مونييه لاعب بنين: نحن منتخب السناجب وهي معروفة بقوتها

مهاجم هيدرسفيلد يؤكد بعد تعادل بلاده مع غانا في كأس الأمم الأفريقية أنها البداية والآتي أفضل

المهاجم البنيني ستيف مونييه (يمين) في المواجهة أمام غانا (أ.ف.ب)
المهاجم البنيني ستيف مونييه (يمين) في المواجهة أمام غانا (أ.ف.ب)
TT

مونييه لاعب بنين: نحن منتخب السناجب وهي معروفة بقوتها

المهاجم البنيني ستيف مونييه (يمين) في المواجهة أمام غانا (أ.ف.ب)
المهاجم البنيني ستيف مونييه (يمين) في المواجهة أمام غانا (أ.ف.ب)

مر المهاجم البنيني ستيف مونييه بأفضل النجاحات وأقسى الإخفاقات في وقت واحد تقريبا خلال هذا العام، فمع نادي هيدرسفيلد تاون الإنجليزي مر مونييه بأصعب موسم في مسيرته الكروية على مستوى الأندية حتى الآن، لكنه حقق نجاحا مذهلا مع منتخب بلاده بنين، ومن الممكن أن يحقق مزيدا من النجاحات مع منتخب «السناجب» في بطولة كأس الأمم الأفريقية - التي تحتضنها مصر خلال الفترة بين 21 يونيو (حزيران) الجاري و19 يوليو (تموز) المقبل - والتي بدأت بالفعل بعد أن اقتنص منتخب بنين نقطة ثمينة في بداية مشواره بكأس أمم أفريقيا، وذلك بعد تعادله مع نظيره الغاني 2 - 2 الثلاثاء، في الجولة الأولى. وعن هذه النتيجة يقول مونييه: «هذه هي البداية وما هو قادم أفضل».
وتعد هذه هي المشاركة الأولى لمنتخب بنين في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2010، والمرة الرابعة بشكل عام. يقول مونييه: «لم تفز بنين بأي مباراة في بطولة كأس الأمم الأفريقية من قبل، لذا إذا حققنا الفوز في مباراة واحدة فسوف ندخل التاريخ، وسيكون هذا شيئا عظيما بالنسبة لنا. لا يهم اسم المنتخب الذي يجب أن نحقق الفوز عليه، فهدفنا الأول هو أن نفوز بأي مباراة، ثم ننظر ما إذا كان بإمكاننا تجاوز دور المجموعات». وفي حال تحقيق بنين لأي فوز، فسيكون هذا إنجازا جيدا في حقيقة الأمر، نظرا لأنها تقع في مجموعة قوية تضم إلى جانبها كلا من الكاميرون، حاملة اللقب والتي تعد أحد المرشحين للفوز بالبطولة، ومنتخب غانا بخبراته الكبيرة في القارة السمراء، بالإضافة إلى منتخب غينيا بيساو.
وستكون البطولة أيضا بمثابة فرصة مثالية لمونييه لكي ينسى الإخفاق الكبير له مع نادي هيدرسفيلد تاون الموسم الماضي. فبعد أداء جيد للغاية في أول موسم له مع النادي الإنجليزي فور انضمامه إليه قادما من نادي مونبيليه الفرنسي عام 2017 مقابل 11.5 مليون جنيه إسترليني، هبط أداء مونييه بشكل ملحوظ، كما الحال مع الكثير من زملائه في الفريق، الموسم الماضي والذي انتهى بهبوط هيدرسفيلد تاون من الدوري الإنجليزي الممتاز.
يقول مونييه: «سيبقى هذا الموسم دائماً في ذهني، وسيظل ذلك فشلا كبيراً في مسيرتي المهنية، فالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى يعد تجربة سيئة لا يريد أي لاعب أن يمر بها. بالطبع سوف تساعدني بطولة كأس الأمم الأفريقية على نسيان ما حدث بعض الشيء، لكنني سأفكر دائما فيما حدث هذا الموسم. لكن هناك مثل يقول إن الشيء الذي لا يقتلك يجعلك أقوى، ولذا سوف أستخلص العبر والدروس مما حدث في هذا الموسم لكي تساعدني في الفترة المقبلة».
ويبدو أن مونييه عازم النية على الظهور بكل قوة خلال الفترة المقبلة، حيث تألق مع منتخب بلاده استعدادا لانطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية وسجل ثلاثة أهداف في المباراة الودية أمام موريتانيا. ويعد مونييه، الذي انتقل إلى فرنسا مع والديه عندما كان في الرابعة من عمره، من الركائز الأساسية في منتخب بنين. وفي مارس (آذار) الماضي، ساعد مونييه منتخب بنين على ضمان التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بمصر عندما أحرز هدفا حاسما في آخر مباريات منتخب بلاده في التصفيات أمام توغو.
