موسكو وبكين تحضان طهران على الالتزام بالاتفاق النووي

عبرت موسكو اليوم (الثلاثاء) عن قلقها من قرار إيران زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب، في الوقت الذي حثت فيه بكين طهران على عدم التخلي «بهذه السهولة» عن الاتفاق النووي المبرم في 2015.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم إن بلاده قلقة من قرار إيران زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب، وأنها ما زالت تفترض أن إيران ستظل تلتزم بالاتفاق النووي وتفي بتعهداتها. وأضاف أنه ينبغي على الولايات المتحدة التخلي عما وصفه بـ«الخطط الاستفزازية» لنشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط وإلا جازفت بنشوب حرب مع إيران.
كما دعا الكرملين كل الأطراف في الشرق الأوسط إلى ضبط النفس وقال إنه لا يحبذ أي خطوات من شأنها زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وكان باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي قد أعلن أمس (الاثنين) عن نشر نحو ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط لأغراض وصفها بأنها دفاعية إثر مخاوف من تهديد إيراني.
من جهتها، حذّرت الصين اليوم من أن إعلان الولايات المتحدة نشر ألف جندي إضافي في المنطقة في ظل تصاعد حدة التوتر مع إيران قد يفتح الباب أمام كل الشرور في الشرق الأوسط.
وحض وزير الخارجية الصيني وانغ يي طهران على عدم التخلي «بهذه السهولة» عن الاتفاق النووي المبرم في 2015 بعدما أعلنت طهران أن احتياطاتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز اعتباراً من 27 يونيو (حزيران) الحدود التي ينصّ عليها الاتفاق.
وكثّفت الولايات المتحدة الضغط على إيران أمس معلنة إرسال جنود إضافيين في الشرق الأوسط بينما نشرت صوراً جديدة قالت إنها تكشف أن إيران تقف خلف هجوم استهدف ناقلة نفط في خليج عمان الأسبوع الماضي.
وقال وانغ للصحافيين في بكين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الذي يزور البلاد «ندعو جميع الأطراف إلى التزام العقلانية وضبط النفس وعدم اتّخاذ أي خطوات من شأنها أن تتسبب بتصاعد حدة التوتر في المنطقة وعدم فتح (صندوق باندورا)» (أي إطلاق الشرور في الشرق الأوسط). وأضاف «على الولايات المتحدة تحديداً التوقف عن ممارسة أقصى درجات الضغط».
وحث وانغ إيران على «اتّخاذ قرارات حكيمة» و«عدم التخلي بهذه السهولة» عن الاتفاق النووي الذي يضع قيوداً على طموحاتها النووية، مضيفاً أن «عزم الصين على حماية الاتفاق الشامل لم يتغيّر». وأضاف «نحن مستعدون للعمل مع جميع الأطراف لمواصلة بذل الجهود من أجل تطبيق كامل وفاعل للاتفاق».
وارتفعت حدة التوتر بين طهران وواشنطن جرّاء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإدراجها الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في الثامن من مايو (أيار) أن إيران ستتوقف عن الالتزام بالقيود على مخزوناتها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة المنصوص عليها في الاتفاق، في خطوة قال إنها للرد على الانسحاب الأميركي أحادي الجانب.
وهددت طهران بالذهاب أبعد من ذلك عبر التخلي تدريجياً عن التزاماتها بحلول الثامن من يوليو (تموز) ما لم يساعدها باقي الشركاء في الاتفاق -بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا- في الالتفاف على العقوبات الأميركية لتمكينها على وجه الخصوص من بيع النفط.