خسائر للميليشيات في صعدة... والجيش يسيطر على خط دفاع في تعز

تكبدت الميليشيات الحوثية، خسائر بشرية ومادية بمعاركها مع الجيش الوطني اليمني المسنود بتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، في عُقر دارها بمحافظة صعدة، شمال غربي صنعاء أمس، وذلك في إطار عملية عسكرية متواصلة ضد الميليشيات، في الوقت الذي سيطر فيه الجيش اليمني على خط دفاع حوثي في تعز. وأعلن الجيش عبر موقعه الإلكتروني «سبتمبر.نت» أن «قوات الجيش الوطني أحرزت تقدما جديدا في مديرية الحشوة، شرقا، ونجحت في السيطرة على جبال القاهرة والتباب المحيطة بها، وإحكام الحصار على جبل القناصيين». لافتا إلى أن «المواجهات العنيفة التي ما تزال مستمرة، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر ميلشيا الحوثي الانقلابية وتدمير آليات قتالية للميلشيات».
وكانت قوات الجيش أحرزت، الأسبوع المنصرم، تقدما في الحشوة وسيطرت على سلسلة جبال سمر وثيبة الاستراتيجية إضافة إلى تأمين مواقع أخرى كانت قوات الجيش قد حررتها في وقت سابق. يأتي ذلك بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى بين صفوف الانقلابيين، علاوة على سقوط مواقع وقرى كانت تسيطر عليها ميليشيات الانقلاب في مختلف جبهات القتال أبرزها تعز المحاصرة من قبل الانقلابيين منذ أربع سنوات، والضالع بجنوب البلاد، وجبهة المخذرة بمحافظة مأرب الواقعة شمال شرقي صنعاء، واستمرار التصعيد الحوثي في الحديدة الساحلية، غربا.
وساندت مقاتلات تحالف دعم الشرعية تقدم قوات الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال من خلال استهداف تعزيزات الانقلابيين وتجمعاتهم ومواقعهم العسكرية. وأفادت «العربية» بأن «طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن استهدف تعزيزات عسكرية للحوثيين في محافظة حجة، شمال غربي صنعاء والمحاذية للسعودية»، وأن «تلك التعزيزات عبارة عن مركبات عسكرية تحمل ذخائر أسلحة وتقل عناصر مسلحة كانت في طريقها إلى الجبهات التي يسيطرون عليها».
ففي تعز، قتل أكثر من 13 انقلابيا وأصيب آخرون في صفوف ميليشيات الحوثي، فجر السبت، بمعارك مع الجيش الوطني شمال مدينة تعز، المشتعلة منذ يومين، وفقا لما أكده مصدر عسكري في اللواء (170) دفاع جوي، إذ قال بأن «وحدات من اللواء هاجمت مواقع الميليشيات الانقلابية وتمكنت من السيطرة على محطة الجهيم والمباني المحيطة والتي تمثل أحد أهم الخطوط الدفاعية للميليشيات شمال المدينة»، طبقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وأضاف أن «مدفعية اللواء 170 دفاع جوي تمكنت من استهداف عدد من المواقع المحصنة وتدميرها بالكامل وأن المواجهات لا تزال مستمرة في مناطق الحرير والأربعين وبمختلف أنواع الأسلحة».
وفي مأرب، أعلن الجيش تحريره عددا من المواقع في جبهة المخدرة، غربا. وأكد مصدر عسكري رسمي أن «وحدات من الجيش نفذت كميناً محكماً، الجمعة، لمجموعة من عناصر الميليشيات حاولت التسلل إلى أحد المواقع في جبهة المخدرة، ونفّذت هجوماً معاكساً تمكنت خلاله من تحرير تباب أم صياد، فيما سقطت عناصر الميليشيات المتسللة بين قتيل وجريح».
وقال بأن مدفعية الجيش الوطني شنت قصفاً مركزاً استهدف تجمعات لميليشيات الحوثي الانقلابية في مواقع متفرقة غرب سلسلة جبال هيلان، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات. وفي جبهة الضالع، المشتعلة منذ أيام، تمكنت قوات الجيش الوطني، الجمعة، من تحرير مواقع جديدة وسط انهيار ميلشيا الحوثي الانقلابية. وأكد مصدر عسكري، بحسب موقع الجيش، أن «القوات نجحت في استعادة مواقع سدر وغول النوب وسايلة خرفة وموقع خزان العذربي وبير الحضرمي، وقرية القفلة وباب غلق شمال مديرية قعطبة، شمال الضالع». ولفت المصدر أن «قوات الجيش الوطني تقترب من هجار شمال مديرية قعطبة، بالتزامن مع الاقتراب من منطقة الشخب غرب المديرية ذاتها، بعد مواجهات عنيفة ما تزال مستمرة حتى اللحظة مع ميلشيا الحوثي الانقلابية»...
