مانشستر يونايتد ولغز عدم تعيين مدير للكرة حتى الآن

في الوقت الذي أعلن فيه النجم الفرنسي بول بوغبا عن رغبته في خوض تحد جديد في مكان آخر، ربما يكون على الأرجح ريال مدريد الإسباني، تشير بعض التقارير إلى أن نائب الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، إيد وودوارد، قد دخل في صراع مع عضو مجلس إدارة بارز يريد أن يدفع بمكتشف النجوم ستيف والش في منصب مدير الكرة بالنادي.
وفي الحقيقة، يمكننا أن نتفهم تحفظات وودوارد بشأن تعيين وولش مديرا للكرة، لأنه إذا كان وولش يستحق الإشادة نظرا لأنه هو من جلب النجم الفرنسي نغولو كانتي والجزائري رياض محرز إلى ليستر سيتي، فإنه نفس الرجل الذي يستحق النقد الشديد واللوم لأنه أنفق أموالا طائلة في إيفرتون في بداية موسم 2017-2018 وتعاقد مع عدد لا حصر له من اللاعبين في خط الوسط، وانتهى الأمر بهجوم جمهور النادي على المدير الفني للفريق سام ألاردايس بسبب سوء الأداء والنتائج.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الدور الذي يلعبه السير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد الآن؟ وكم عدد الصفقات التجارية التي أبرمها؟ صحيح أن فيرغسون قد لعب دورا مهما في كرة القدم في مانشستر يونايتد لفترة طويلة، لكنه فشل أيضا عندما أقنع مجلس إدارة النادي بأن ديفيد مويز هو الخيار المناسب لتولي مهمة تدريب الفريق؛ حيث فشل مويز فشلا ذريعا ورحل عن الفريق من دون أن يحقق أي شيء.
وبالتالي، يجب أن تُترك هذه الأمور لإيد وودوارد، على الأقل حتى يقوم النادي بتعيين مدير للكرة. ألم يحن الوقت لكي يتخذ النادي هذه الخطوة ويعين مديرا للكرة الآن؟ في الواقع، يتحدث النادي عن تعيين مدير للكرة للمرة الأولى في تاريخ النادي منذ الصيف الماضي، وبالتحديد منذ أن كان المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو يطالب بالتعاقد مع لاعبين جدد.
وكان هناك تفكير في ذلك الوقت في أن مانشستر يونايتد بات بحاجة ماسة إلى تسهيل وتطوير عملية التعاقد مع اللاعبين الجدد حتى تصبح الأمور أكثر سلاسة، وقد تم إعادة النظر في الموضوع بعد رحيل مورينيو في ديسمبر (كانون الأول). وتم ترشيح بول ميتشل، الذي سبق له العمل في كل من ساوثهامبتون وتوتنهام. كما كان هناك حديث عن احتمال إسناد المهمة لمدافع الفريق السابق ريو فيرديناند، على الرغم من عدم وجود أدلة على أن فيرديناند سينجح في هذه المهمة الصعبة للغاية. وأشارت تقارير أخرى إلى أن النادي يفكر في إسناد المهمة إلى لاعبه السابق دارين فليتشر.
ومع ذلك، استمر البحث عن مدير للكرة، ومن المرجح أن يواصل مانشستر يونايتد، الذي بات يعاني بعد فشله في التأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا، الاعتماد على وودوارد فيما يتعلق بالتفاوض مع اللاعبين الجدد الذين يريد النادي التعاقد معهم قبل انطلاق الموسم الجديد، الذي ستسعى خلاله أندية إيفرتون وليستر سيتي وواتفورد ووستهام يونايتد للتفوق على مانشستر يونايتد واحتلال مركز أفضل منه في جدول الترتيب!
وفي الحقيقة، يجب ألا تسير الأمور بهذه الطريقة في مانشستر يونايتد. ويتعين علينا أن نستمع جيدا إلى تصريحات المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد لويس فان غال التي أشار فيها إلى طبيعة الدور الذي يجب أن يقوم به مدير الكرة في الفريق، وسندرك حينها وعلى الفور أن تطبيق نظام مناسب في هذا الشأن يتطلب عملا شاقا للغاية. وقال المدير الفني الهولندي في حواره مع صحيفة «الغارديان» الشهر الماضي: «أنت بحاجة إلى أن تكون على دراية تامة باللعبة وطرق التدريب وخبرات الإعداد وتعليم الشباب واكتشاف المواهب الواعدة، كما يتعين عليك أن تفكر في بناء وهيكل النادي».