يقول مونييه عن تلك المباراة التي أقيمت في بنين، والتي شهدت حماسا جماهيريا غير مسبوق: «لقد كانت هذه واحدة من أفضل اللحظات في مسيرتي الكروية على الإطلاق، وتنتابني القشعريرة كلما أفكر في الأمر». ويشير مونييه إلى أن أهمية تلك المباراة بالنسبة له لا تتمثل فقط في الهدف الحاسم الذي أحرزه، ولكن أيضا لأنها تعد علامة فارقة في مسيرة منتخب بلاده.
يقول مونييه: «على مدار أسبوع كامل قبل بداية المباراة، كنا نشعر بحماس غير مسبوق في جميع أنحاء البلاد. لقد سمعت أن بعض الناس جاءوا من شمال البلاد لمشاهدة المباراة وناموا في الملعب في الليلة السابقة. لقد أظهر ذلك مدى أهمية المباراة لشعب بنين. وعندما اقتربنا من الملعب، رأينا الكثير من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الدخول لأنه كان ممتلئاً عن آخره. لقد كان الضغط كبيرا للغاية».
وبالفعل كان الضغط كبيرا للغاية على لاعبي بنين، لأن المباراة كانت أمام منتخب توغو الذي سبق وأن تأهل إلى كأس الأمم الأفريقية عام 2017 على حساب بنين بعد خسارة الأخيرة أمام مالي بخمسة أهداف مقابل هدفين في اليوم الأخير من التصفيات. لذلك، عندما أحرز إيمانويل أديبايور هدف التعادل لتوغو في الدقيقة 72 من عمر اللقاء الذي أقيم في شهر مارس الماضي، كان الجمهور البنيني يخشى من تكرار نفس الأمر والفشل في التأهل لكأس الأمم الأفريقية. لكن مونييه بدد هذه المخاوف وسجل هدف الفوز في الدقيقة 83، ليساعد منتخب بلاده على احتلال المركز الثاني في المجموعة خلف الجزائر والتأهل للبطولة. ويرى مونييه أن الفوز في هذه المباراة يعكس حجم التقدم الذي طرأ على كرة القدم في بنين.
ويقول: «اللاعبون المحترفون يتعين عليهم أن يحولوا الضغوط إلى دوافع إيجابية، وإذا تمكنوا من تحقيق ذلك فسيقدموا أداء رائعا. قبل عام من الآن، كان من الممكن أن أشعر بأنه يمكننا أن نستقبل هدفا آخر ونخسر المباراة، لكن هذه المرة أصبح لدينا الثقة التي تمكننا من اللعب بكل هدوء. لقد كنا نعرف أننا لن نقبل الخسارة في هذه المباراة، لذا فالخبرات التي اكتسبناها كانت مهمة للغاية».
وإذا كان مونييه سيشكل تهديداً كبيراً على مرمى الفرق المنافسة في البطولة، فنفس الأمر ينطبق على زميله ستيفان سيسيغنون، المهاجم البالغ من العمر 35 عاما والذي لعب من قبل لسندرلاند وويست بروميتش ألبيون والذي يحتاج إلى هدف واحد فقط ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب بنين. يقول مونييه: «نحن لسنا معروفين، ولا يلعب بعض اللاعبين في أفضل الدوريات، لكنهم يستحقون اللعب في مستويات أعلى. أشعر بأننا سنفاجئ الكثيرين في هذه المسابقة. وإذا كانت بعض الأندية تبحث عن لاعبين جيدين فأعتقد أنها ستجد صفقات رائعة في منتخب بلادنا!» وقد تعاقد نادي ألافيس الإسباني بالفعل مع المدافع البنيني أوليفييه فيردون من سوشو الفرنسي.
وتحدث مونييه بحماس شديد عن المواهب الشابة في بنين، مشيرا إلى أن هذا الأمر جعله يفكر في إنشاء أكاديمية للناشئين هناك. وأضاف: «عندما يكون لديك البنية التحتية اللازمة والملاعب وكل الأشياء الجيدة التي تساعدك على العمل، فيمكنك حينئذ أن تصنع لاعبين عظماء قادرين على اللعب في أي دوري في العالم». وأشار مونييه إلى أنه ينشئ مؤسسة أخرى «لرد الجميل، واستخدام النفوذ والأموال التي حصلت عليها في محاولة لمساعدة الناس في بلدي».



بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
TT

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مع الرئيس السنغالي بشيرو ديوماي فاي، ناقشا خلالها الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، حيث يتصاعد خطر الجماعات الإرهابية، حسب ما أعلن الكرملين. وقال الكرملين في بيان صحافي، إن المباحثات جرت، الجمعة، بمبادرة من الرئيس السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل».

الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي (أ.ب)

الأمن والإرهاب

وتعاني دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المحاذية للسنغال، من تصاعد خطر الجماعات الإرهابية منذ أكثر من عشر سنوات، ما أدخلها في دوامة من عدم الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية المتتالية.

وتوجهت الأنظمة العسكرية الحاكمة في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، نحو التحالف مع روسيا التي أصبحت الشريك الأول لدول الساحل في مجال الحرب على الإرهاب، بدلاً من الحلفاء التقليديين؛ فرنسا والاتحاد الأوروبي.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

وبموجب ذلك، نشرت روسيا المئات من مقاتلي مجموعة (فاغنر) في دول الساحل لمساعدتها في مواجهة تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما عقدت صفقات سلاح كبيرة مع هذه الدول، حصلت الأخيرة بموجبها على طائرات حربية ومعدات عسكرية متطورة ومسيرات.

ومع ذلك لا تزالُ الجماعات الإرهابية قادرة على شن هجمات عنيفة ودامية في منطقة الساحل، بل إنها في بعض الأحيان نجحت في إلحاق هزائم مدوية بمقاتلي «فاغنر»، وقتلت العشرات منهم في شمال مالي.

في هذا السياق، جاءت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، حيث قال الكرملين إن المباحثات كانت فرصة لنقاش «الوضع في منطقة الصحراء والساحل وغرب أفريقيا، على خلفية عدم الاستقرار المستمر هناك، الناجم عن أعمال الجماعات الإرهابية».

وتخشى السنغال توسع دائرة الأعمال الإرهابية من دولة مالي المجاورة لها لتطول أراضيها، كما سبق أن عبرت في كثير من المرات عن قلقها حيال وجود مقاتلي «فاغنر» بالقرب من حدودها مع دولة مالي.

الرئيس إيمانويل ماكرون مودعاً رئيس السنغال بشير ديوماي فاي على باب قصر الإليزيه (رويترز)

وفي تعليق على المباحثات، قال الرئيس السنغالي في تغريدة على منصة «إكس» إنها كانت «ثرية وودية للغاية»، مشيراً إلى أنه اتفق مع بوتين على «العمل معاً لتعزيز الشراكة الثنائية والسلام والاستقرار في منطقة الساحل، بما في ذلك الحفاظ على فضاء الإيكواس»، وذلك في إشارة إلى (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)، وهي منظمة إقليمية تواجه أزمات داخلية بسبب تزايد النفوذ الروسي في غرب أفريقيا.

