أميركا تؤكد صحة فيديو إعدام صحافيها.. وأستراليا تدرس إرسال قوات إلى العراق

أوباما: «داعش» يمثل تهديدا حقيقيا للمنطقة بأسرها

أميركا تؤكد صحة فيديو إعدام صحافيها.. وأستراليا تدرس إرسال قوات إلى العراق
TT

أميركا تؤكد صحة فيديو إعدام صحافيها.. وأستراليا تدرس إرسال قوات إلى العراق

أميركا تؤكد صحة فيديو إعدام صحافيها.. وأستراليا تدرس إرسال قوات إلى العراق

أكد البيت الابيض اليوم (الاربعاء) صحة شريط فيديو إعدام الصحافي الاميركي ستيفن سوتلوف على أيدي مقاتلي "داعش"، الذي بث أمس (الثلاثاء).
وصرحت كايتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي، ان "اجهزة الاستخبارات الاميركية حللت الفيديو الذي بث مؤخرا؛ ويظهر المواطن الاميركي ستيفن سوتلوف وأكدت صحته".
وبعد 14 يوما من قطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي نفذ تنظيم "داعش" تهديداته بقتل ستيفن سوتلوف؛ الذي يبدو انه خطف في اغسطس (آب) 2013 في سوريا؛ وفق شريط فيديو بثه المركز الاميركي لرصد المواقع الاسلامية "سايت".
وأثار الفيديو استنكارا شديدا في العالم.
من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما أن "داعش" يمثل تهديدا حقيقيا لا على العراق فقط، بل على المنطقة بأسرها.
وأكد أوباما ان الولايات المتحدة "لن ترضخ لترهيب" التنظيم.
وبعد ان ندد "بعمل عنف رهيب" أكد أوباما امام الصحافيين في تالين، ان هدف الولايات المتحدة هو "ألا يبقى" تنظيم "داعش" يشكل تهديدا للمنطقة، لكنه قال ان هذا الامر سيستغرق وقتا ولا يمكن ان يتم الا بتعاون وثيق مع الشركاء في المنطقة.
على صعيد متصل، لم يستبعد رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت، اليوم، ارسال قوات مقاتلة لدعم الضربات الجوية الاميركية في العراق، وسط مواجهة متزايدة مع متشددين استولوا على مساحات واسعة في ذلك البلد وفي جارته سوريا.
وسأل أحد الصحافيين أبوت عما اذا كانت هناك حاجة الى "قوات على الارض" لدحر تنظيم "داعش"، رد أبوت قائلا "استيقظ العالم هذا الصباح على عملية قطع رأس جديدة مصورة تلفزيونيا. وهذا يظهر أننا نتعامل مع شر محض. هذه حركة بشعة لا تكتفي بعمل الشر بل تعربد وتبتهج به". وأضاف "دول كثيرة تتحدث كل منها الى الأخرى بشأن أفضل السبل للسير قدما، لكن من الواضح أن تنظيم داعش في العراق والشام تهديد ليس فقط لشعوب الشرق الأوسط بل أيضا للعالم بأسره". مؤكدا "هذا صراع لدينا من الاسباب ما يجعلنا نرغب في تفاديه، لكن من المحزن انه صراع يتمدد ليصل الينا مثلما رأينا".
ورغم ان استراليا ليست عضوا في حلف شمال الاطلسي، إلا ان جنودها قاتلوا الى جانب الحلف في العراق وافغانستان. ومن المتوقع ان تقبل عضويتها بشكل رسمي ببرنامج الشراكة المعززة للحلف في القمة التي ستنعقد في وقت لاحق من هذا الاسبوع.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.