وأشار فان غال إلى أنه لم يُسأل قط عن كرة القدم عندما أجرى مقابلة مع مسؤولي مانشستر يونايتد في عام 2014 قبل توليه مهمة تدريب الفريق، وبالتالي أصبح من السهل الآن أن نرى كيف نقل النادي مهمة تدريب الفريق من فان غال الذي تعتمد فلسفته في المقام الأول والأخير على الاستحواذ على الكرة إلى جوزيه مورينيو الذي يتعامل مع الأمور بطريقة عملية وبرغماتية تماما ثم إلى مدير فني مؤقت لا يمتلك خبرات كبيرة مثل أولي غونار سولسكاير!
ولا يتعين على مانشستر يونايتد أن ينظر بعيداً ليرى كيف تستفيد الأندية عندما لا يشعر المدير الفني بالقلق بشأن الخلل الوظيفي في النادي بعيدا عن الملعب، فعندما ننظر إلى مانشستر سيتي، على سبيل المثال، سنجد أن هذا النادي رغم كل المليارات التي ينفقها لم يكن بإمكانه إقناع المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا بتولي قيادة الفريق من دون أن يكون تكسيكي بيغيريستين مسؤولا عن سياسة التعاقدات في المقام الأول.
كما يعد ليفربول مثالا بارزا على كيفية الإنفاق بحكمة شديدة على التعاقد مع اللاعبين الجدد. صحيح أنه كان من الصعب أن يفوز ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه من دون المدير الفني الألماني الملهم يورغن كلوب، لكن الشيء المؤكد هو أنه كانت هناك أسباب جعلت كلوب يوافق على مهمة تدريب الفريق، لأن كلوب ليس غبيا، بالإضافة إلى أن أي مدير فني بهذه الكفاءة لا يوافق على الانتقال إلى أي ناد إلا عندما يكون لدى هذا النادي خطة واضحة للعمل.
وينطبق الأمر نفسه على اللاعبين الذين يعطون أولوية للتطور في مسيرتهم الكروية على الأموال. وفي السابق كان مانشستر يونايتد هو النادي الأقوى والأبرز في كرة القدم الإنجليزية وقادرا على القيام بما يحلو له، لكنه الآن بات بحاجة إلى بذل مجهود أكبر لكي يقنع اللاعبين البارزين بالانضمام إليه.
ربما تثبت الأيام أن الجناح الويلزي دانيل جيمس، الذي ضمه مانشستر يونايتد مؤخرا من سوانزي سيتي، صفقة رائعة، كما كان الحال في صفقة انتقال أندي روبرتسون لليفربول. لكن الشيء الواضح الآن هو أن جيمس لم يخضع للاختبار بعد في «أولد ترافورد»، كما يعد هو الصفقة الوحيدة التي أبرمها مانشستر يونايتد حتى الآن. وفي المقابل، أنفق ريال مدريد بالفعل ما يقرب من 300 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع ستة لاعبين جدد، ويمكن أن يرفع هذا المبلغ بتعاقده مع الفرنسي بول بوغبا.
وتربط تقارير إعلامية مانشستر يونايتد بلاعب جديد كل يوم، لكن النادي لم يتقدم بعد بعرض مناسب للتعاقد مع أرون وان بيساكا نجم كريستال بالاس. ويسعى النادي منذ عام كامل للتعاقد مع لاعب في مركز قلب الدفاع، وتشير تقارير إلى اهتمام النادي بالتعاقد مع مدافع وستهام يونايتد، عيسى ديوب. وبالمناسبة، يمكننا أن نتذكر تعليق مورينيو عندما فاز وستهام يونايتد على مانشستر يونايتد في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما قال: «تهانينا للكشاف الذي أحضر ديوب للنادي».
ومن السهل على أي شخص يعرف طريقة مورينيو في الحديث أن هذه التصريحات تعد إهانة واضحة وصريحة للمسؤولين عن التعاقد مع اللاعبين في مانشستر يونايتد. لقد ضم وستهام ديوب من نادي تولوز الفرنسي الصيف الماضي مقابل 22 مليون جنيه إسترليني، ولم يكن اللاعب الفرنسي معروفا على نطاق واسع آنذاك. والآن، وبعد موسم واحد في إنجلترا، تشير تقارير إعلامية إلى أن مانشستر يونايتد على استعداد لدفع 60 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدمات اللاعب. لكن المشكلة الوحيدة تتمثل في أن وستهام ليس لديه نية لبيع اللاعب، وبالتالي لن يكون من الصعب أن نرى مانشستر يونايتد يدخل الموسم الجديد وهو لا يزال يعتمد على كريس سمولينغ وفيل جونز في خط الدفاع!
إنه وضع فوضوي للغاية، لكن جمهور النادي يعزي نفسه بحقيقة أن سولسكاير هو من يقود الفريق. لكن عندما ننظر للأمور عن قرب سنجد أن سولسكاير نفسه لن يتمكن من تغيير الأمور كثيرا داخل النادي، رغم البداية الجيدة له مع الفريق!