إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

ضعف السمع
> كيف نتعامل مع ضعف السمع لدى كبار السن؟
محمد ح. - الرياض
- هذا ملخص أسئلتك عن ضعف السمع لدى والدتك. ولاحظ معي أن درجات متفاوتة من الضعف في قدرات السمع تحصل مع التقدم في السن. وهذا من المحتمل أن يُصيب شخصاً من بين كل ثلاثة أشخاص تجاوزوا 65 سنة من العمر. وهذا الضعف في السمع له تداعيات سلبية متعددة في عيش الحياة اليومية والتواصل مع الغير. كما نلاحظ أن تلك النوعية من ضعف السمع، ذات الصلة بالتقدم في العمر، تصيب الأذنين بمقدار متشابه، وبشكل متدرج وبطيء، وليست أذناً دون الأخرى. وهذا شيء مهم في التفريق بين الأسباب المتعددة لضعف السمع، والتي أحدها هو التقدم في العمر.
وبخلاف ضعف السمع الناجم عن التعرض لضجيج الأصوات لفترات طويلة، يجدر معرفة أن هناك عدة عوامل ترفع من احتمالات إصابة كبار السن بضعف السمع. ومنها الإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وتناول أنواع من الأدوية التي قد تُؤذي تراكيب الأذن الداخلية. وغالبية كبار السن الذين يُصابون بضعف السمع يكون السبب هو كل من: التعرض المزمن لضجيج الأصوات، مع تدني قدرات الأذن الداخلية على السمع بفعل التقدم في العمر.
ولذا، فإن أولى خطوات التعامل مع ضعف السمع، عند ملاحظة المرء ذلك في نفسه أو ملاحظة ذلك من قبل أفراد أسرته الذين يعيشون معه، هو مراجعة الطبيب. والطبيب سيقوم بفحص الأذن، كما سيطلب إجراء تقييم قدرات السمع لدى الفني المتخصص في هذا الأمر.
ومن ثم يقوم الطبيب بوضع خطوات المعالجة. وتعتمد نوعية المعالجة على درجة الضعف في قدرات السمع، وعمق تأثيرات ذلك الضعف على حياة الشخص.
وثمة عدة وسائل لرفع قدرات السمع، وتلك الوسائل المساعدة تتطلب تعاون المريض في استخدامها، وفق الكيفية التي ينصح بها الطبيب، ووفق نتائج متابعة الطبيب لمدى التحسن باستخدامها.
ومن تلك الوسائل: سماعات الأذن، التي هي مفيدة جداً في تحسين قدرات السمع. وتتطلب الاستفادة منها ارتداءها بطريقة متدرجة، كي يتعود المرء على السمع من خلالها بشكل أفضل، كما تتطلب متابعة تقييم قدرات السمع حال ارتدائها، بإجراء اختبار تقييم السمع. وفي كثير من الأحيان يتم تغيير طريقة الضبط الداخلي في سماعات الأذن تلك، وصولاً إلى أفضل نتيجة يتمكن المرء بها من الاستفادة منها. ولذا يجدر توضيح هذا الأمر للشخص، أي أن إعدادات السماعة يُمكن تغييرها وتحسينها، عبر عدة زيارات لاختصاصي السمعيات، لتوافق تقديم أفضل سمع ممكن للشخص. بمعنى أن على الشخص أن يدرك أن ارتداء سماعة الأذن لا يحقق مباشرة ما هو مطلوب منها، بخلاف ارتداء نظارة العين.
وفي حالات الضعف الشديد، الذي لا تفلح سماعة الأذن في تحسينه، ثمة حلول علاجية أخرى، منها زراعة قوقعة الأذن. ونتائج زراعة هذا الجهاز الصغير في الأذن الداخلية، هي نتائج مشجعة ويستفيد منها المرضى. وهناك أيضاً جهاز «سماعة الأذن المثبتة في العظم» خلف الأذن. وأيضاً يُمكن الاستفادة من «أجهزة الاستماع المساعدة» التي تُمكّن المرء من سماع حديث المتحدث، مع إزالة تشويش الأصوات الأخرى المرافقة. وثمة أجهزة صغيرة وتطبيقات في الهواتف المحمولة تقدم تلك الوسيلة.
وهناك أمر آخر يذكره أطباء السمع في «كليفلاند كلينك»، وهو أن من المفيد للشخص الذي لديه ضعف في السمع أن يخبر أفراد أسرته بذلك، أو الأشخاص الذين يتحدث معهم، وألا يتحرّج من ذلك؛ لأن ذلك سيساعدهم في بذل جهد أفضل في الحديث المباشر معه وجهاً لوجه، وبطريقة واضحة وبتأنٍ، وبصوت مسموع لديه، مع العمل على خفض ضجيج الأصوات المرافقة آنذاك.

