لويد كيلي... من طفل بلا مأوى إلى نجم في منتخب إنجلترا تحت 21 عاماً

يشارك النجم الإنجليزي الشاب لويد كيلي، الذي انضم الشهر الماضي لنادي بورنموث قادما من بريستول سيتي مقابل 13 مليون جنيه إسترليني، مع المنتخب الإنجليزي في بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما. ويقيم المنتخب الإنجليزي في مدينة تشيزيناتيكو الإيطالية المطلة على ساحل البحر الأدرياتيكي، والتي تفتخر بصلتها بالرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دا فينشي.
ويشير كيلي إلى أن الأسابيع الأخيرة كانت مليئة بالأحداث المثيرة، لكنه يعترف بأنه قد تعلم الكثير خلال الأشهر الـ18 الماضية، وبالتحديد منذ مشاركته بصفة أساسية في أول مباراة له في الدوريات الإنجليزية في ديسمبر (كانون الأول) 2017. وفي اليوم الذي أجرينا فيه هذه المقابلة الصحافية في حديقة «سانت جورج»، كان اللاعب البالغ من العمر 20 عاما يستعد للتدريب مع المنتخب الإنجليزي الأول بقيادة غاريث ساوثغيت، للمرة الثانية. وقبل ذلك بأربع وعشرين ساعة، كان المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاما يخوض حصة تدريبية مع المنتخب الإنجليزي الأول ولعبا مباراة انتهت بفوز المنتخب الإنجليزي الأول بخماسية نظيفة.
وعندما سئل كيلي عما إذا كانت هذه المباراة صعبة، قال ضاحكا: «يمكن أن تقول ذلك، فهناك فارق كبير في المستوى بين المنتخبين، لكن في الوقت نفسه فجميع اللاعبين الشباب يرغبون في اللعب يوما ما في صفوف المنتخب الأول». يقول كيلي إنه تحدث إلى زميليه في المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاما كالوم ويلسون ودومينيك سولانكي، قبل انضمامه لنادي بورنموث، بقيادة المدير الفني الإنجليزي إيدي هاو، والذي يضم مجموعة من اللاعبين الشباب مثل ديفيد بروكس ولويس كوك وكريس ميفام وتيرون مينغز وآرون رامسديل، الذين لعب كيلي بجانبهم في صفوف المنتخب الإنجليزي تحت 20 عاما، ووافق كيلي على الانضمام إلى برونموث بعد محادثة مع هاو.
يقول كيلي عن ذلك: «لقد قال أشياء كنت أريد أن أسمعها. وأكد كل منا على أن المسؤولية تقع على عاتقنا سويا لكي أحرز تقدما وأطور مستواي عندما أذهب إلى هناك، وهو الأمر الذي أسعى إلى تحقيقه. قد لا تتمكن من رؤية طريق واضحة في بعض الأندية، لكن الأمر واضح تماماً في بورنموث. ويمكنك أن ترى أن هاو يدفع باللاعبين الشباب في تشكيلة الفريق بغض النظر عن سنهم. وعندما يشعر بأنهم على استعداد للمشاركة فإنه يدفع بهم على الفور».
ولم تكن الطريق مفروشة بالورود أمام كيلي لكي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث كان اللاعب الشاب يقيم، منذ أن كان في السادسة مع عمره، في دار للرعاية مع أخته الكبرى، ماري، وشقيقه الأصغر، ماركوس. يقول كيلي عن ذلك: «لقد غادرت دار الرعاية مؤخراً، عندما كان عمري 18 عاماً، وهذا هو السن القانونية للرحيل عن دور الرعاية. انتقلنا إلى ثلاثة أماكن مختلفة على مر السنين - عائلات مختلفة. وفي غالبية الأوقات، كنا نقضي ثلاث أو أربع سنوات مع كل عائلة. لقد كان من الجيد أن تمكنا من البقاء معا، لكن في الوقت نفسه كان الأمر صعباً. نحن الثلاثة أشقاء تجمعنا علاقة قوية للغاية مثل الصخرة الصلبة التي لا يمكن تفتيتها إلى أجزاء. وأنا ممتن لما فعله الجميع من أجلي. لم يكن هذا مفروضا عليهم، وكان من الجيد أن تكون لديهم الرغبة في استقبالنا ومساعدتنا».
