المحكمة العليا الأميركية تعيد النظر في قضية ضلوع السودان بتفجيري كينيا وتنزانيا

المحكمة العليا الأميركية
المحكمة العليا الأميركية
TT

المحكمة العليا الأميركية تعيد النظر في قضية ضلوع السودان بتفجيري كينيا وتنزانيا

المحكمة العليا الأميركية
المحكمة العليا الأميركية

وافقت المحكمة العليا الأميركية أمس، على الاستماع إلى محاولة لإعادة فرض الحصول على تعويضات بقيمة 4.3 مليار دولار لعائلات ضحايا التفجيرات التي نفذها تنظيم القاعدة عام 1998 لسفارتين أميركيتين في كينيا وتنزانيا، واتهم السودان بالتواطؤ فيها.
وكانت تلك التفجيرات قد أودت بحياة 224 شخصاً بينهم 12 أميركياً وجرح الآلاف. ونظر القضاة في استئناف من جانب مئات الأشخاص الذين أصيبوا وأقارب الأشخاص الذين قُتلوا في التفجيرات في سعيهم لإعادة الأضرار العقابية التي قضت محكمة أدنى درجة في عام 2017 بعدم فرضها على السودان، بالإضافة إلى نحو 6 مليارات دولار تعويضات عن التقاضي.
وفرض الإضرار افتراضياً، لأن معظم الدعاوى لم يمثل فيها السودان أمام محكمة ابتدائية للدفاع عن نفسه، ضد المزاعم التي اتهمته بأنه كان يؤوي جماعة القاعدة على أراضيه وقدم دعماً لها ما أدى إلى تنفيذ تلك التفجيرات.
وكانت شاحنة مفخخة انفجرت خارج سفارتي الولايات المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي ودار السلام في تنزانيا، وهما أول هجوم واسع النطاق ينفذه «القاعدة». وبعد 3 سنوات في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، اختطف عناصر يعتقد أنهما من تنظيم «القاعدة» 4 طائرات وهاجموا فيها برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون في العاصمة واشنطن وسقطت طائرة في حقل في ولاية بنسلفانيا، ما أسفر عن مقتل نحو 3000 شخص.
وأقام المدعون دعوى قضائية أمام محكمة اتحادية في واشنطن بموجب قانون الحصانات السيادية الأجنبية لعام 1976، الذي يحظر عموماً رفع دعاوى ضد دول أجنبية باستثناء تلك التي تحددها الولايات المتحدة دولاً راعية للإرهاب، وهو ما ينطبق على السودان الذي تمت إضافته للائحة الدول الراعية للإرهاب عام 1993. كما قدمت مطالبات أخرى بموجب قانون مقاطعة العاصمة الفيدرالية واشنطن.
وبعد رفع الدعوى الأولى عام 2001 في أعقاب تفجير السفارتين، تلاها 6 دعوات شملت أكثر من 700 من المدعين الذين قتلوا أو جرحوا في الهجمات، أو هم من أفراد أسر الضحايا.
ووجد قاضٍ اتحادي أن السودان مسؤول وأمر حكومته بدفع 10.2 مليار دولار، بما في ذلك 4.3 دولار تعويضات عقابية للمدعين.
وفي عام 2017، أيدت محكمة الاستئناف الأميركية في دائرة مقاطعة كولومبيا في واشنطن العاصمة مسؤولية السودان، لكنها قضت بأن التغيير الذي حدث عام 2008 في القانون الذي يسمح بالتعويضات الجزائية قد صدر بعد وقوع التفجيرات ولا يمكن تطبيقه بأثر رجعي.
وحثت إدارة الرئيس دونالد ترمب المحكمة العليا على النظر في القضية وإعادة الحكم في التعويضات الجزائية. وستستمع المحكمة العليا إلى الحجج في القضية خلال فترة ولايتها المقبلة، التي تبدأ في أكتوبر (تشرين الأول) مع صدور حكم قبل يونيو (حزيران) 2020.
ومنعت المحكمة في شهر مارس (آذار) الماضي، البحارة الأميركيين الذين اتهموا السودان بالتواطؤ في تمكين تنظيم القاعدة من مهاجمة المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» عام 2000، الذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً من الحصول على تعويضات الأضرار.
وإلى جانب الدعوى القضائية المتعلقة بتفجير السفارتين، أدين عدد من المتهمين في المحاكم الجنائية الأميركية بتلك الهجمات أيضاً.


مقالات ذات صلة

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.