قوات روسية خاصة تشن هجوماً على مواقع للمعارضة في اللاذقية

TT

قوات روسية خاصة تشن هجوماً على مواقع للمعارضة في اللاذقية

أعلنت القوات الروسية في سوريا أنها بدأت هجوماً على مواقع للمعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، أمس الأحد، وبدعم من قوات الحرس الجمهوري التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد.
وذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة للقوات الروسية في سوريا، أن «القوات الخاصة الروسية بقيادة اللواء يفغيني بريجوزين بدأت هجوماً على منطقة كبينة في تمام الساعة 30.‏5 فجراً لانتزاعها من قبضة الإرهابيين، ولا يزال الهجوم مستمراً بدعم مباشر من القاذفات الاستراتيجية الروسية بشكل مكثف وبمساعدة من قوات الحرس الجمهوري التي تتبع العميد ماهر الأسد».
وتكبدت قوات النظام السوري والمجموعات الموالية لها خسائر كبيرة منذ منتصف الشهر الماضي حيث شنت عمليات عسكرية عدة انتهت جميعها بالفشل وسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقال مصدر في الجبهة الساحلية التابعة لـ«الجيش السوري الحر» المعارض، رفض ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية: «فشلت قوات النظام السوري والقوات الروسية في تحقيق أي تقدم على الجبهة الساحلية، وتكبدت خسائر كبيرة، وقامت 10 طائرات مروحية بإلقاء براميل متفجرة وألغام بحرية، على محور الكبينة بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي».
وأضاف المصدر أن الطيران الحربي الروسي والسوري استهدف تلال كبانة بالغارات الجوية المحملة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، كما قصفت القوات بالمدفعية والصواريخ محيط بلدتي الناجية وبداما في ريف جسر الشغور الغربي.
في السياق، ذكرت إحصائية قام بها المركز الاستشاري التابع للقناة المركزية للجيش الروسي، أن الخسائر البشرية للقوات المسلحة الروسية العاملة في سوريا خلال السنوات الأربع للتدخل العسكري الروسي، بلغت 148 شخصاً، سقط نصفهم تقريباً جراء تحطم طائرتي «إن26» و«إيل20».
كما خسرت القوات الروسية العاملة في سوريا «12 طائرة حربية، و10 مروحيات، وناقلتي جنود مدرعتين».
ولفت اللواء إيغور كوناشينكوف إلى أن «حجم الخسائر قليل نسبياً قياساً بأربع سنوات، وبأن القوات الروسية اكتسبت مهارة عالية في القتال، لذلك، فإن المعيار الأهم للمهارة القتالية ليس الانتصار بحد ذاته، بل ثمنه».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.