سوق الإسكان في أوكيتاني الفرنسية تحقق زيادة في المبيعات ونمواً في أسعار المنازل

ترتفع بما بين 3 و4 % سنوياً

قلعة من القرن السابع عشر في جنوب فرنسا
قلعة من القرن السابع عشر في جنوب فرنسا
TT

سوق الإسكان في أوكيتاني الفرنسية تحقق زيادة في المبيعات ونمواً في أسعار المنازل

قلعة من القرن السابع عشر في جنوب فرنسا
قلعة من القرن السابع عشر في جنوب فرنسا

يقع القصر الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر في قرية سانت فيكتور دي كيلي؛ أعلى قمة تلال بجنوب فرنسا خارج مدينة أوزي التاريخية التي تبعد نحو 90 ميلاً شمال غربي مارسيليا وساحل البحر الأبيض المتوسط.
بني القصر، الذي يتكون من 18 غرفة نوم، على مساحة فدانين من المناظر الطبيعية، مع جناحين للضيوف ووحدة لمعيشة القائم على خدمة القصر، ومسبح وملعب تنس وبركة لنبات الزنبق. كان العقار يستخدم في السابق فندقاً ومطعماً قبل أن يتحول إلى منزل خاص مؤخراً.
خضع القصر، الذي تبلغ مساحته 9 آلاف متر مربع، لتجديدات شاملة عام 2014، بما في ذلك تحسينات الأبراج المكسوة بالبلاط والتي جرت إضافتها في القرن التاسع عشر، وكذلك الجير الذي يكسو الواجهة الحجرية، بحسب تانيا كافي داربي، وكيلة شركة «برستيج آند شاتو» التي تعرض القصر للبيع.
تؤدي طريق طويلة تصطف الأشجار على جانبها إلى الباب الأمامي، وفي الداخل يحتوي البهو متجدد الهواء على نافذة أصلية من الزجاج الملون، وثريا، مع دَرج حجري منحوت يعود إلى القرن السابع عشر. وتتميز الأسقف بعوارض خشبية قديمة، والأرضيات الموضوعة حديثاً مصنوعة من البلاط الرخامي، واللوحات الجدارية المعاصرة مستوحاة من أشكال لويس الخامس عشر، وعلى الجدران لوحات جدارية إيطالية.
تحتوي غرفة الطعام على سقف حجري مقبب ومدفأة كبيرة تعمل بالحطب مصنوعة من الحجر المحلي المستخدم في قناة «بونت دي غرانت» القريبة، وهي أحد مواقع التراث العالمي المدرجة على قائمة اليونيسكو. تحتوي كل من غرفتي الرسم المتجاورتين على مدفأة، واحدة يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر والأخرى معاصرة. وخلف الغرف العامة هناك مطبخ كبير بحجم تجاري مزود بأجهزة من الفولاذ المقاوم للصدأ وقبو نبيذ وغرف تخزين باردة.
بالطابق الثاني 6 غرف نوم بسقف بارتفاع 13 قدماً وأرضيات من الخشب أو البلاط، يفضي بعضها إلى التراس الحجري الذي يمتد بطول الجزء الخارجي من المنزل، وبالطابق الثالث 12 غرفة نوم أخرى. وقد أفادت السيدة كافى داربي بأن 16 غرفة نوم تحتوي على حمامات داخلية قد خضعت للتجديد في تسعينات القرن الماضي أغلبها مصنوع من الرخام، وكثير من أرضيات غرف النوم مغطى بالبلاط المزخرف من القرن التاسع عشر. (السعر يتضمن أثاث المنزل).
الأبواب الزجاجية مفتوحة على الفناء مع أماكن لتناول الطعام، وقد زينت الحدائق بأشجار مشذبة ناضجة وأشجار الكلس والسرو وحديقة مليئة بالورود. وقد جرى تزويد حمام السباحة الذي يبلغ حجمه 59 × 26 بنظام لتسخين المياه. ويحتوي الجناح هناك على غرفة دش على الطراز الإيطالي بسقف من البلاط وجدران مزينة بتصاميم تشيكية تقليدية.
تقع قريتي سانت فيكتور دي كلي وأوزي بمنطقة أوكتاني الإدارية التي أنشئت عام 2016 ضمن المناطق التي كانت في السابق داخل نطاق منطقة لانغدوك روسيون حيث يوجد هذا العقار. قد تكون ميدي بريني المنطقة الأقرب من حيث روح «بروفانس» المتاخمة لمنطقة أوكيتاني من الشرق. وفي هذا الصدد، قالت السيدة كافي داربي: «بالنسبة للفرنسيين، لا تزال أوزيس جزءاً من بروفانس، وما زالت بروفانس تمثل جمال الريف وسحر القرى الصغيرة حيث تتوفر الأغذية الطازجة والزيتون والجبن والنبيذ في الأسواق المحلية».
تتمتع قرية سانت فيكتور دي أولي التي تبعد 10 دقائق عن أوزي والتي يبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة، بهندسة معمارية تعود للعصور الوسطى وعصر النهضة، وكذلك المتاجر والمطاعم والمتاحف. يعد «فنيستيل تاور» أحد المعالم المعروفة، وهو برج جرس أسطواني يعدّ الوحيد في فرنسا. تقع مدينتي بروفينال أفيو وأرلي على بعد ساعة بالسيارة، فيما تبعد مدينة مونبلييه 60 ميلاً إلى الجنوب الغربي، حيث أقرب شواطئ البحر الأبيض المتوسط ومطار دولي صغير.

