اختيار الشاهد رئيساً لـ«تحيا تونس» استعداداً للانتخابات التشريعية والرئاسية

TT

اختيار الشاهد رئيساً لـ«تحيا تونس» استعداداً للانتخابات التشريعية والرئاسية

أعلن حزب «حركة تحيا تونس» حديث النشأة، أنه اختار رئيس الوزراء يوسف الشاهد رئيسا له، مؤكدا توقعات بتزعمه للحزب قبل أشهر قليلة من انتخابات برلمانية ورئاسية. وأسفر اجتماع المجلس الوطني الأول للحزب، الليلة قبل الماضية، عن انتخاب الشاهد رئيسا للحزب وكمال مرجان رئيس «حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية» المندمج حديثا في «حركة تحيا تونس» رئيسا لمجلسها الوطني، وهو ما يفتح أبواب إعداد الشاهد للترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والمنافسة بقوة في الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وبهذا القرار، تجاوزت «حركة تحيا تونس» التي تأسست يوم 27 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضبابية العلاقة التي كانت تربط الشاهد بالحزب. وتبحث الحركة عن ثقل انتخابي افتقدته خلال أول عملية انتخابية تشارك فيها الحركة، بعد عقد مؤتمرها الأول في أبريل (نيسان) الماضي. واحتلت «حركة تحيا تونس» المرتبة الثامنة في انتخابات بلدية جزئية أجريت في منطقة السوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد، ولم تحصل سوى على مقعد بلدي وحيد ضمن 18 مقعدا برلمانياً، وهو ما خلف تساؤلات حول حجمها السياسي المنتظر في المحطات الانتخابية المقبلة. وكانت قيادات «حركة تحيا تونس» قد صرحت أنها تطمح إلى تحقيق فوز يتجاوز 120 مقعدا برلمانيا وتحقيق أغلبية مريحة تتيح لهم الحكم دون اللجوء إلى تحالفات مع أحزاب سياسية أخرى أبرزها «حركة النهضة».
وخلال اجتماع الليلة قبل الماضية، أعطى سليم العزابي الأمين العام للحزب إشارة انطلاق الاستشارات الجهوية لقوائم الانتخابات البرلمانية، المزمع عقدها أيام 14 و15 و16 يونيو (حزيران) الحالي بالتنسيق مع الهياكل الجهوية للحزب. كما وافق المجلس الوطني على وثيقة اندماج «حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية» الذي أسسه كمال مرجان (أحد وزراء بن علي) في «حركة تحيا تونس».
ويرى مراقبون أن الشاهد سيستفيد كثيرا من اندماج حزب مرجان في «حركة تحيا تونس»، خاصة على مستوى ضمان أصوات الناخبين المترددين في التصويت لصالح «حزب نداء تونس» بتصدعاته العديدة. وكان الشاهد قد أكد في ختام أعمال المؤتمر التأسيسي لـ«حركة تحيا تونس» أن الحزب كان «السند القوي» لحكومته، وأن هذا الحزب «جعله يشعر بأنه ليس وحيداً في مواجهة المعارك».
يذكر أن «حركة تحيا تونس» ممثلة في البرلمان التونسي بكتلة «الائتلاف الوطني» التي انضم إليها 44 نائباً وهي تضم نوابا منشقين عن حزب «نداء تونس» الذي أسسه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي سنة 2012. وحركة «مشروع تونس»، وحزب «آفاق تونس»، إلى جانب نواب مستقلين. ومن أبرز أهداف هذه الكتلة البرلمانية، تجاوز الصعوبات التي تعرقل مسار الإصلاحات على المستويين القانوني والتنفيذي، والتصديق على مشاريع القوانين المعطلة علاوة على مواصلة الحرب ضد الفساد.
على صعيد آخر، أكد عماد الغابري رئيس وحدة الإعلام والاتصال بالمحكمة الإدارية التونسية، أن النزاع حول التمثيلية القانونية لحزب «نداء تونس» بين جناحي الحمامات والمنستير ليس من اختصاص المحكمة الإدارية، وهو ما يضفي المزيد من التعقيد على مخرجات المؤتمر الانتخابي الأول لحزب «النداء» وظاهرة تنازع الشرعية بين جناح حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الحالي، وجناح سفيان طوبال رئيس الكتلة البرلمانية لنفس الحزب. وقال في تصريح صحافي إن المحكمة الإدارية التي تنظر في قضايا خرق القانون وتجاوز السلطة، نظرت في قرار رفض الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، للقائمتين المترشحتين عن «نداء تونس» للانتخابات الجزئية في بلدية باردو المقررة يوم 14 يوليو (تموز) المقبل، واعتبرت أن النزاع مستحدث وأن الحسم فيه يخرج عن نظرها وأنه من اختصاص القضاء العدلي.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.