قصة الثّورة السّودانية في جدارية طولها كيلومتران

يشارك في رسمها مئات التشكيليين

الجدارية تحكي مسارات الثّورة السّودانية منذ بدء الاحتجاجات وحتى سقوط الرئيس
الجدارية تحكي مسارات الثّورة السّودانية منذ بدء الاحتجاجات وحتى سقوط الرئيس
TT

قصة الثّورة السّودانية في جدارية طولها كيلومتران

الجدارية تحكي مسارات الثّورة السّودانية منذ بدء الاحتجاجات وحتى سقوط الرئيس
الجدارية تحكي مسارات الثّورة السّودانية منذ بدء الاحتجاجات وحتى سقوط الرئيس

«نقطة واحدة فقط تصنع التغيير وتلك الأيام نداولها»؛ عنوان لوحة انتظر الفنان التشكيلي حسان سعيد 6 سنوات لتنفيذها. يقول: «لحسن حظّي وجدت الفرصة المناسبة، لتكون لوحتي ضمن مئات اللوحات في أضخم عمل فني عن الثورة السودانية».
وبدأ المئات من كبار الفنانين التشكيلين والهواة المشاركة بالرسم في ورشة لإخراج أكبر «جدارية» يتوقع القائمون عليها أن تكون من أكبر الجداريات في العالم، لتدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
ويبلغ طول الجدارية كيلومترين؛ ويتوقع الانتهاء من رسمها خلال 10 أيام.
يقول التشكيلي سعيد: «فكرة اللوحة تقوم على أن التغيير بمختلف معانيه يبدأ من نقطة واحدة؛ ولأول مرة أنفّذها على القماش؛ وهي تغيير لوني بين اللونين الأبيض والأزرق والصعود والهبوط». ويضيف: «غالبية الشّعارات المكتوبة في الثورة، وحتى اللفظي منها يمكن أن يتجسد بشكل مادة عبر الفنون»، ويتابع: «الرّسم من أكثر ضروب الفنون التي تجسّد المعنى الحقيقي وتوصله إلى المتذوق».
لوحة سعيد، جزء من رسوم تحولت بموجبها ساحة الاعتصام إلى معرض فني كبير، تشغله مئات الرّسومات، تزين حوائط المباني المحيطة بقيادة الجيش في الخرطوم؛ تحكي مسارات الثّورة السّودانية منذ بدء الاحتجاجات وحتى سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير.
ورسم تشكيليون شباب وهواة من الجنسين عشرات الجداريات، لتحكي أحداثاً حقيقية عاشوها خلال يوميات الثّورة والمظاهرات، جسّدت لحظات القمع والقتل التي تعرّض لها المتظاهرون؛ وحتى اللحظات الأخيرة لسقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
يقول التشكيلي عبد المنعم التوم؛ وهو أحد المنظّمين للعمل الفني المرافق للثورة لـ«الشرق الأوسط»: «الجدارية تعرض لوحات وتوقيعات، لكل من شارك في الثورة، وهي أشبه بدفتر الحضور الثوري، ونسعى لاستخدامها وسيلة تعبير وضغط على المجلس العسكري لتلبية مطالب الشعب السوداني، بجانب لفت نظر الرأي العام العالمي لدعم الثورة السودانية». ويضيف: «المشاركة متاحة لجميع الفنانين، وكثير من كبار التشكيلين والهواة من الشّباب بدأوا فعلياً تجسيد أفكارهم المتعلقة بالحراك الشّعبي، لتعبر عن معاني التغيير وأساليب المقاومة المدنية التي حدثت خلال الاحتجاجات التي استمرت 4 أشهر، وحتى سقوط النّظام».
ويتابع التوم: «يبلغ طول القماش الذي ستُنفّذ عليه الجدارية 3 آلاف متر، وتحتاج إلى ما يقارب 250 جردلاً من الطلاء من الألوان المختلفة، استهلكنا حتى الآن نحو 30 جردلاً».
ويتوقع التوم أن تضمّ الجدارية مئات اللوحات ومليون توقيع، وسيتم العرض ليوم واحد يحضره مندوبو «غينيس» لمعاينة اللوحات.
طريقة العرض حسب منظمي العمل الفني ستكون مختلفة تماماً عن الأشكال التقليدية لعرض الجداريات؛ حيث يمسك المئات بأطرافها على امتداد طول ساحة الاعتصام الرئيسية، من جسر القوات المسلحة وحتى نفق جامعة الخرطوم. ويشير التوم إلى أنّ «الجدارية» عبارة عن رسائل لثورة شعب السودان من أجل التحرر عبر الفن السوداني لإيصالها إلى كل العالم وتعريفه كيف يمكن أن يلعب الفن دوراً مركزياً ورئيسياً في المقاومة المدنية وكيف يعبر عن وعي الشعوب.
ويوضح التوم أنّ الجدارية تعدّ أول عمل فني يجتمع عليه هذا العدد الكبير من التشكيليين السودانيين لـ«إنتاج عمل بهذه الضخامة وله مدلولات عميقة». ويتابع: «إنهم يعبرون من خلال الفن عن التنوع والتعدد، الذي تذخر به البلاد؛ وسيعطي اختلاف المدارس الفنية والتشكيلية الجدارية أبعاداً كبيرة تجسّد معاني الثّورة، كل من وجهة نظره وفكرته».
ومن الفنانين التشكيليين السّودانيين المعروفين الذين يشاركون بلوحات في الجدارية، الفنان نصر الدين الدومة وعادل كرمة، ويتوقع أن ينضمّ إليهم عدد من الفنانين العالميين.