وبالنسبة للاعبين في أكاديمية الشباب بنادي بريستول سيتي، أثبت كيلي أنه مثل أعلى ونموذج يحتذى به للجيل القادم، فهو شاب متواضع ولديه تطلعات كبيرة للمستقبل. ويجيد كيلي اللعب في مركزي الظهير الأيسر وقلب الدفاع ناحية اليسار، وقد انضم لنادي بريستول سيتي وهو في الحادية عشرة من عمره. وكان يلعب في نفس الفئة العمرية مع لاعبين من أمثال جاكوب مادوكس وهيربي كين اللذين رحلا إلى تشيلسي وليفربول على التوالي وهما في منتصف العقد الثاني من حياتهما.
وكانت كل الإحصاءات، بما في ذلك المتعلقة بالطول، تشير إلى أن كيلي يمتلك مواصفات تجعله يتألق في قلب الدفاع، وهو المركز الذي يعتقد لي جونسون، المدير الفني لنادي بريستول سيتي، أن كيلي سيتألق به يوما ما في صفوف المنتخب الإنجليزي الأول. ويمتلك كيلي أسلوبا مميزا للغاية في اللعب، خاصة الطريقة التي يمرر بها الكرة، ولذا سرعان ما أثبت أنه يمتلك قدرات وفنيات كبيرة. وبمجرد خروجه من المدرسة وهو في السادسة عشرة من عمره، ارتقى كيلي لصفوف الفريق الأول لنادي بريستول سيتي.
كان ذلك قبل خمس سنوات، وبالتحديد في الصيف الذي سافر فيه إلى بوتسوانا لكي يزور دور الأيتام وقرية للأطفال خارج العاصمة، غابورون، مع مؤسسة «بريستول سيتي الاجتماعية». يقول كيلي: «كان الفريق الأول للنادي هناك في جولة استعدادا للموسم الجديد. وفي هذه المرحلة، كنت مجرد فتى صغير في أكاديمية الناشئين بالنادي، ولم يكن أحد يعرف من أنا. لقد خرجنا وقمنا ببعض الأعمال الخيرية ولعبنا مع الأطفال وتوجهنا إلى مدارس مختلفة وشاهدنا كيف كانت تسير حياتهم. لقد ساعدتنا هذه التجربة على رؤية الكثير من الأشياء التي لم نكن نعرفها من قبل».
وأضاف: «هناك بعض المناطق اللطيفة في البلاد، لكن عندما تذهب إلى المناطق المختلفة يمكنك أن ترى أن الحياة صعبة للغاية بالنسبة للبعض. لقد كان الأطفال يلعبون وكان المعلمون يلعبون معهم، وكان لدينا بعض القمصان والأدوات الرياضية لكي نقدمها لهم - لا أعتقد أنهم توقفوا عن الابتسام لمدة ثلاثة أيام. لقد كان من الجيد رؤية الجوانب المختلفة لكيفية معيشتهم وما يجب عليهم القيام به. لقد كنت أتحدث مع أحد الأطفال وقد أخبرني بأنه يضطر للسير لمسافة تسعة كيلومترات لكي يذهب إلى المدرسة كل يوم». وبعد اثني عشر شهراً، كان كيلي لاعبا بالفريق الأول لنادي بريستول سيتي في رحلة الاستعداد للموسم الجديد في البرتغال.
والآن، ينصب تركيزه بالكامل بعد المشاركة مع المنتخب الإنجليزي في بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما على بذل أقصى مجهود في بورنموث. يقول كيلي: «يمكن أن يكون لديك كل هذه الأسماء الكبيرة، لكن في الوقت نفسه يتعين عليك أن تتأكد من أنك تشارك في كل مباراة وأنت تسعى لتحقيق الفوز. يتعين علينا فقط أن نتأكد من أننا مستعدون بما يكفي لخوض هذه البطولة».