لقاحات البالغين
> هل هناك لقاحات للأشخاص البالغين؟
أمين سليم - القاهرة
- هذا ملخص أسئلتك عن أنواع لقاحات الأشخاص البالغين، واللقاحات الآمنة للحوامل. ولاحظ أنه حتى عندما يكون الشخص البالغ قد تلقى اللقاحات اللازمة في فترة الطفولة، فهناك حاجة لتلقي أنواع من اللقاحات في مراحل تالية من العمر، وعند التقدم في العمر. كما لاحظ معي أن اللقاح هو وسيلة لوقاية الأشخاص الأصحاء من الإصابة ببعض أنواع الأمراض الميكروبية المُعدية والمُؤذية.
والشخص البالغ بإمكانه مراجعة الطبيب للتأكد من مدى حاجته لتلقي أنواع اللقاحات. ولكن بالعموم، يتلقى الأطفال مجموعة من اللقاحات المفيدة جداً في مرحلة الطفولة، والتي من بينها لقاحات السعال الديكي، والحصبة، والكزاز، والنكاف، والخناق، وشلل الأطفال، والحصبة الألمانية، وجدري الماء، والسل، والتهابات الكبد الفيروسية. والشخص الذي لم يتلقَّ مطلقاً أي لقاحات في الطفولة، ربما سيحتاج في غالب الأحوال إلى تلقي لقاحات الكزاز والتهاب الكبد والخناق وشلل الأطفال والسل. والأشخاص الذين أُصيبوا بالحصبة أو الحصبة الألمانية أو النكاف، ربما لا يحتاجون إلى تلقي اللقاحات الخاصة بأي منها وهم بالغون.
أما الأشخاص البالغون الذين تلقوا لقاحات الطفولة، فعليهم الحرص على تلقي لقاح الكزاز والدفتيريا مرة كل عشرة أعوام، وتلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي. وعلى وجه الخصوص، يجدر تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي، من قبل الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين من العمر، والذين لديهم أمراض مزمنة في القلب أو الرئة أو مرض السكري، أو تمت لهم زراعة أحد الأعضاء، أو أُصيبوا بأحد أنواع الأمراض السرطانية. كما يجدر تلقيهم لقاح التهاب الرئة بعد بلوغ عمر 65 سنة.
أما بالنسبة للحوامل، فإن اللقاحات غير الآمنة لهن خلال فترة الحمل، هي: لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وشلل الأطفال والجديري المائي. واللقاحات الآمنة خلال فترة الحمل تشمل: لقاح الكزاز والدفتيريا والإنفلونزا الموسمية. ولأن إصابة الحامل بالحصبة الألمانية قد تتسبب في أذى للجنين، فإنه يجدر إجراء تحليل للدم قبل الحمل للتأكد من وجود مناعة ضد هذا المرض لدى المرأة قبل حملها، ولو لم تكن تلك المناعة موجودة لديها، فيجدر بها تلقي اللقاح الخاص بالحصبة الألمانية، وعدم الحمل خلال الثلاثة أشهر التالية لتلقي ذلك اللقاح للحصبة الألمانية.
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:[email protected]



بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال
TT

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

من المعروف أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد «اللوكيميا» (acute lymphoblastic leukemia) يُعد من أشهر الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء في المرض كبيرة جداً وتصل إلى نسبة 85 في المائة من مجموع الأطفال المصابين، فإن خطر الانتكاس مرة أخرى يعد من أكبر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ولذلك لا تتوقف التجارب للبحث عن طرق جديدة للحد من الانتكاس ورفع نسب الشفاء.