وكانت الدول المتحالفة مع روسيا (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) قد جمدت عضويتها في المنظمة الإقليمية، واتهمتها بأنها لعبة في يد الفرنسيين يتحكمون فيها، وبدأت هذه الدول الثلاث، بدعم من موسكو، تشكيل منظمة إقليمية جديدة تحت اسم (تحالف دول الساحل)، هدفها الوقوف في وجه منظمة «إيكواس».

صورة جماعية لقادة دول مجموعة «إكواس» في أبوجا السبت (رويترز)

علاقات ودية

وفيما يزيد النفوذ الروسي من التوتر في غرب أفريقيا، لا تتوقف موسكو عن محاولة كسب حلفاء جدد، خاصة من بين الدول المحسوبة تقليدياً على فرنسا، والسنغال تعد واحدة من مراكز النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، حيث يعود تاريخ الوجود الفرنسي في السنغال إلى القرن السابع عشر الميلادي.

ولكن السنغال شهدت تغيرات جذرية خلال العام الحالي، حيث وصل إلى الحكم حزب «باستيف» المعارض، والذي يوصف بأنه شديد الراديكالية، ولديه مواقف غير ودية تجاه فرنسا، وعزز هذا الحزب من نفوذه بعد فوزه بأغلبية ساحقة في البرلمان هذا الأسبوع.

وفيما وصف بأنه رسالة ودية، قال الكرملين إن بوتين وديوماي فاي «تحدثا عن ضرورة تعزيز العلاقات الروسية السنغالية، وهي علاقات تقليدية تطبعها الودية، خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية».

ميليشيا «فاغنر» تتحرك على أرض مالي ومنطقة الساحل (رويترز)

وأضاف بيان الكرملين أن الاتفاق تم على أهمية «تنفيذ مشاريع مشتركة واعدة في مجال الطاقة والنقل والزراعة، خاصة من خلال زيادة مشاركة الشركات الروسية في العمل مع الشركاء السنغاليين».

وفي ختام المباحثات، وجّه بوتين دعوة إلى ديوماي فاي لزيارة موسكو، وهو ما تمت الموافقة عليه، على أن تتم الزيارة مطلع العام المقبل، حسب ما أوردت وسائل إعلام محلية في السنغال.

وسبق أن زارت وزيرة الخارجية السنغالية ياسين فال، قبل عدة أشهر العاصمة الروسية موسكو، وأجرت مباحثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، حول قضايا تتعلق بمجالات بينها الطاقة والتكنولوجيا والتدريب والزراعة.

آثار الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بدكار في 9 فبراير (رويترز)

حياد سنغالي

رغم العلاقة التقليدية القوية التي تربط السنغال بالغرب عموماً، وفرنسا على وجه الخصوص، فإن السنغال أعلنت اتخاذ موقف محايد من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وطلبت قبل أشهر من السفير الأوكراني مغادرة أراضيها، بعد أن أدلى بتصريحات اعترف فيها بدعم متمردين في شمال مالي، حين كانوا يخوضون معارك ضد الجيش المالي وقوات «فاغنر».

من جانب آخر، لا تزالُ فرنسا الشريك الاقتصادي الأول للسنغال، رغم تصاعد الخطاب الشعبي المعادي لفرنسا في الشارع السنغالي، ورفع العلم الروسي أكثر من مرة خلال المظاهرات السياسية الغاضبة في السنغال.

ومع ذلك، لا يزالُ حجم التبادل التجاري بين روسيا والسنغال ضعيفاً، حيث بلغت صادرات روسيا نحو السنغال 1.2 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يمثل 8 في المائة من إجمالي صادرات روسيا نحو القارة الأفريقية، في المرتبة الثالثة بعد مصر (28 في المائة) والجزائر (20 في المائة). ولا يخفي المسؤولون الروس رغبتهم في تعزيز التبادل التجاري مع السنغال، بوصفه بوابة مهمة لدخول أسواق غرب أفريقيا.