نظرة عامة على السوق
أفاد ستيوارت بأن سوق الإسكان في أوكيتاني، وهي منطقة كبيرة ومتنوعة تشترك في حدود طويلة مع إسبانيا، اتبعت الاتجاه العام للعقار السكني الفرنسي طيلة العقد الماضي، مع زيادة المبيعات ونمو أسعار المنازل بما بين 3 و4 في المائة سنوياً، بحسب بالدوك، المستشار بشركة «هيندل بالدوك» البريطانية التي تمثل مشتري المنازل في فرنسا.
رغم التاريخ التنافسي القديم بين سكان مدينتي لانغدوك وبروفانس؛ حيث عد البعض أن «لانغدوك» هم أقرباء «بروفانس» الفقراء، فإنه ينبغي عدم التقليل من أهمية «أوكيتاني» باسمها الجديد، بحسب نيكولا كريستينجر، مديرة علاقات العملاء بوكالة «هوم هانتس» التي تمثل المشترين بجنوب فرنسا.
وبحسب إريك بيرنشيكو، المستشار بشركة «بارنيس إنترناشيونال ريالتي» ببلدة أوكسنتال في مونبيليه، فإن أسعار بيع معظم بيوت العطلات في أوكسنتال تبدأ بنحو 500 ألف يورو (558 ألف دولار)، وهناك كذلك عقارات على شاطئ البحر معروضة بسعر يقارب مليون يورو (1.1 مليون دولار). تباع القصور التي تبعد ساعة واحدة عن ساحل البحر المتوسط بسعر يصل إلى 4 ملايين يورو (4.5 مليون دولار)، وعلى عكس بروفانس المجاورة، وتعدّ المعاملات التي تتجاوز قيمتها 4 ملايين يورو، أمراً نادرا.