تجربة سريرية جديدة

أحدث تجربة سريرية أُجريت على 1440 طفلاً من المصابين بالمرض في 4 دول من العالم الأول (كندا، والولايات المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا) أظهرت تحسناً كبيراً في معدلات الشفاء، بعد إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي، ما يتيح أملاً جديداً للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الدم. والمعروف أن العلاج الكيميائي يُعدُّ العلاج الأساسي للمرض حتى الآن.

علاجان مناعي وكيميائي

التجربة التي قام بها علماء من مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) بتورونتو في كندا، بالتعاون مع أطباء من مستشفى سياتل بالولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» (New England Journal of Medicine) في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، اعتمدت على دمج العلاج الكيميائي القياسي مع عقار «بليناتوموماب» (blinatumomab)، وهو علاج مناعي يستخدم بالفعل في علاج الأطفال المصابين ببعض أنواع السرطانات. وهذا يعني تغيير بروتوكول العلاج في محاولة لمعرفة أفضل طريقة يمكن بها منع الانتكاس، أو تقليل نسب حدوثه إلى الحد الأدنى.

تحسُّن الحالات

قال الباحثون إن هذا الدمج أظهر تحسناً كبيراً في معدلات الفترة التي يقضيها الطفل من دون مشاكل طبية، والحياة بشكل طبيعي تقريباً. وأثبتت هذه الطريقة تفوقاً على البروتوكول السابق، في التعامل مع المرض الذي كان عن طريق العلاج الكيميائي فقط، مع استخدام الكورتيزون.

وللعلم فإن بروتوكول العلاج الكيميائي كان يتم بناءً على تحليل وراثي خاص لخلايا سرطان الدم لكل طفل، لانتقاء الأدوية الأكثر فاعلية لكل حالة على حدة. ويحتوي البروتوكول الطبي عادة على مجموعة من القواعد الإرشادية للأطباء والمختصين.

تقليل حالات الانتكاس

أظهرت الدراسة أنه بعد 3 سنوات من تجربة الطريقة الجديدة، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض إلى 97.5 في المائة (نسبة شفاء شبه تامة لجميع المصابين) مقارنة بنسبة 90 في المائة فقط مع العلاج الكيميائي وحده. كما حدث أيضاً انخفاض في نسبة حدوث انتكاسة للمرضى بنسبة 61 في المائة. وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس نتيجة لضعف المناعة، أدى تلقي عقار «بليناتوموماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، إلى رفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض، من 85 في المائة إلى أكثر من 94 في المائة.

علاج يدرب جهاز المناعة

وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يختلف عن العلاج الكيميائي في الطريقة التي يحارب بها السرطان؛ حيث يهدف العلاج المناعي إلى تعليم الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن نفسه، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية، على عكس العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية الموجودة فقط بشكل مباشر، وحينما تحدث انتكاسة بعده يحتاج الطفل إلى جرعات جديدة.

كما أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أيضاً تكون أخف وطأة من العلاج الكيميائي والكورتيزون. وفي الأغلب تكون أعراض العلاج المناعي: الإسهال، وتقرحات الفم، وحدوث زيادة في الوزن، والشعور بآلام الظهر أو المفاصل أو العضلات، وحدوث تورم في الذراعين أو القدمين، بجانب ألم في موقع الحقن.

وقال الباحثون إنهم بصدد إجراء مزيد من التجارب لتقليل نسبة العلاج الكيميائي إلى الحد الأدنى، تجنباً للمضاعفات. وتبعاً لنتائج الدراسة من المتوقع أن يكون البروتوكول الجديد هو العلاج الأساسي في المستقبل؛ خاصة بعد نجاحه الكبير في منع الانتكاس.