صدامات وسط بيروت بين عسكريين متقاعدين وقوى الأمن

وقعت صدامات وسط بيروت بين مئات العسكريين المتقاعدين وقوات الأمن التي تحمي مقر الحكومة اللبنانية في السراي الكبير، على خلفية جلسات درس الميزانية العامة التي تعقدها الحكومة والتي يتخوف المتقاعدون وسواهم من أن تمس أجورهم وحقوقهم المكتسبة.
واندفع المتظاهرون من ساحة رياض الصلح في اتجاه السراي وحاولوا تجاوز السياج المعدني الذي نصبته قوى الأمن، وعندما كادوا ينجحون في دخول باحة السراي، أطلقت عليهم المياه من الخراطيم، فعمد المحتجون إلى محاصرة الآلية وأوقفوا دفق المياه.
وعُلم أن الوزراء كانوا يواصلون عملهم في غياب رئيس الوزراء سعد الحريري الذي غادر الجلسة ليلتقي في إحدى قاعات السراي مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، ويبحث معه مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لتلافي أي خلاف حول آبار النفط الغاز.
وعند وقوع الصدامات، طلب وزير الدفاع الياس بو صعب من المحتجين إرسال وفد لمحاورته فرفضوا، وأصروا على إرسال وفد لمقابلة الحكومة بجميع أعضائها.
وانتهت الصدامات بعد لقاء عميدين متقاعدين مع وزير الدفاع الذي نفى أي نية للمسّ بحقوق المتقاعدين إلا بالحد الأدنى، واضعاً كا ما يقال في هذا الصدد في خانة الشائعات. فوافق المتقاعدون على فض الاعتصام في انتظار صدور مشروع الميزانية عن الحكومة وإحالته على المجلس النيابي، وهو ما يتوقع حصوله في غضون يومين.
ويلحظ مشروع الموازنة الذي عقدت الحكومة 17 جلسة لمناقشته حتى الآن، حسم ثلاثة في المئة من الأجور التقاعدية للعسكريين وإعادة النظر في طريقة احتساب تعويضات نهاية الخدمة وبعض الامتيازات، في إطار سعي الحكومة لخفض سقف الانفاق العام.