من يشتري في أوكيتاني
أفاد السيد بالدوك بأن هناك مشترين أجانب في أوكيتاني، لكن ليس بأعداد المشترين نفسها في بروفانس أو الريفيرا الفرنسية، حيث يرغب معظم عملاء «هيندل بالدوك» في الحصول على منازل.
«في أوكيتاني، يمكنك أن تحصل على الكثير مقابل ما تدفعه من نقود». على سبيل المثال، يمكنك شراء منزل بالقرية بسعر 150 ألف يورو (167 ألف دولار)، ولكن «عندما تعيش هناك، فلن تستمتع بالأضواء الساطعة والموسيقى، ولن يرى أبناؤك المراهقون النوادي الليلية، ولن تحصل على جماهير من مطاعم (نجمة ميشلان)».
خلال السنوات القليلة الماضية، أبدى المشترون الأجانب اهتماما متزايدا بالمنطقة، بحسب «كريستينجر»، مضيفة أن «العقارات التي يمكن أن تدر دخلاً في الوقت الحالي تعدّ جذابة للغاية للمشترين». واستطردت قائلة: «أعتقد أنهم اختاروا لانغدوك لجاذبيتها الكبيرة من حيث المناظر الطبيعية بما في ذلك مشهد الجبال الخلابة وبعض الشواطئ والقرى الرائعة».
وفي السياق ذاته، أفاد برنشيكو بأن لديه عملاء أجانب يبحثون عن منازل على شاطئ البحر في «أوكنتي» بالإضافة إلى عملاء أثرياء يبحثون عن القصور ومصانع النبيذ، مضيفاً أن «المنطقة تحظى بشعبية أكبر بين الأجانب، لأن بإمكانهم الاستثمار بأسعار أقل بكثير من الريفييرا الفرنسية وبروفانس، بينما تتمتع بكثير من أشعة الشمس الدافئة».
وأفادت السيدة كافي داربي بأن لديها كثيراً من المشترين الأوروبيين في منطقة أوزي بالإضافة إلى عملاء من الدول الاسكندنافية وأستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة. كان المشترون البريطانيون في السابق يمثلون أكبر مجموعة من المشترين الأجانب، لكن أعدادهم تراجعت منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي 2016، وقال السيد بالدوك إن «السوق الفرنسية المحلية هي الكبرى إلى حد بعيد، وبعض المشترين باريسيون».

أساسيات الشراء
أفاد سماسرة بأنه لا توجد قيود على المشترين الأجانب في فرنسا، وبأن الموثقون الذين يعملون نيابة عن الحكومة يتولون التعامل مع البائع والمشتري، ويتم سداد الرسوم من قبل المشتري.
وقالت السيدة كريستينجر إن رسوم كاتب العدل والضرائب الأخرى تصل عادة إلى نحو 7 في المائة من سعر بيع المنزل.
إذا عرض المشتري السعر المطلوب، فإن البائع ملزم بموجب القانون ببيع ذلك المنزل للمشتري، وقال بالدوك: «هذا يعني بالنسبة للمنازل ذات القيمة العالية أن الجميع يضعون فائضاً هائلاً على سعر الطلب، ليس هامش تفاوض 10 في المائة؛ بل 30 في المائة. وقد اشترينا عقاراً بنصف السعر المطلوب».
وقالت السيدة كريستينجر إن البائع عادة ما يدفع رسوم الوكيل الذي عرض المنزل للبيع، وهو نحو 6 في المائة، فيما أفاد بالدوك بأنه بصفته وكيلاً للمشتري، فإن شركة «هيندل بالدوك» تتقاضى عمولة قدرها 2.5 في المائة.
وقالت كريستينجر إن هناك شركات مختصة يمكنها المساعدة في إيجاد قروض عقارية للمشترين الأجانب.