​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)
رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)
TT

​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)
رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)

أعلن مسؤولون معنيّون بالحياة البرّية في الولايات المتحدة تمديد دائرة الحماية الفيدرالية لتشمل «الفراشات الملكية»، بعد سنوات من تحذيرات أطلقها خبراء البيئة من تقلُّص أعدادها، وأنّ هذه الفراشات المحبوبة قد لا تنجو من التغيّرات المناخية.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «هيئة الأسماك والحياة البرّية» الأميركية تخطِّط لإضافة هذا النوع من الفراشات إلى قائمة الأنواع المُهدَّدة بالانقراض بحلول نهاية العام المقبل.

في هذا الصدد، قالت مديرة الهيئة مارثا ويليامز: «تحظى الفراشة الملكية الشهيرة بتقدير بالغ في جميع أنحاء أميركا الشمالية، فتأسر الأطفال والبالغين طوال دورة حياتها الرائعة. ورغم هشاشتها، فإنها تتميّز بمرونة ملحوظة، مثل أشياء عدّة في الطبيعة عندما نعطيها فرصة».

تشتهر بأجنحتها البرتقالية والسوداء المميّزة (أ.ب)

ويوفّر قانون الأنواع المُهدَّدة بالانقراض حماية واسعة النطاق للأنواع التي تصنّفها خدمة الحياة البرّية بوصفها مُهدَّدة بالانقراض أو يتهدّدها الخطر. وبموجبه، من غير القانوني استيراد هذه الأنواع أو تصديرها أو حيازتها أو نقلها أو قتلها.

في حالة «الفراشة الملكية»، فإن القائمة المُقتّرحة ستحظر، عموماً، على أي شخص قتلها أو نقلها. ويمكن للناس والمزارعين الاستمرار في إزالة عشبة اللبن، وهي مصدر غذائي رئيس ليرقاتها، من حدائقهم وفناءاتهم الخلفية وحقولهم، ولكن سيُمنعون من إجراء تغييرات على الأرض تجعلها غير صالحة للاستخدام بشكل دائم لهذه الفراشات.

كما سيجري التغاضي عن القتل العرضي الناتج عن المركبات، ويمكن للناس الاستمرار في نقل أقل من 250 «فراشة ملكية»، وفي استخدامها لأغراض تعليمية.

في هذا السياق، قالت المديرة الإقليمية المُساعدة للخدمات البيئية لمنطقة الغرب الأوسط، التابعة لخدمة الحياة البرّية، لوري نوردستروم: «نريد من الناس الاستمرار في تربية اليرقات والفراشات الملكية في منازلهم واستخدامها لأغراض التعليم».

تنتشر «الفراشات الملكية» في جميع أنحاء أميركا الشمالية (أ.ب)

كما سيخصص الاقتراح 4395 فداناً (1779 هكتاراً) في 7 مقاطعات ساحلية في كاليفورنيا، حيث تهاجر «الفراشات الملكية» غرب جبال روكي في الشتاء، بوصفها موائل بالغة الأهمية لها. وسيمنع التعيين الوكالات الفيدرالية من تدمير هذه الموائل أو تعديلها. ولا يحظر القرار الجديد جميع عمليات التطوير، لكنّ مُلّاك الأراضي الذين يحتاجون إلى ترخيص أو تصريح فيدرالي لمشروع ما، سيتعيَّن عليهم العمل مع خدمة الحياة البرّية للتخفيف من الأضرار.

يُذكر أنّ الطريق كانت طويلة نحو الحصول على اقتراح رسمي من خدمة الحياة البرّية. وكان مركز التنوّع البيولوجي ومجموعات الحفاظ على البيئة الأخرى قد تقدَّمت بطلب إلى الوكالة عام 2014 لإدراج «الفراشة الملكية» بوصفها مُهدَّدة بالانقراض. وأطلقت الوكالة مراجعة لحالتها نهاية عام 2014، وخلُصت بعد 6 سنوات إلى أنّ الإدراج مُبرّر، لكن تبقى هناك أنواع أخرى لها الأولوية. ورفع المركز دعوى قضائية فيدرالية، وفاز بتسوية عام 2022 دعت الحكومة إلى اتخاذ قرار بشأن إدراج «الفراشات الملكية» بحلول سبتمبر (أيلول) 2024، وحصلت على تمديد حتى ديسمبر (كانون الأول).

وعن ذلك، قالت العالِمة البارزة في المركز تييرا كاري: «حقيقة أنَّ فراشة منتشرة ومحبوبة مثل الفراشة الملكية تواجه الآن أزمة انقراض هي إشارة خطيرة تُحذّرنا وتُنبّهنا إلى ضرورة الاعتناء بشكل أفضل بالبيئة التي نتقاسمها جميعاً».

تنتشر «الفراشات الملكية» في جميع أنحاء أميركا الشمالية، وتشتهر بأجنحتها البرتقالية والسوداء المميّزة، وهي رمز لأيام الصيف المُشمسة.