علاوي يقبل منصب نائب الرئيس العراقي

واشنطن: لا تنسيق عسكريا مع إيران أو تقاسم معلومات بشأن الوضع في المنطقة

إياد علاوي ،  حيدر العبادي
إياد علاوي ، حيدر العبادي
TT

علاوي يقبل منصب نائب الرئيس العراقي

إياد علاوي ،  حيدر العبادي
إياد علاوي ، حيدر العبادي

في حين لا تزال خلافات اللحظة الأخيرة قائمة على صعيد تشكيل حكومة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، أكدت مصادر عراقية وجود توافق كلي على حسم مناصب نواب رئيس الجمهورية.
وقالت ميسون الدملوجي، عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف {الوطنية}، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «علاوي وافق على تولي منصب نائب رئيس الجمهورية على أن تكون له صلاحيات واسعة، لا سيما في إطار الملف الذي كلف بمتابعته، وهو المصالحة الوطنية». وأضافت الدملوجي، أن «المصالحة الوطنية هي الإشكالية الكبرى التي عانت منها البلاد طوال السنوات الماضية، وكان لعرقلة تطبيقها الأثر الكبير في وصول الأحوال في العراق إلى ما هو عليه اليوم». وأشارت إلى أنه «لدى علاوي مشروع متكامل بهذا الاتجاه كما أنه يحظى بمقبولية من قبل الجميع».
وفي شأن ذي صلة بالتحديات الأمنية الراهنة في العراق, أعلنت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لا تنوي التعاون عسكريا مع إيران للتصدي لتنظيم {داعش} الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف «لن ننسق أي عمل عسكري مع إيران، ولن نتقاسم معلومات معها، ولا توجد لدينا أي خطط للقيام بذلك». إلا أن المتحدثة قالت أيضا إن الولايات المتحدة «تبقى بالتأكيد منفتحة على أي التزام» دبلوماسي مع طهران «كما فعلنا في السابق»، خصوصا حول أفغانستان عندما تعاونت طهران وواشنطن في نهاية عام 2001 لإقامة نظام الرئيس حميد كرزاي بعد سقوط طالبان.
وجاءت التصريحات الأميركية بعد تداول أنباء عن تعاون بين الجانبين في العراق. إلا أن مصادر مقربة من الحكومة الإيرانية قالت إن المرشد الإيراني علي خامنئي وافق على تعاون العسكريين الإيرانيين مع نظرائهم الأميركيين ضد تنظيم {داعش} في العراق، وإن الحرس الثوري الذي توجد عناصر له في العراق أعطى الضوء الأخضر لإقامة اتصالات مع عسكريين أميركيين.
وأشارت المصادر إلى أن النجاح الأخير لقوات البيشمركة الكردية في فك الحصار عن مدينة آمرلي العراقية جرى بتعاون مع قوات عراقية مدعومة بضباط إيرانيين وقصف جوي أميركي، وفقا لما قالته هذه المصادر.



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.