العراق يحكم على سابع {داعشي} فرنسي بالإعدام

TT

العراق يحكم على سابع {داعشي} فرنسي بالإعدام

على الرغم من مناشدات فرنسا وقف حملة الإعدام التي يواصلها القضاء العراقي ضد 13 داعشيا فرنسيا، فقد قضت محكمة عراقية بالإعدام على فرنسي سابع بتهمة الانتماء إلى «تنظيم داعش».
وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت معارضتها من حيث المبدأ على حكم الإعدام ضد مواطنيها. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان لها إن سفارتها في العراق: «وبموجب دورها في تقديم الحماية القنصلية، ستتخذ الخطوات الضرورية لإيضاح موقفها المعارض لعقوبة الإعدام للسلطات العراقية».
في مقابل ذلك شرعت محكمة التحقيق المركزية بتسليم 188 طفلا تركيا خلفهم «داعش» الإرهابي في العراق إلى بلادهم بحضور ممثلين عن الحكومتين العراقية والتركية ومنظمات دولية. وقال المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان له أمس الأربعاء إن «محكمة التحقيق المركزية المسؤولة عن ملف الإرهاب والمتهمين الأجانب سلّمت الجانب التركي 188 طفلا خلفهم (داعش) الإرهابي في العراق».
وأضاف بيرقدار أن «هؤلاء بينهم بالغون بنسبة قليلة أدينوا بتهم تجاوز الحدود ونفاد فترة الإقامة وانتهت فترة محكوميتهم»، لافتا إلى أن «عملية التسليم جرت بإشراف القضاء الذي رافقهم حتى ركوب الطائرة التي تقلهم إلى بلادهم». وتابع أن «التسليم تم بحضور ممثل عن وزارة الخارجية العراقية وآخر عن سفارة تركيا في بغداد ومنظمات دولية كاليونيسيف». وتعد قضية الأطفال الدواعش من القضايا التي شغلت اهتمام الأجهزة الحكومية العراقية طوال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق تقول سكرتيرة هيئة رعاية الطفولة بالعراق الدكتورة عبير الجلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «طريقة التعامل مع هؤلاء الأطفال بمن فيهم الأجانب بوصفهم ضحايا»، مبينة أن «الكثير من الدول من بينها الشيشان وفرنسا تسلمت أطفالا ينتمي آباؤهم إلى (داعش) حيث قدموا الوثائق التي تثبت ذلك وتم عرضهم على القضاء حيث تقررت إعادتهم إلى دولهم». وأوضحت الجلبي أن «الدولة مجبرة على التعامل مع هذا الطفل بصرف النظر عن أي خلفيات أخرى، لأنه أصبح بحكم اليتيم».
في سياق متصل وفي الجانب الأمني لا تزال القوات العراقية تلاحق خلايا «تنظيم داعش» في مناطق مختلفة من البلاد. ففي محافظة صلاح الدين شمال غربي بغداد تمكن طيران الجيش أمس الأربعاء من تدمير أنفاق «داعش» شرق صلاح الدين.
وقال الناطق الرسمي لخلية الإعلام الأمني العميد يحيى رسول في بيان له إنه «تم قتل 10 إرهابيين على يد طيران مقاتلي طيران الجيش بالتنسيق مع قيادة عمليات صلاح الدين».
وأشار إلى تدمير عجلتين نوع (بيك أب)، إحداهما مفخخة، فضلا عن تدمير صهريجين محملين بمادة البنزين لبقايا «داعش» الإرهابي، في منطقة العلاس شرقي صلاح الدين. وفي نينوى أعلن الإعلام الأمني عن مقتل 14 إرهابيا بينهم انتحاريون بإنزال جوي لجهاز مكافحة الإرهاب. وفي الأنبار وطبقا لما كشفه قائممقام قضاء القائم بمحافظة الأنبار أحمد المحلاوي عن وجود حواضن لـ«تنظيم داعش» داخل أحياء القضاء.
وقال المحلاوي في تصريح صحافي إن «حواضن (داعش) ما زالت موجودة ومتغلغلة داخل الأحياء السكنية في قضاء القائم غرب الأنبار»، مبينا أن «الدواعش تسللوا إلى أحياء المدينة لعدم وجود مؤشرات أمنية على تورطهم بالانتماء لعصابات (داعش) الإجرامية».
وأضاف أن «وجود هذه الحواضن هو مصدر قلق للقوات الأمنية بعد أن شهد القضاء عملية تفجير عجلة مفخخة في منطقة الكرابلة رغم الإجراءات الأمنية المشددة»، مبينا أن «هذه الحواضن دخلت إلى المدينة مع الأسر النازحة مما يتطلب إعادة النظر بالخطط الأمنية واعتقال كل من يثبت انتماؤه لـ(داعش) ومحاسبة كل من يحاول التستر على خلايا التنظيم الإجرامي».
وأوضح المحلاوي، أن «الإجراءات والخطط الأمنية تتطلب تفعيل الجهد الاستخباري وتنظيم اجتماعات أمنية مستمرة مع كافة صنوف الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع شيوخ العشائر».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.