الداخلية اللبنانية: ما حصل في طرابلس حادث فردي

الرئيس اللبناني يؤكد أن أي عبث بالأمن سيلقى الرد الحاسم والسريع

وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن يرافقها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في طرابلس (الوكالة الوطنية اللبنانية)
وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن يرافقها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في طرابلس (الوكالة الوطنية اللبنانية)
TT

الداخلية اللبنانية: ما حصل في طرابلس حادث فردي

وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن يرافقها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في طرابلس (الوكالة الوطنية اللبنانية)
وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن يرافقها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في طرابلس (الوكالة الوطنية اللبنانية)

أكدت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، اليوم (الثلاثاء)، أن ما حصل في طرابلس بشمال البلاد «حادثة فرديّة وضعنا حداً لها ونتمنّى ألا تتكرّر».
وقالت الحسن، في تصريحات بثتها الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية اليوم: «يجب أن تكون هناك جهوزيّة كاملة»، مضيفة: «إننا مهيؤون ومستنفرون لأي حادث في المستقبل».
وأشارت الحسن إلى أن التحقيقات لا تزال جارية.
ولفتت الوكالة إلى وصول وزيرة الداخلية اللبنانية يرافقها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان اليوم إلى طرابلس لتفقد مكان الحادثة الإرهابية التي وقعت أمس في الميناء.
ومن المقرر أن تترأس الحسن اجتماعا في سراي طرابلس يحضره محافظ الشمال وقادة الأجهزة الأمنية للاطلاع منهم عما حصل بالأمس، والتدابير المتخذة لحماية المدينة وأهلها من الإرهاب وإعطاء توجيهاتها للمرحلة المقبلة.
بدوره، قال اللواء عثمان: «منفذ العمليات كان في حالة نفسية غير مستقرة وما حصل هو حادث فردي وعمل إرهابي أليم ونحن في جهوزية كاملة».
وقتل اثنان من أفراد الأمن وجنديان في هجمات بمدينة طرابلس نفذها شخص يدعى عبد الرحمن مبسوط الذي لقي حتفه إثر تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه.
وأبلغ مصدران أمنيان وكالة أنباء «رويترز» أن «المسلح فجر نفسه، وسبق وكان مسجونا بتهمة الانتماء لتنظيم (داعش)».
بدوره، قال الرئيس اللبناني ميشال عون في تغريدة على «تويتر» إن «أي عبث بالأمن سيلقى الرد الحاسم والسريع وما حصل في طرابلس لن يؤثر على الاستقرار في البلاد».
أما رئيس الحكومة سعد الحريري، فشدد على «وجوب اتخاذ كل التدابير التي تحمي أمن طرابلس وأهلها، وتقتلع فلول الإرهاب من جذورها».
وشهد لبنان قبل أكثر من عامين تفجيرات عدة بسيارات مفخخة تبنى تنظيم داعش عدداً منها.
ومنذ أكثر من عامين، يطغى الاستقرار الأمني على لبنان باستثناء حوادث نادرة تطول بمعظم الأحيان عناصر الجيش والقوى الأمنية.
وتلقي الأجهزة الأمنية في لبنان القبض بشكل دوري على أشخاص مرتبطين بتنظيم داعش أو متهمين بالتواصل معه والتخطيط لتنفيذ اعتداءات يطول عدد منها نقاطاً للجيش.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.