اللغات والعملة
الفرنسية - يورو (1 يورو = 1.12 دولار)

الضرائب والرسوم
وأفادت السيدة كافي داربي بأن الضرائب السنوية على هذا العقار تبلغ نحو 8300 يورو (9.300 ألف دولار).
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة
TT

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

يَعدّ المصريون الاستثمار العقاري من بين أكثر أنواع الاستثمار أمناً وعائداً، مع الأسعار المتزايدة يوماً بعد يوم للوحدات السكنية والتجارية في مختلف الأحياء المصرية، بناءً على تغيّرات السوق، وارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء، ورغم أن هذه المتغيرات تحدد سعر المتر السكني والتجاري، فإن بعض الوحدات السكنية قد تشذّ عن القاعدة، ويخرج سعرها عن المألوف لوقوعها في حي راقٍ شهير وسط القاهرة وتطل على النيل، أو حتى في عمارة سكنية شهيرة.
وبتصفح إعلانات بيع الوحدات السكنية على المواقع الإلكترونية والتطبيقات المخصصة لذلك قد يصطدم المشاهد برقم غريب يتجاوز الأسعار المتعارف عليها في الحي بشكلٍ كبير جداً، لتقفز من وحدات سكنية سعرها 3 ملايين جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري)، إلى أخرى مجاورة لها بأربعين مليوناً، هذه الإعلانات التي يصفها متابعون بأنها «غريبة جداً» على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط أسئلة منطقية عن السبب الرئيسي وراء هذه الأسعار، التي تؤكد تفوق أسعار بيع بعض الشقق السكنية على أسعار فيلات بالمدن الجديدة.
على كورنيش النيل، تطل واحدة من أشهر العمارات السكنية بحي الزمالك وسط القاهرة، تحديداً في عمارة «ليبون» التي سكنها عدد من فناني مصر المشهورين في الماضي، تُعرض شقة مساحتها 300 متر للبيع بمبلغ 40 مليون جنيه، أي نحو 2.5 مليون دولار، رغم أن متوسط سعر المتر السكني في الحي يبلغ 23 ألف جنيه، وفقاً لموقع «عقار ماب» المتخصص في بيع وشراء الوحدات السكنية في مصر.
ولا يشتري الناس بهذه الأسعار مجرد شقة، بل يشترون ثقافة حي وجيراناً وتأميناً وخدمات، حسب حسين شعبان، مدير إحدى شركات التسويق العقاري بحي الزمالك، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «عمارة ليبون واحدة من أعرق العمارات في مصر، وأعلاها سعراً، والشقة المعروضة للبيع كانت تسكنها الفنانة الراحلة سامية جمال»، مؤكداً أن «هذه الإعلانات تستهدف المشتري العربي أو الأجنبي الذي يبحث عن عقار مؤمّن، وجيراناً متميزين، وثقافة حي تسمح له بالحياة كأنه في أوروبا، فسعر الشقة ربما يكون مماثلاً لسعر فيلا في أفضل التجمعات السكنية وأرقاها في مصر، لكنه يبحث عن شقة بمواصفات خاصة».
وفي عام 2017 أثار إعلان عن شقة بجوار فندق «أم كلثوم» بالزمالك، الجدل، بعد عرضها للبيع بمبلغ 3 ملايين دولار، وتبين فيما بعد أن الشقة ملك للسياسي المصري أيمن نور، لكن شعبان بدوره يؤكد أن «الناس لا تهتم بمن هو مالك الشقة في السابق، بل تهتم بالخدمات والجيران، وهذا هو ما يحدد سعر الشقة».
