المنتخب المصري يواجه الكونغو بحثاً عن انتصار ثانٍ وتأهل مبكر للدور الثاني

يتطلع المنتخب المصري إلى تحقيق انتصاره الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي يستضيفها على أرضه، عندما يواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى التي تشهد لقاء آخر ساخنا بين أوغندا وزيمبابوي، فيما تلعب نيجيريا مع غينيا ضمن المجموعة الثانية.
وحقق المنتخب المصري فوزه الأول في المباراة الافتتاحية على زيمبابوي بهدف وحيد لجناحه محمود حسن «تريزيغيه»، لكنه لم يكن كافيا لمنح منتخب الفراعنة صدارة المجموعة نظرا لفوز أوغندا المفاجئ على الكونغو الديمقراطية 2 - صفر.
على استاد القاهرة الدولي ستكون الجماهير على موعد مع مباراتين متتاليتين الأولى بين أوغندا وزيمبابوي وتليها مباراة مصر والكونغو.
وسيكون المنتخب المصري حامل الرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة (7 مرات) مطالبا بتقديم عرض يبعث بالثقة لجماهيره بأن هذا الفريق قادر على المضي قدما في هذه البطولة والمنافسة على لقبها، بعد الأداء غير المرضي في مباراة الافتتاح. ويمكن للفوز أن يحسم بشكل كبير تأهل مصر للدور ثمن النهائي، بينما سيقضي بشكل كبير على آمال الفريق الكونغولي.
ويحظى المنتخب الكونغولي بذكريات رائعة في مصر حيث توج تحت اسمى (منتخب زائير) بلقبه الثاني في البطولة عام 1974 بعد الفوز على أصحاب الأرض 3 - 2 في قبل النهائي.
ويدرك الفراعنة أن المنافس الكونغولي لم يعد أمامه ما يخسره ويحاول بقوة الضغط للحصول ولو على نقطة تعيد له الأمل في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل للدور الثاني أو الوجود ضمن أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث.
ويفكر الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة المكسيكي خافيير أغيري بالدفع بمحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي كمهاجم صريح على حساب مروان محسن.
وتنتظر الجماهير المصرية من محمد صلاح المتوج مع فريقه ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا، أن يظهر بعضا من أدائه المبدع مع فريقه الإنجليزي ويقود البلاد للقب القاري الثامن. وبرز صلاح في بعض من الوقت خلال المباراة الأولى لكنه لم يتمكن من تحويل عدد من الفرص التي أتيحت له، إلى هدف أول له في النسخة الحالية من بطولة أمم أفريقيا، إلى أن أتى الفرج للمصريين بهدف للجناح تريزيغيه من مجهود فردي.
وأكد أغيري أمس خلال مؤتمر صحافي أن منتخب مصر جاهز تماما لمواجهة الكونغو ولا توجد أي مشكلة بخصوص مشاركة أي لاعب، خصوصا قلب الدفاع أحمد حجازي وزميله لاعب الوسط عمرو وردة (الذي طالب كثيرون بإبعاده لسلوكه الأخلاقي).
وأشار أغيري إلى أن حجازي الذي أصيب بكسر في عظمة الأنف خلال لقاء الافتتاح أمام زيمبابوي، أصبح جاهزا للعب اليوم مرتديا قناعا واقيا للوجه، ولا توجد لديه أزمة في التشكيلة التي ستخوض المباراة.
وبسؤال «الشرق الأوسط» عن موقف المهاجم وردة لاعب أتروميتوس اليوناني وما تردد حول حقيقة استبعاده بعد ما أثير عن سلوكياته خلال معسكر المنتخب، بعدما اتهمت عارضة أزياء مصرية تقيم في دبي اللاعب الدولي بملاحقتها ومضايقتها عبر تعليقات مسيئة على إنستغرام، أجاب أغيري: «لا توجد لدى وردة أي مشكلة فنية أو سلوكية وهو موجود معنا ضمن التشكيلة». ويذكر أن القائمين على الجهاز الإداري للمنتخب عملوا على احتواء أزمة اللاعب وردة خاصة بعدما أصبحت حديث البرامج الرياضية، وتردد أن بعض المسؤولين تواصلوا مع الفتاة وقدموا لها الاعتذار، كما تم سحب هواتف اللاعبين الموجودين بالمعسكر.
وأكد أغيري على أن مشكلة التجانس التي ظهرت في المباراة الأولى وعدم الانسجام بين اللاعبين تبدو طبيعية لأنهم تجمعوا قبل وقت قصير من انطلاق البطولة، لكن هذا الأمر سيتحسن مع توالي المباريات. وعاد أغيري ليؤكد على أن الفريق متحد ويعمل ككتلة واحدة، وأن اللاعبين جاهزون لمواجهة الكونغو، وقال: «نعلم أن منافسنا يمتلك فريقا جيدا، وخسارته في المباراة الأولى أمام أوغندا لا تقلل من إمكاناته، عملنا على دراسة الكونغو ونتوقع مباراة قوية (اليوم)». وأشاد المدرب المكسيكي بمهاجمه محمد صلاح وأكد أنه مثال يحتذى به، ويعمل من أجل الفريق.
