أمينة: أسعى للابتعاد عن الأغاني الشعبية في ألبوماتي الجديدة

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها ترفض «الظهور الشكلي» في السينما

الفنانة المصرية أمينة
الفنانة المصرية أمينة
TT

أمينة: أسعى للابتعاد عن الأغاني الشعبية في ألبوماتي الجديدة

الفنانة المصرية أمينة
الفنانة المصرية أمينة

بعد عودتها للساحة الغنائية مجدداً عقب فترة غياب دامت 4 سنوات تسعى المطربة المصرية أمينة الفخراني خلال الفترة المقبلة للابتعاد عن الأغنية الشعبية المصرية، والتوجه نحو غناء ألوان جديدة بألبوماتها المقبلة، بعد تقديمها نمط الأغنيات السريعة والنوبية والخليجية في ألبوم «اللي راحوا»، بالإضافة إلى أغنيتها السينغل «اخلع» التي قدمتها منذ أيام مع المطرب اللبناني أمير يزبك لترضي جميع الأذواق.
أمينة قالت في حوارها لـ«الشرق الأوسط»: «أحببت المعايدة على جمهوري العربي بطرح أغنية جديدة، مع المطرب اللبناني أمير يزبك الذي اتفقت معه على تقديم ديو غنائي قبل عامين عندما قابلته بإحدى البرامج التلفزيونية بالعاصمة اللبنانية بيروت».
وأضافت: «قمنا بتسجيل الأغنية منذ 6 أشهر، ورفضت طرحها بالألبوم الجديد لكي أصورها في بيروت وتكون عملا مستقلا بذاته، وهذه هي المرة الثانية التي أغني فيها باللهجة اللبنانية بعد كليب (بلدنا) مع هشام الحاج، وحصلت بسببه على جائزة (الموريكس دور) كأحسن أغنية عربية».
وعن كواليس ألبومها الجديد، قالت إنها استمعت إلى 18 أغنية من أجل انتقاء أغنيات ألبومها، وأن أغنية «اللي راحوا» التي اختارتها عنوانا للألبوم تعبر عن حياتها الشخصية، وكشفت عن حبها وتقديرها الكبير للفنان محمد منير، وكما كشفت سبب ابتعادها خلال السنوات الماضية عن تقديم أعمال سينمائية جديدة.
في البداية قالت أمينة إن «العمل على ألبوم (اللي راحوا) استغرق ما يقرب من 4 أعوام، وكان هدفي الرئيسي من الألبوم هو اقتحام أبواب ومناطق غنائية لم أقتحمها من قبل، فأنا كان لدي حرمان غنائي من أعمال معينة، لذلك ظللت طيلة تلك الفترة أستمع إلى عشرات الأغنيات لكي أنتقي منها كل ما هو جديد وغريب علي، حتى وقع اختياري في النهاية على 18 أغنية من بينها أغنيات الألبوم الجديد، الذي يضم أغنية (عاش يا وحش) التي تم طرحها كأغنية سينغل قبيل إطلاق الألبوم كدعاية له».
وأضافت أمينة: «منذ أن استمعت لكلمات أغنية (اللي راحوا) من الشاعر ملاك عادل، شعرت بأن تلك الأغنية كتبت خصيصاً من أجلي، ولذلك صممت على ضمها للألبوم، رغم أنني كنت قد انتهيت من تسجيل أغنياته، لكن بعد الاستماع لكلماتها شعرت أنها تحكي أجزاء من حياتي والصعوبات والمحطات التي مررت بها».
وأوضحت: «كل أغنية في ألبوم (اللي راحوا) مختلفة تماماً عن باقي الأغنيات التي قدمتها في مسيرتي، وبالتحديد أغنية (يا سيدي)، لذلك أشكر الموسيقار محمد رحيم، مخترع الجملة اللحنية، الذي دائماً ما يمدني بألحان وجمل رائعة تقدمني في شكل جديد مختلف تماماً، فهو من أكثر الفنانين المؤمنين بموهبتي الغنائية، ويفعل كل ما في وسعه من أجل تقديم أعمال غنائية جديدة ومختلفة».
وعن محاولة ابتعادها عن الغناء الشعبي في الألبوم الجديد، قالت: «قدمت الأغنية الشعبية 3 مرات فقط، في (صحبتي)، و(عاش يا وحش)، و(الجديد)، لأني أريد تقديم أعمال جديدة، ومختلفة، لذلك أطلب من الجمهور الاستماع إلى الأغنيات الجديدة، وخلال الفترة المقبلة ستكون أغلب أعمالي الغنائية بعيدة عن اللون الشعبي، فأنا لا أريد حصر نفسي في قالب غنائي واحد».
ولفتت إلى أنها من عشاق كتابات الشاعر ملاك عادل، وترى أنه أحد أهم شعراء مصر والعالم العربي.
وعن أسباب تقديم الأغنيات النوبية في الألبوم، قالت: «لا بد من الوصول إلى أهل النوبة والغناء لهم، لأنهم جزء أصيل من الشعب المصري، كما أن هناك تقصيرا كبيرا من المطربين المصريين في حقهم، فنادراً ما نجد مطربا يغني لهم من خارج النوبة، وأنا في هذا الألبوم أحببت أغنية (على جمر الهوا)». مشيرة إلى أنها «من عشاق المطرب الكبير محمد منير، الذي استعانت بطريقته في الغناء»، ووصفته بأنه «رمز من رموز الأغنية المصرية والعربية».
في السياق نفسه، قالت أمينة إنها تتمتع بشعبية لافتة في دول الخليج العربي، بعد تقديمها عدة أغنيات مع مطربين عرب، بجانب إعجاب الجمهور الخليجي بأغنياتها المصرية بداية من «الحنطور»، و«أخيرا اتجوزت»، وغيرها.
كما كشفت المطربة المصرية عن وجود اتفاقات جديدة لإحياء حفلات غنائية بالإمارات والمملكة العربية السعودية.
وعن ابتعادها عن الأعمال السينمائية في الآونة الأخيرة قالت: «قدمت عملين من بطولتي وهما (بارتي في حارتي) و(عنتر وبيسة)، حيث حققا نجاحاً ملحوظاً بفضل العاملين معي والمنتج أحمد السبكي، لذلك لا أريد العودة للسينما لمجرد الظهور الشكلي فقط، بل أريد تمثيل عمل جيد وهادف يحافظ على صورتي في السينما».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».