ويعد حي الزمالك بوسط القاهرة واحداً من أشهر الأحياء السكنية وأعلاها سعرها، حيث توجد به مقرات لعدد كبير من السفارات، مما يجعله مكاناً لسكن الأجانب، وينقسم الحي إلى قسمين (بحري وقبلي) يفصلهما محور (26 يوليو)، ويعد الجانب القلبي هو «الأكثر تميزاً والأعلى سعراً، لأنه مقر معظم السفارات»، وفقاً لإيهاب المصري، مدير مبيعات عقارية، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ارتفاع الأسعار في الزمالك مرتبط بنقص المعروض في ظل ازدياد الطلب، مع وجود أجانب يدفعون بالعملات الأجنبية، وهم هنا لا يشترون مجرد إطلالة على النيل، بل يشترون خدمات وتأميناً عالي المستوى».
وعلى موقع «أوليكس» المخصص لبيع وتأجير العقارات والأدوات المنزلية، تجد شقة دوبليكس بمساحة 240 متراً في الزمالك مكونة من 4 غرف، معروضة للبيع بمبلغ 42 مليون جنيه، وشقة أخرى للبيع أمام نادي الجزيرة مساحة 400 متر بمبلغ 40 مليون جنيه.
ورغم ذلك فإن أسعار بعض الوحدات المعروضة للبيع قد تبدو مبالغاً فيها، حسب المصري، الذي يقول إن «السعر المعلن عنه غير حقيقي، فلا توجد شقة تباع في عمارة (ليبون) بمبلغ 40 مليون جنيه، وعند تنفيذ البيع قد لا يتجاوز السعر الثلاثين مليوناً، وهو سعر الوحدة السكنية في عمارة (العبد) المطلة على نادي الجزيرة والتي تعد أغلى عقارات الزمالك».
والشريحة المستهدفة بهذه الأسعار هي شريحة مختلفة تماماً عن الشريحة التي يستهدفها الإسكان الاجتماعي، فهي شريحة تبحث عن أسلوب حياة وإمكانيات معينة، كما يقول الخبير العقاري تامر ممتاز، لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «التعامل مع مثل هذه الوحدات لا بد أن يكون كالتعامل مع السلع الخاصة، التي تقدم ميزات قد لا تكون موجودة في سلع أخرى، من بينها الخدمات والتأمين».
وتتفاوت أسعار الوحدات السكنية في حي الزمالك بشكل كبير، ويقدر موقع «بروبرتي فايندر»، المتخصص في بيع وتأجير العقارات، متوسط سعر الشقة في منطقة أبو الفدا المطلة على نيل الزمالك بمبلغ 7 ملايين جنيه مصري، بينما يبلغ متوسط سعر الشقة في شارع «حسن صبري» نحو 10 ملايين جنيه، ويتباين السعر في شارع الجبلاية بالجانب القبلي من الحي، ليبدأ من 4.5 مليون جنيه ويصل إلى 36 مليون جنيه.
منطقة جاردن سيتي تتمتع أيضاً بارتفاع أسعار وحداتها، وإن لم يصل السعر إلى مثيله في الزمالك، حيث توجد شقق مساحتها لا تتجاوز 135 متراً معروضة للبيع بمبلغ 23 مليون جنيه، ويبلغ متوسط سعر المتر في جاردن سيتي نحو 15 ألف جنيه، وفقاً لـ«عقار ماب».
وتحتل الشقق السكنية الفندقية بـ«فورسيزونز» على كورنيش النيل بالجيزة، المرتبة الأولى في الأسعار، حيث يبلغ سعر الشقة نحو 4.5 مليون دولار، حسب تأكيدات شعبان والمصري، وكانت إحدى شقق «فورسيزونز» قد أثارت الجدل عندما عُرضت للبيع عام 2018 بمبلغ 40 مليون دولار، وبُرر ارتفاع السعر وقتها بأن مساحتها 1600 متر، وتطل على النيل وعلى حديقة الحيوانات، وبها حمام سباحة خاص، إضافة إلى الشخصيات العربية المرموقة التي تسكن «فورسيزونز».
وتحدد أسعار هذا النوع من العقارات بمقدار الخدمات والخصوصية التي يوفّرها، وفقاً لممتاز، الذي يؤكد أن «العقار في مصر يعد مخزناً للقيمة، ولذلك تكون مجالاً للاستثمار، فالمشتري يبحث عن عقار سيرتفع سعره أو يتضاعف في المستقبل، ومن المؤكد أنه كلما زادت الخدمات، فإن احتمالات زيادة الأسعار ستكون أكبر، خصوصاً في ظل وجود نوع من المستهلكين يبحثون عن مميزات خاصة، لا تتوافر إلا في عدد محدود من الوحدات السكنية».