وحول النجاعة الهجومية المفقودة في منتخب مصر أوضح أغيري: «خلال مباراة زيمبابوي سددنا 17 كرة على المرمى لكننا سجلنا مرة واحدة، أتمنى أمام الكونغو أن نصل إلى 25 تسديدة ونسجل مزيدا من الأهداف».
وقال أحمد المحمدي قائد منتخب مصر: «صلاح معتاد على الضغوط، لكنه لا يمكن أن يتحمل كل أعباء الفريق، جميع اللاعبين عليهم تحمل مسؤولياتهم».
وأكد المحمدي أن الجميع في منتخب مصر عازمون على تحقيق الفوز على الكونغو، مشيرا إلى أنه تم تجاوز ما أثير مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن سلوكيات بعض اللاعبين ولا توجد مشكلة حاليا.
في المقابل، سيحاول منتخب الكونغو الديمقراطية تعويض خسارته غير المتوقعة في المباراة الأولى أمام أوغندا، والتي وصفها اللاعب يوسف مولومبو بأنها «خذلت البلاد».
وأشار فلوران إيبينغي المدير الفني لمنتخب الكونغو الديمقراطية لكرة القدم إلى أن الخسارة من أوغندا كانت صعبة ولكنها الحياة، ويجب فورا العمل والتجهيز لمواجهة المنتخب المصري.
واعترف إيبينغي بأن فريقه قدم أداء سيئا أمام أوغندا لكنه تعهد بالعمل على الرد إيجابيا في مباراة مصر.
وقال: «هدفنا هو الفوز والعودة لأجواء المنافسة على بطاقة التأهل... سنعمل أمام مصر على عدم الخسارة والخروج ولو بنقطة تساعدنا في البقاء بدائرة المنافسة. سنلعب بفلسفة إذا لم تفز، فعليك ألا تخسر وهدفنا النقطة».
وفي المباراة الثانية بالمجموعة تسعى أوغندا لإثبات أن ما حققته في المباراة الأولى لم يكن مفاجأة رغم أن الفوز كان الأول للمنتخب في البطولة القارية منذ 41 عاما. وشدد المدرب الفرنسي للمنتخب سيباستيان ديسابر على أن الثنائية النظيفة في اللقاء الأول، لا يجب أن تمنح فريقه الاطمئنان للتأهل للدور الثاني، وقال: «كان الفوز بعد هذا الوقت الطويل مذهلا، لكن علينا أن نبقى متواضعين ومركزين. أداء زيمبابوي ضد مصر أثار إعجابي، ولن نتمكن من الحصول على ثلاث نقاط إضافية إلا من خلال أداء بطولي».
وفي حال تمكن المنتخبان المصري والأوغندي من تحقيق الفوز اليوم، سيضمنان التأهل إلى الدور ثمن النهائي إذ سيصبح رصيد كل منهما ست نقاط مقابل دون أي نقطة لزيمبابوي والكونغو الديمقراطية، ما سيجعل الأخيرين يتنافسان على بطاقة تأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست.
وفي استاد الإسكندرية وضمن الجولة الثانية للمجموعة الثانية سيكون المنتخب النيجيري على موعد مع اختبار صعب أمام نظيره الغيني اليوم أيضا.
ولم تقدم نيجيريا التي تعتبر على الورق من المنافسين على اللقب، أداء مقنعا في الجولة الأولى، وانتزعت فوزا صعبا 1 - صفر من بوروندي الوافدة الجديدة إلى البطولة. أما غينيا فحققت التعادل 2 - 2 أمام مدغشقر التي تشارك أيضا للمرة الأولى في المحفل القاري.
واعتبر المدرب الألماني للمنتخب النيجيري غرينوت رور أن عوامل عدة أسهمت في الأداء المتواضع لفريقه في المباراة الأولى، منها الطقس الحار بمصر حاليا، وعدم اعتياد عدد من اللاعبين العائدين من أوروبا عليه.
وتأمل نيجيريا في تقديم أداء أفضل أمام غينيا وتدرك أن الفوز سيضمن لها مقعدا بالدور الثاني، لكن رور توقع أن يواجه فريقا صلبا.
وأضاف: «نعاني من إصابات كثيرة في صفوف الفريق، لكن صامويل كالو بات جاهزا للمشاركة، ونأمل أن نخرج بنتيجة إيجابية».