منظمة التعاون الاقتصادي تناقش قضايا أوروبا الضريبية في اجتماع وزاري

منظمة التعاون الاقتصادي تناقش قضايا أوروبا الضريبية في اجتماع وزاري
TT

منظمة التعاون الاقتصادي تناقش قضايا أوروبا الضريبية في اجتماع وزاري

منظمة التعاون الاقتصادي تناقش قضايا أوروبا الضريبية في اجتماع وزاري

قالت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن التحضير للاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا، والمقرر في باريس بعد غد الأربعاء، كان أحد الملفات الرئيسية في اجتماع وزراء المال الأوروبيين نهاية الأسبوع الماضي، وخصوصاً فيما يتعلق بملف الضرائب الرقمية.
وشهد اجتماع بروكسل موافقة الدول الأعضاء على حذف كل من برمودا وبريادوس وأروبا من لائحة الدول والمناطق غير المتعاونة في مكافحة التهرب الضريبي.
وقال بيان أوروبي، إنه خلال اجتماع بروكسل، جرت مناقشة الإصلاحات الضريبية الدولية الحالية، وذلك للتحضير للاجتماع المقرر الأربعاء في باريس، وعلى مدى يومين، بحضور سيسليا مالمستروم المفوضة الأوروبية المكلفة ملف التجارة الدولية، وأيضاً تم التحضير لاجتماعات مجموعة العشرين المقررة الشهر القادم.
وقال المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل، إن اجتماعات مجلس وزراء المال والاقتصاد الأوروبيين «إيكوفين» في بروكسل، شهدت تقييماً من الوزراء لإمكانية الإعداد للمفاوضات في المنظمة الأوروبية للتعاون الاقتصادي والتنمية، بشأن النقاش الدولي الجاري حول الحلول الشاملة طويلة الأجل، التي تتناول كل تحديات الضرائب في الاقتصاد الرقمي، والقضايا الأوسع نطاقاً المتعلقة بحقوق الضرائب والمنافسة الضريبية.
وفي مارس (آذار) الماضي، اعتمدت لجنة خاصة في البرلمان الأوروبي معنية بملف الجرائم المالية والتهرب الضريبي، خريطة طريق تفصيلية نحو فرض ضرائب أكثر عدالة وأكثر فعالية، ومعالجة الجرائم المالية. وتضمنت خريطة الطريق إجراءات تتعلق بتحقيق الإصلاح، ووضع نظام للتعامل مع الجرائم المالية والتهرب الضريبي، لا سيما من خلال تحسين التعاون في جميع المجالات، بين مختلف السلطات المعنية، لإنشاء هيئات جديدة على المستوى الأوروبي والعالمي.
وحسبما جاء في بيان للبرلمان الأوروبي، فقد جاء تشكيل اللجنة الخاصة بهذا الملف بعد أن تعددت تقارير إعلامية حول الفضائح الضريبية، وبعد فترة عمل وبحث استغرقت عاماً من جانب أعضاء اللجنة. وجاءت خريطة الطريق لتوفر تدابير لزيادة مكافحة الجرائم الضريبية على مستوى الاتحاد الأوروبي والعالم.
وكان أبرز تلك التوصيات، العمل على الفور على اقتراح إنشاء قوة شرطة مالية أوروبية، وإنشاء هيئة مراقبة تابعة للاتحاد الأوروبي لمكافحة غسل الأموال، وإنشاء هيئة ضريبية عالمية داخل الأمم المتحدة، والإشارة إلى القلق الكبير من افتقار الدول الأعضاء بشكل عام إلى الإرادة السياسية للتصدي للتهرب الضريبي والجريمة المالية.
ومن التوصيات أيضاً، النظر في التأشيرات وجوازات السفر الذهبية، التي تمثل إشكالية وينبغي التخلص منها، والالتفات إلى تعقيد النظم الضريبية، وما يتسبب فيه من ثغرات قانونية، وبالتالي فإن المعاهدات الضريبية المتعددة الأطراف وليست الثنائية، هي الحل للمضي قدماً إلى الأمام.
وقال البيان إنه ينبغي اتخاذ تدابير مضادة ضد الولايات المتحدة، إذا لم تلتزم بمبدأ المعاملة بالمثل، وأن يقوم المجلس الأوروبي بتقييم الوضع في سويسرا بشكل صحيح، لضمان عدم إدخال أنظمة ضريبية ضارة، وتضمين بند الحكم الرشيد للضرائب بشكل منهجي في اتفاقيات الاتحاد الأوروبي الجديدة مع دول من خارج الاتحاد.
وأشار البيان إلى ضرورة توفير حماية بشكل أفضل للصحافيين الاستقصائيين، ويمكن اعتماد نظام المكافآت الذي تستخدمه الولايات المتحدة للمبلغين عن المخالفات؛ بحيث يطبق في الاتحاد الأوروبي أيضاً.
وفي أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، أظهرت نتائج دراسة أجرتها مجموعة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية في البرلمان الأوروبي، أن هناك فجوة ضريبية تستلزم الاستعداد لمكافحة الجرائم الضريبية بشكل أكبر.
وقال رئيس الكتلة أودو بولمان: «الدراسة التي أجريناها أظهرت أن التهرب الضريبي جريمة خطيرة تحرم الأوروبيين من مبالغ هائلة، تصل إلى 825 مليار يورو (921.3 مليار دولار) وهو رقم مذهل، وهو ما يقارب خمسة أضعاف ميزانية الاتحاد الأوروبي لهذا العام، أو 1650 يورو لكل مواطن».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.