واشنطن تطالب «العسكري السوداني» بالتوصل إلى اتفاق مع المتظاهرين

معتصمون خلال إفطار جماعي أمام مقر وزارة الدفاع في الخرطوم (صورة أرشيفية - أ.ف.ب)
معتصمون خلال إفطار جماعي أمام مقر وزارة الدفاع في الخرطوم (صورة أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

واشنطن تطالب «العسكري السوداني» بالتوصل إلى اتفاق مع المتظاهرين

معتصمون خلال إفطار جماعي أمام مقر وزارة الدفاع في الخرطوم (صورة أرشيفية - أ.ف.ب)
معتصمون خلال إفطار جماعي أمام مقر وزارة الدفاع في الخرطوم (صورة أرشيفية - أ.ف.ب)

حثت الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء)، قائد المجلس العسكري السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، على التوصل إلى اتفاق مع المحتجين الذين هددوا بالعصيان ما لم يتم الانتقال إلى حكم مدني.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن نائب وزير الخارجية جون سوليفان، تحدث هاتفياً مع الفريق البرهان، وأعرب عن دعمه «تطلعات الشعب السوداني من أجل مستقبل حر وديمقراطي ومزدهر».
وشجع سوليفان، البرهان على «التحرك بسرعة نحو تشكيل حكومة مؤقتة يقودها مدنيون والتوصل إلى اتفاق مع ائتلاف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغن أورتاغوس، في بيان، إن سوليفان «دعا المجلس العسكري إلى احترام حقوق الإنسان للجميع، والسماح بالاحتجاج السلمي وحرية التعبير بما يتفق مع التزامات السودان في مجال حقوق الإنسان».
ويواصل الآلاف اعتصامهم خارج مقر الجيش في الخرطوم بعد نحو شهر من عزل الجيش الرئيس عمر البشير، بناءً على طلب المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع في البدء احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز.
وقال القادة العسكريون، في وقت متأخر أمس (الثلاثاء)، إنهم وافقوا بشكل عام على اقتراح من المتظاهرين لتشكيل هيئة انتقالية يهيمن عليها مدنيون ولكنهم أبدوا «الكثير من التحفظات» بشأن تركيبتها ومدتها على مقترحات أخرى، واتهم المتظاهرون المجلس العسكري بتأخير نقل السلطة.
وقال كبير الدبلوماسيين الأميركيين في أفريقيا تيبور ناجي، إن واشنطن على اتصال بجميع الأطراف في السودان، وقال ناجي للصحافيين: «سياستنا الأساسية هي أننا نريد دعم ما يريده الشعب السوداني».
وفي سياق متصل، أكد مبعوث الأمم المتحدة لدعم جهود الاتحاد الأفريقي بالسودان نيكولاس هيثوم، دعم المنظمة الدولية لجهود الاتحاد لمساعدة السودانيين على التوصل إلى اتفاق سياسي وإيجاد حلول على المدى الطويل للمشكلات الاقتصادية التي يعاني منها السودان بمشاركة المجتمع الدولي.
جاء ذلك في تصريح صحافي أدلى به هيثوم بعد لقاء الفريق الركن شمس الدين كباشي الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي السوداني عضو اللجنة السياسية بالمجلس في الخرطوم، اليوم، حسب وكالة الأنباء السودانية «سونا».
من جهة أخرى، التقى رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في القصر الجمهوري، اليوم (الأربعاء)، مبعوث الاتحاد الأفريقي للسودان محمد الحسن.
وقال الحسن، في تصريح صحافي، إن اللقاء يأتي في إطار مهمته القائمة على قرار مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي الداعي لأن يقوم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بتشجيع الأطراف السياسية بالسودان وعلى رأسها المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير على الوصول إلى اتفاق جامع يؤسس لمرحلة انتقالية يتولى فيها المدنيون السلطة، حسب «سونا».
وأضاف المبعوث أنه سيواصل جهوده بعد تقديمه التقرير المرحلي ابتداءً من الأسبوع المقبل.
يشار إلى أن الاتحاد الأفريقي قد منح في أول مايو (أيار) الحالي، المجلس العسكري، مهلة إضافية مدتها 60 يوماً لتسليم السلطة للمدنيين، وذلك بعدما لم يفِ بمهلة سابقة مدتها 15 يوماً.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.