بالعاصمة الرياض، وبرنامج آخر عن طريق شبكة الإنترنت، يقدمه خبراء من شركات عالمية.
وتدعم «مسرعة أعمال مسك للنمو» تدريب أصحاب المنشآت الريادية، والشباب المتطلع إلى الوجود بشكل أكبر وفعلي في السوق المحلية، وزيادة نمو مشاريعه، بما يُسهم في خلق أكبر فرص للنجاحات؛ الأمر الذي ينعكس على مؤشرات نمو السوق السعودية، وهو ما قد يكون بوابة لدخول الشركات الأجنبية للاستثمار في المملكة.
وتعد «رؤية للاستثمار» من الشركات الرائدة في «الاستثمار الجريء»، وتم إنشاؤها بواسطة رواد أعمال سعوديين، وتستثمر في المراحل المبكرة للشركات الناشئة لمساعدتها على النجاح والنمو وتحقيق الأحلام، وتركز على الاستثمار في الشركات الموجودة في السعودية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع إمكانية الاستثمار في الشركات العالمية التي تبحث عن التوسع في المنطقة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».