وأكد أن «المواجهات أسفرت عن مصرع وجرح العشرات من عناصر ميلشيا الحوثي الانقلابية، وأسر 15 آخرين، وتدمير أطقم قتالية واستعادة أسلحة».
ويأتي هذا التقدم بعد استكمال قوات الجيش الوطني تأمين منطقة ‎باب غلق الاستراتيجية، والتقدم صوب مناطق واسعة أبرزها ‎هجار وشليل و‎سليم ومنطقة الفاخر منها إلى منطقة العود.
وبالانتقال إلى الحديدة، أفاد مركز إعلام ألوية «العمالقة»، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، بـ«مقتل أربعة مواطنين بانفجار لغم أرضي من مخلفات ميليشيات الحوثي في منطقة الزُهاري الواقعة بين مديريتي المخا والخوخة في الساحل الغربي، عند مرورهم على متن دراجة نارية كانت تقلهم في إحدى الطرقات الفرعية القريبة من منطقة الزهاري شمالي المخا والقريبة من مديرية الخوخة، وحولت أجسادهم إلى أشلاء».
وأكدت «العمالقة» أن «منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، جنوبا، شهدت تحركات كبيرة لمجاميع من عناصر ميليشيات الحوثي في أطراف المنطقة الصحراوية»، وأن هذه «التحركات الحوثية تزامنت مع قصف شنته الميليشيات الحوثية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مواقع ألوية العمالقة في ذات المنطقة».
وذكرت أن «الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة فجرت ألغاما بحرية من مخلفات الميليشيات الحوثية في سواحل منطقة منظر، جنوبا». ونقلت المركز عن مصدر في فرق الهندسة، تحدث أن «الفرق المشتركة عثرت على عدة ألغام بحرية في ساحل منطقة منظر التابعة لمديرية الحوك كانت قد زرعتها الميليشيات في عمق البحر قبل خروجها من المنطقة»، وأن «فور تلقيها بلاغا توجهت للساحل ووجدت الألغام على ساحل منظر بعد أن قذفتها أمواج البحر، وتم إبطال خطرها المهدد لحياة مئات الصيادين ومرتادي البحر وقامت بجمعها وتفجيرها».
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي على أهمية ودور الإعلام في فضح الميليشيا الحوثية الانقلابية وكشف جرائمها وانتهاكاتها ونقل الحقائق للرأي العام والدولي وإبراز البطولات والتضحيات والانتصارات العسكرية في مختلف الجبهات رغم الحرب الإجرامية التي تنتهجها الميليشيا والتحريض الممنهج الذي تجاهر به قياداتها ضد الإعلام الحر وضد الشهود على جرائمها. وشدد الفريق المقدشي، خلال كلمة ألقاها في أمسية رمضانية للإعلاميين أقامتها دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع بمدينة مأرب، على «ضرورة تكامل الجبهتين العسكرية والإعلامية وتنسيق وتوحيد الجهود الإعلامية وترشيد الخطاب وتوجيه الاهتمامات نحو المعركة الأساسية المتمثلة في إنهاء الانقلاب واستعادة الوطن وعدم الالتفات إلى المعارك الجانبية والانسياق وراء الدسائس والشائعات وحملات التشهير والتضليل التي تخدم العدو الانقلابي».
وقال بأن «القيادة السياسية والعسكرية تخوض معركتين متزامنتين في مواجهة ميليشيا الانقلاب في مختلف الجبهات، ومعركة أخرى تتمثل في جهود إعادة بناء مؤسسة الوطن الدفاعية على أسسٍ وطنية وعلمية صحيحة بعيداً عن المحسوبية والمناطقية والولاءات الضيقة، بما يضمن إتاحة فرص القيادة والانتساب لجميع أبناء الوطن ووفق معايير الكفاءة والتكافؤ».
وجدد وزير الدفاع الدعوة لجميع أبناء الشعب بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم لمزيد من الالتفاف حول القيادة الشرعية ومساندة الجيش الوطني والاصطفاف تحت مظلة المشروع الوطني الجامع وعدم الالتفات للإرجافات ومحاولات التشويه والتشويش على المعركة الأساسية.