جوناثان برنستين
TT

ترمب ليس في حاجة إلى مهاجمة إيران

كتب زميلي كاتب الرأي بوكالة أنباء «بلومبرغ» مارك غونلوف الخميس الماضي: «إما أن تنزلق أميركا في حرب مع إيران وإما لا تنزلق، فهذا يتوقف على الوقت وعلى الظروف وكذلك على مدى الشره للقتال لصانع قرار الحرب في ذلك الوقت».
ثم أصبحت الأمور غير مستقرة.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد «وافق الرئيس ترمب على توجيه ضربات عسكرية ضد إيران رداً على إسقاط طائرة استطلاع أميركية بدون طيار، لكنه تراجع عن قراره مساء الخميس بعد يوم من تزايد التوترات».
من أين نبدأ؟ بصراحة، أنا في حيرة من أمري. من الواضح أن الرئيس يأمر بشن ضربات عسكرية ثم يأمر بإلغائها أو تأجيلها في حين أن لديه وزير دفاع بالإنابة ووزير سلاح جو بالإنابة. وبعد ذلك سلم القرارات الرئيسية إلى مستشار الأمن القومي. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الرئيس ترمب يتشاور مع مقدمي أخبار سذج لتحضير الأسئلة المهمة التي قد توجه له بشأن فترة رئاسته.
لا يبدو الأمر كما لو أن جولات الأزمات السابقة قد تم حلها. ليست الحرب التجارية مع الصين، وليست المعاملة المروعة التي تتلقاها العائلات المهاجرة على الحدود الأميركية، وليست المواجهات في فنزويلا (التي يبدو أن ترمب قد شعر بالملل منها وقرر الابتعاد عنها).
أما بالنسبة لما ينوي الرئيس ترمب فعله في إيران، يقول بيتر بيكر: «لقد تأرجح لعامين ونصف العام بين التهديدات العدائية ضد أعداء أميركا ووعده بإخراج الولايات المتحدة من حروب الشرق الأوسط المستعصية. والآن كان عليه أن يختار». ومع ذلك، بدلاً من الاختيار، يبدو أنه يمضي بسرعة كبيرة في كلا الاتجاهين في وقت واحد.
حتى لو فسرنا الشك في صالح ترمب، على افتراض - من دون دليل - أن ما حدث كان في الواقع خطة مدروسة تم تصميمها لتبدو وكأنها فوضى بالنسبة للبعض وعلى أنها غير معقولة لكنها معقولة بالفعل، لا يزال من الصعب تخيل كيف يمكن للحلفاء أن يكون لديهم ثقة في الإدارة التي يبدو أنها تتصرف بشكل متهور للغاية.
بالعودة إلى يوم الخميس، لا يزال هناك من يقدم طروحات حول أن إسقاط طائرة بدون طيار لا ينبغي أن يؤدي إلى تصعيد بصورة تخرج عن السيطرة، وهذا في حد ذاته أمر مطمئن إلى حد ما.
لكن في الوقت نفسه، ستتلقى سمعة ترمب المهنية في واشنطن (وفي مختلف العواصم) ضربة في نفس اليوم الذي تعرض فيه الرئيس لهزيمة أخرى في مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية. من غير المحتمل أن يكون لأي من ذلك تأثير مباشر على مدى قبول الناس لترمب أو فرص إعادة انتخابه. لكنها ستقلل من احتمال قيام أي شخص بأي شيء يريده هذا الرئيس.
- بالاتفاق مع «بلومبرغ»